في كتابه المثير بعنوان “عزيزي النفط.. ماذا فعلت؟” يأخذنا الكاتب عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري في رحلة فريدة من نوعها إلى أعماق رمال شبه الجزيرة العربية، حيث يسعى للكشف عن لغز وليد بقي مجهولاً داخل أحشائها لآلاف السنين. يقف التويجري أمام عسيرة الولادة كما يعترض طريقه بأسئلة حادة حول النفط، يتساءل عما إذا كانت له سلطة خاصة أثناء حملها به؟ أم أنه كان كائنًا فائق العلو ولم تكن لها القوة في التحكم به؟
في طرحه الفريد للأحداث، يلقي المؤلف نظرة عميقة على حرب الخليج الثانية، حيث يراها ظاهرة غربية في أرض العرب، تطلب منهم دخول أوراقهم وفحص الحساب. يفتح التويجري أمام القارئ نافذة إلى لقاءاته المتكررة مع الرئيس العراقي صدام حسين، الذي كان يعدل نبراته ويراقبه بتمعن في محاولة لفهم ما يدور خلف كلماته.
ومع ذلك، يصف المؤلف صدام حسين بأنه رجل يحجب عن الآخرين الطريق إلى دواخله، فهو يلجأ إلى الغموض والصمت، ما يجعل الألفاظ تنسحب منه شيئًا فشيئًا حتى تختفي ويبقى الصمت الغامض يلفه.
يمتد كتاب التويجري على 216 صفحة، ويعيد النظر في أحداث تاريخية هامة بأسلوب يجمع بين السرد الأدبي والتحليل العميق. تتنوع مكونات الكتاب بين فحص التاريخ واستكشاف الألغاز الثقافية، مما يمنح القارئ تجربة مثيرة وفريدة من نوعها في عالم الأدب العربي في مجال الاقتصاد والأعمال. “عزيزي النفط.. ماذا فعلت؟” يتيح للقارئ النظر إلى الماضي بعيون جديدة وتفكيك الخيوط المعقدة لتلك الأحداث التاريخية بطريقة تشعره بالاستكشاف والتأمل.