عدد عظام الجمجمة ووظائفها

عدد عظام الجمجمة: تشريحها ووظائفها

تعتبر الجمجمة من أهم الهياكل العظمية في الجسم البشري، إذ توفر الحماية للأعضاء الحساسة مثل الدماغ والعينين والأذنين. تمثل الجمجمة جزءاً مهماً من الجهاز الهيكلي في الإنسان، وتُعتبر نقطة ارتكاز لبقية الهيكل العظمي في الجسم. تختلف عظام الجمجمة عن غيرها من العظام في الجسم من حيث وظيفتها وموقعها، حيث تلعب دوراً مهماً في حماية الدماغ من الإصابات والأضرار. في هذا المقال، سنتناول عدد عظام الجمجمة، تركيبها، وظائفها، وكيفية تطورها أثناء مراحل نمو الإنسان.

أولاً: تكوين الجمجمة وعدد عظامها

الجمجمة تتكون من مجموعة معقدة من العظام التي تتصل ببعضها البعض بطريقة محكمة. عدد عظام الجمجمة الكلي هو 22 عظمة، وتنقسم هذه العظام إلى قسمين رئيسيين: العظام القحفية (التي تشكل الجزء العلوي والجانبي من الجمجمة) والعظام الوجهيّة (التي تشكل الوجه والفم).

1. العظام القحفية: تشكل الحيز الذي يحمي الدماغ، وتتكون من 8 عظام هي:

   • العظم الجبهي (Frontal Bone): يشكل الجبهة الأمامية للجمجمة.

   • العظام الجداريّة (Parietal Bones): توجد على جانبي الجمجمة وتشكل الجزء الأكبر من السقف العظمي.

   • العظم القفوي (Occipital Bone): يشكل الجزء الخلفي من الجمجمة.

   • العظام الصدغية (Temporal Bones): تقع على جانبي الجمجمة بالقرب من الأذنين.

   • العظم الوتدي (Sphenoid Bone): يقع في قاعدة الجمجمة ويعتبر محوريًا في تكامل تركيب الجمجمة.

   • العظم الفكي (Ethmoid Bone): يوجد في الجزء الأمامي من القحف، ويشارك في تكوين تجويف الأنف.

2. العظام الوجهيّة: هذه العظام تشكل الهيكل العظمي للوجه، وتضم 14 عظمة:

   • العظم العلوي (Maxilla): يشكل الفك العلوي.

   • العظم الوجني (Zygomatic Bones): يشكل الوجنتين.

   • العظم الأنفي (Nasal Bones): يشكل الجزء العلوي من الأنف.

   • العظم الدمعي (Lacrimal Bones): يتواجد بالقرب من العينين.

   • العظم الفكي السفلي (Mandible): يشكل الفك السفلي وهو العظم الوحيد المتحرك في الجمجمة.

   • العظام الحنكية (Palatine Bones): تشكل الجزء الخلفي من سقف الفم.

   • العظام السفلية للأنف (Inferior Nasal Conchae): تلعب دوراً في تسخين وتنقية الهواء الداخل إلى الأنف.

   • العظام الشاذة (Vomer): تشارك في تكوين الحاجز الأنفي.

ثانياً: وظائف الجمجمة

الجمجمة تؤدي العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، والتي تتراوح بين الحماية والدعم. من أبرز هذه الوظائف:

1. حماية الدماغ: إن الحماية التي توفرها الجمجمة للدماغ هي أبرز وظائفها. الدماغ هو المركز العصبي للجسم ويحتوي على ألياف عصبية حساسة للغاية. يضمن الهيكل العظمي للجمجمة أن يتوفر هذا الحماية ضد أي صدمات قد تؤدي إلى ضرر جسيم.

2. الحماية للأعضاء الحسية: بالإضافة إلى الدماغ، تحمي الجمجمة الأعضاء الحساسة مثل العيون والأذنين. تشكل الحواجز العظمية حول العينين والأذنين حمايةً طبيعية ضد الإصابات.

