الكتاب المعنون “Serial Killers: Profiles of Today’s most Terrifying Criminals” يُعد مصدرًا شاملاً يُلقي الضوء على بعض من أشهر قضايا القتل المتسلسل التي شغلت الرأي العام العالمي. صدر هذا العمل عن دور نشر “Time-Life Books” في ديسمبر من عام 1992، وقد تناول الكتاب بالتحليل والتفصيل حيوات وجرائم مجموعة من أبرز المجرمين في تاريخ الجريمة الحديث، مثل تيد باندي، جون واين جيسي، دينيس نيلسن، وديفيد بيركويتز، بالإضافة إلى استعراض مختصر لمجرمين سابقين كانوا قد نالوا شهرة واسعة مثل جاك السفاح وخناق بوسطن.
يعتبر هذا الكتاب ضمن فئة العلوم الاجتماعية، حيث يُبرز الأبعاد النفسية والاجتماعية التي قد تكمن وراء سلوكيات القتل المتسلسل. يستعرض الكتاب الأساليب التي اتبعها هؤلاء المجرمون في ارتكاب جرائمهم والطرق التي استخدموها لإخفاء هويتهم عن الأنظار والتملص من قبضة العدالة لفترات طويلة.
تيد باندي، مثلاً، كان معروفًا بكاريزميته وذكائه، مما جعله يبدو كالشخص العادي جدًا ولكنه كان يخفي وراء هذه الواجهة الجذابة نزوات مظلمة قادته إلى ارتكاب العديد من الجرائم البشعة. جون واين جيسي، من ناحية أخرى، استغل وظيفته كمقاول للتخفي وجذب ضحاياه، مما أدى إلى مقتل العديد من الشباب والمراهقين.
دينيس نيلسن وديفيد بيركويتز، كل منهما له خصائص وطرق في القتل تعكس عمق الاضطرابات النفسية والانحرافات التي كانوا يعانون منها. نيلسن، الذي كان يعمل في شرطة لندن، ارتكب جرائمه في السر حتى اكتشاف سلسلة من الجرائم المروعة التي كانت تتم في منزله، بينما بيركويتز، المعروف بلقب “ابن سام”، شن سلسلة من الهجمات التي أثارت الرعب في قلوب سكان نيويورك في السبعينات.
يقدم الكتاب أيضاً نظرة على كيفية تعامل السلطات مع هذه الجرائم والتحديات التي واجهتها في تعقب هؤلاء المجرمين وأخيرًا إحضارهم للعدالة. النقاشات التي يفتحها الكتاب حول الأخلاقيات والعقوبات، وكذلك الأساليب التحقيقية والأدلة الجنائية، توفر فهمًا عميقًا لطبيعة الجريمة المتسلسلة والمجتمعات التي تحدث فيها.
من المميزات الرئيسية لهذا العمل هو قدرته على إشراك القارئ بطريقة مشوقة ومعلوماتية، مما يجعله مرجعًا قيمًا للدارسين والباحثين في مجال علم الجريمة، وكذلك للقراء المهتمين بفهم أعماق السلوك الإنساني الشاذ والمعقد. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الكتاب كيف يمكن أن تساعد الدراسات المعمقة في الجريمة المتسلسلة في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للوقاية من هذه الجرائم وتحسين أساليب الكشف عنها ومتابعتها.