عدد سكان الأردن
يُعتبر تعداد سكان أي دولة من أهم المؤشرات الديموغرافية التي تعكس واقعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ولا شك أن الأردن يحتل مكانة بارزة ضمن الدول العربية من حيث الكثافة السكانية وتركيبة السكان. يتسم تعداد سكان الأردن بخصوصيات تتعلق بالعوامل التاريخية والجغرافية والسياسية التي أثرت في حجم ونمو السكان عبر العقود الماضية. في هذا المقال سيتم استعراض عدد سكان الأردن بشكل موسع مع تحليل العوامل المؤثرة، توزيع السكان، التركيبة السكانية، بالإضافة إلى أهم التحديات والفرص التي تواجه السكان في الأردن.
عدد سكان الأردن: الأرقام والإحصاءات الحديثة
بحسب أحدث التقديرات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الأردنية والمنظمات الدولية ذات العلاقة، بلغ عدد سكان الأردن في منتصف عام 2025 ما يقارب 11.8 مليون نسمة. يشهد الأردن نمواً سكانياً مستمراً بمعدل سنوي يتراوح بين 2.5% و3%، وهذا النمو يُعد مرتفعاً مقارنة بالعديد من الدول العربية الأخرى التي تواجه تباطؤاً في معدلات النمو السكاني.
يأتي هذا النمو السكاني كنتيجة لعدة عوامل مجتمعية وصحية مثل ارتفاع معدلات الخصوبة، بالإضافة إلى عوامل ديموغرافية أخرى، بما في ذلك الهجرة الداخلية والخارجية التي تأثر بها الأردن لاعتبارات سياسية واقتصادية.
العوامل المؤثرة في نمو عدد سكان الأردن
-
معدلات الولادة والخصوبة
تعد معدلات الخصوبة في الأردن من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الزيادة السكانية. بالرغم من التغيرات الاجتماعية التي شهدها المجتمع الأردني، لا تزال الأسر تميل إلى إنجاب عدد متوسط من الأطفال يتراوح بين 3 و4 أطفال لكل امرأة. ساهمت تحسينات في الرعاية الصحية وتوسع الوصول إلى الخدمات الطبية في خفض معدلات وفيات الأطفال، مما رفع متوسط الأعمار وزاد من حجم السكان. -
الهجرة واللاجئون
الأردن شهد خلال العقود الماضية موجات من الهجرة بسبب الظروف السياسية في المنطقة. اللاجئون من فلسطين وسوريا والعراق يمثلون جزءاً كبيراً من السكان. فحسب تقارير الأمم المتحدة، يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن حوالي 1.3 مليون نسمة، وهو ما يشكل ضغطاً على البنية التحتية والخدمات العامة ويؤثر في التوزيع السكاني. -
العوامل الاقتصادية والاجتماعية
تؤثر العوامل الاقتصادية في عدد السكان من حيث معدلات الهجرة الداخلية من الريف إلى المدن، والهجرة الخارجية بحثاً عن فرص عمل. تتجمع أغلب السكان في المدن الكبرى مثل عمان والزرقاء وإربد، حيث تتوفر فرص عمل أفضل وخدمات تعليمية وصحية متميزة.
التركيبة السكانية للأردن
يتنوع سكان الأردن من حيث التركيبة العمرية والجنسية والعرقية. وفقًا للبيانات الرسمية، يشكل الشباب نسبة كبيرة من السكان، حيث تتراوح نسبة السكان تحت سن 30 عاماً ما بين 55% إلى 60%. هذا الأمر يشير إلى تركيبة سكانية شبابية تؤثر في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في مجالات التعليم والتوظيف.
أما من حيث التوزيع الجغرافي، فيتركز أكثر من 80% من السكان في المناطق الحضرية، مع سيطرة العاصمة عمان التي تمثل حوالي 40% من إجمالي السكان، بينما تمثل المناطق الريفية والأقل تطورًا حوالي 20% من السكان. تؤدي هذه التركيبة إلى تفاوت في الخدمات والبنية التحتية بين المناطق المختلفة.
جدول يوضح توزيع السكان حسب المحافظات الأردنية (تقديرات 2025)
| المحافظة | عدد السكان (مليون) | نسبة من إجمالي السكان (%) |
|---|---|---|
| العاصمة عمان | 4.72 | 40 |
| إربد | 1.55 | 13 |
| الزرقاء | 1.25 | 10.6 |
| البلقاء | 0.80 | 6.8 |
| الكرك | 0.40 | 3.4 |
| مأدبا | 0.28 | 2.4 |
| جرش | 0.25 | 2.1 |
| عجلون | 0.22 | 1.9 |
| الطفيلة | 0.18 | 1.5 |
| معان | 0.16 | 1.4 |
| المفرق | 0.24 | 2 |
التحديات المرتبطة بالنمو السكاني في الأردن
يشكل النمو السكاني السريع في الأردن تحديات متعددة على صعيد الموارد والخدمات العامة، حيث تحتاج البنية التحتية إلى التكيف مع الزيادة المتواصلة في الطلب على المياه، الكهرباء، الإسكان، والتعليم، والرعاية الصحية. كما تواجه الحكومة الأردنية تحديات في توفير فرص العمل لشريحة الشباب الكبيرة، الأمر الذي ينعكس على معدلات البطالة وتأثيرها على الاستقرار الاجتماعي.
يضاف إلى ذلك، تأثر سوق العمل بارتفاع أعداد اللاجئين الذين يتنافسون مع السكان المحليين على فرص العمل، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.
الفرص التي يوفرها التركيب السكاني للأردن
بالرغم من التحديات، يتيح التركيب السكاني الشبابي فرصاً كبيرة للنمو الاقتصادي والتنمية البشرية، إذا ما تم استثمار هذه القوى البشرية بشكل فعّال من خلال التعليم، التدريب، وتحسين بيئة العمل. يبرز الأردن كمركز إقليمي للخدمات التعليمية والصحية والسياحية، ما يعزز من إمكانية استغلال هذا التركيب السكاني في تطوير الاقتصاد الوطني.
مقارنة عدد سكان الأردن مع بعض الدول العربية
للفهم الأفضل لمكانة الأردن من حيث عدد السكان مقارنة بدول المنطقة، يمكن الاطلاع على الجدول التالي:
| الدولة | عدد السكان (مليون) | الترتيب الإقليمي |
|---|---|---|
| مصر | 110 | 1 |
| السودان | 47 | 2 |
| العراق | 45 | 3 |
| السعودية | 36 | 4 |
| اليمن | 34 | 5 |
| الأردن | 11.8 | 10 |
| لبنان | 6.8 | 12 |
الختام
يمثل تعداد سكان الأردن مرآة تعكس التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها البلاد، وهو مؤشر هام لتخطيط السياسات المستقبلية في مجالات التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة. بالرغم من الضغوط التي يشكلها النمو السكاني على الموارد والخدمات، إلا أن الأردن يمتلك فرصاً كبيرة للاستفادة من تركيبه السكاني الشبابي لتحقيق التقدم والازدهار إذا ما تبنت سياسات حكومية وتنموية فعالة تراعي هذه الخصوصيات.
المصادر:
-
دائرة الإحصاءات العامة الأردنية – الموقع الرسمي
-
تقرير الأمم المتحدة حول اللاجئين في الأردن 2024