3. تشكيل الوجه: تُسهم العظام الوجهيّة في تحديد شكل الوجه وتساهم في تعبيرات الوجه التي تُستخدم في التواصل. كما أن هذه العظام تدعم الأسنان وتشارك في وظائف التنفس.

4. دعم الأنسجة والعضلات: تعمل الجمجمة كنقطة ارتكاز للعديد من العضلات التي تتعلق بحركة الفك واللسان والعينين. هذه العضلات تلعب دورًا حيويًا في عملية الأكل والكلام.

5. دعم التنفس والتغذية: يتم دعم عملية التنفس بواسطة الفتحات الأنفية التي تحتويها الجمجمة. كما أن وجود العظام الحنكية يسهل عملية تناول الطعام وابتلاعه.

ثالثاً: تطور عظام الجمجمة

عظام الجمجمة، مثل باقي عظام الجسم، تتطور وتتكيف مع مرحلة النمو التي يمر بها الإنسان. أثناء الولادة، تكون عظام الجمجمة غير مكتملة ولا تندمج مع بعضها البعض بشكل كامل. في الواقع، يتم فصل بعض العظام بواسطة مناطق مرنة تُسمى اليافوخ. هذا يسمح للجمجمة بالتوسع أثناء نمو الدماغ.

1. اليافوخ (Fontanelles): هي المناطق الغير مغطاة بالعظام في رأس الطفل حديث الولادة. أهم اليافوخ هي اليافوخ الأمامي (الذي يقع في مقدمة الرأس) واليافوخ الخلفي. في مرحلة الطفولة، تغلق هذه اليافوخ تدريجيًا مع اندماج العظام المختلفة لتشكل الجمجمة المكتملة.

2. الاندماج المبكر للعظام: في مراحل مبكرة من العمر، تبدأ العظام في الاندماج تدريجيًا. تبدأ العظام في التحجر بشكل أكبر مع التقدم في السن، ومع مرور الوقت تصبح الجمجمة أكثر صلابة.

3. الهيكل العظمي البالغ: مع بلوغ الإنسان سن الرشد، تصبح العظام أكثر تماسكا، وتندمج بعض العظام بشكل كامل. على سبيل المثال، في البالغين، تندمج العظام الجدارية والجداريّة معًا لتشكل وحدة عظمية واحدة تُعرف باسم العظم القحفي، وهو يعتبر من أكبر عظام الجمجمة.

رابعاً: تأثير الإصابة على عظام الجمجمة

يمكن أن تتعرض عظام الجمجمة للإصابات بسبب الحوادث أو الصدمات. قد تؤدي الإصابات إلى كسور أو تمزق في العظام أو حتى أضرار في الأنسجة الدماغية. تعتبر الكسور في الجمجمة واحدة من الإصابات الشديدة التي قد تؤدي إلى حالات طبية خطيرة. عظام الجمجمة تتكيف بشكل طبيعي مع الإصابات البسيطة، ولكن في الحالات الأكثر خطورة، قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا لإصلاح الضرر.

خامساً: التقدم في فهم الجمجمة

في الطب الحديث، يُستخدم التصوير الطبي مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لدراسة الجمجمة والعظام الداخلية. هذه التقنيات الطبية تساهم بشكل كبير في تشخيص إصابات الرأس والأورام الدماغية وأمراض العظام. كما أن هذه الأدوات تساعد الأطباء في فهم تطور عظام الجمجمة وتحديد أي خلل قد يحدث فيها.

خاتمة

الجمجمة هي واحدة من أعظم الهياكل العظمية في جسم الإنسان، وهي تؤدي وظائف متعددة تتراوح من حماية الدماغ والأعضاء الحساسة إلى تشكيل ملامح الوجه وتوفير الدعم للعضلات. تطور الجمجمة عبر مراحل النمو يشير إلى تعقيد هذه البنية العظمية، التي تتطلب الرعاية والاهتمام للحفاظ على صحتها.