عصر العلم” هو تأمل مثير وملهم يقدمه العالم الراحل أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، حيث يتطلع من خلاله إلى الوراء بتواضع تام ويعبر عن تجاربه الشخصية ورؤيته الفريدة لتطور العلم وتأثيره على العالم. يتميز الكتاب بأسلوبه السلس والقوي، الذي يدفع القارئ للتفكير بعمق في تفاصيل هامة ومحاور رئيسية تتناولها أحمد زويل في مسار رحلته العلمية والفكرية.
بدايةً، يقدم زويل لنا لمحة تاريخية عن مسيرته العلمية، وكيف وصل إلى نقطة النجاح التي توجت بجائزة نوبل، والتي جاءت في توقيت يحمل دلالات رمزية بختام القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، مشيرًا إلى أهمية هذه الفترة في تاريخ العلم والتطور البشري.
من ثم، يتحدث زويل عن تفاعله مع الزعماء والقادة السياسيين والفلاسفة والمفكرين ورجال الاقتصاد والإدارة، حيث يشير إلى الأفكار والتحديات التي واجهها في هذه التفاعلات، وكيف أثرت تلك الخبرات على رؤيته للعالم وفهمه لعصر العلم.
علاوة على ذلك، يتناول الكتاب تجارب زويل في مختلف البلدان، بدءًا من الدول التي تسعى لتحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي، وصولاً إلى الدول التي نجحت في تحقيقه، مثل الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا والهند وأيرلندا. ومن خلال هذه التجارب، يقدم زويل لنا نظرة مفصلة عن التحديات والفرص التي تواجه البلدان في سبيل التقدم العلمي والتكنولوجي.
ومن الجوانب الرئيسية التي يركز عليها الكتاب هي فهم طبيعة العصر الحالي، وتحليل العلاقة بين العلم والسياسة والاقتصاد والثقافة، وكيفية تأثيرها على تطور البشرية. وبفضل مزيجه الفريد بين التجربة الشخصية والرؤية العميقة، يعتبر “عصر العلم” مصدرًا قيمًا لفهم العالم المعاصر وما يمكن أن يتطلع إليه المستقبل.