في عام 2025، تواصل الأمم المتحدة تنفيذ مهام حفظ السلام في مناطق متعددة حول العالم، حيث تدير حالياً 12 بعثة نشطة، تساهم فيها أكثر من 60,000 عنصر من العسكريين والشرطة والمدنيين. تتوزع هذه البعثات عبر قارات أفريقيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، وآسيا، وتغطي مجموعة متنوعة من النزاعات والأزمات الإنسانية.
1. بعثات حفظ السلام النشطة للأمم المتحدة
تتوزع البعثات النشطة للأمم المتحدة في عام 2025 على النحو التالي:
أ. أفريقيا
-
بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية (MINURSO): تعمل على مراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو، وتسهيل تنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية.
-
بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (MINUSCA): تسعى إلى حماية المدنيين ودعم عملية السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى، وسط تحديات أمنية كبيرة.
-
بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (MONUSCO): تعمل على دعم الحكومة في مواجهة الجماعات المسلحة وتعزيز الاستقرار في شرق الكونغو الديمقراطية.
-
بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL): تراقب وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، وتساهم في استقرار جنوب لبنان.
-
قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF): تراقب منطقة الجولان بين سوريا وإسرائيل، وتعمل على الحفاظ على وقف إطلاق النار.
-
بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في قبرص (UNFICYP): تسعى إلى الحفاظ على استقرار الوضع في قبرص، وتراقب المنطقة العازلة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك.
ب. الأمريكتان
-
بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية (MINURSO): كما ذكر سابقاً، تعمل على مراقبة وقف إطلاق النار وتسهيل تنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية.
ج. أوروبا
-
بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في كوسوفو (UNMIK): تعمل على دعم المؤسسات المحلية في كوسوفو وتعزيز سيادة القانون، وسط تحديات سياسية وإقليمية.
-
بعثة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان (UNDOF): كما ذكر سابقاً، تراقب منطقة الجولان بين سوريا وإسرائيل، وتعمل على الحفاظ على وقف إطلاق النار.
د. آسيا
-
بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في هضبة آبيي (UNISFA): تعمل على مراقبة الوضع الأمني في منطقة آبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وتساهم في تعزيز الاستقرار المحلي.
2. التحديات والضغوط المالية
تواجه بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة تحديات مالية كبيرة، حيث أشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وجود مشاكل خطيرة في السيولة المالية تؤثر على فعالية العمليات. في مؤتمر حفظ السلام الذي عُقد في برلين في مايو 2025، دعا غوتيريش الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها المالية، مشيراً إلى أن التمويل يمثل جزءاً صغيراً من الإنفاق العسكري العالمي لكنه يبقى وسيلة فعّالة وموفرة لتعزيز الأمن الدولي. كما أشار إلى أن الميزانية المشتركة لتسع من هذه البعثات للعام المالي المنتهي في 30 يونيو 2025 تبلغ 5.6 مليار دولار، مما يعكس انخفاضاً بنسبة 8.2% مقارنة بالعام السابق. وقد حذّر من أن هذه الضغوط المالية قد تؤثر سلباً على قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ مهامها بفعالية.arabic.news.cnapnews.com
3. التحولات في دور الأمم المتحدة في حفظ السلام
على الرغم من التحديات المالية، تواصل الأمم المتحدة تطوير استراتيجيات جديدة لحفظ السلام، بما في ذلك تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية. على سبيل المثال، تم استبدال بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) ببعثة دعم واستقرار الاتحاد الأفريقي في الصومال (AUSSOM) في يناير 2025، وهي بعثة تهدف إلى دعم القوات الأمنية الصومالية في استعادة الاستقرار ومكافحة الجماعات المسلحة. تتألف البعثة من 11,900 فرد، بما في ذلك عسكريين وشرطة ومدنيين، وتساهم فيها دول مثل أوغندا وإثيوبيا وكينيا ومصر. ومع ذلك، تواجه البعثة تحديات تتعلق بحقوق الإنسان، بما في ذلك مزاعم عن انتهاكات ارتكبها بعض أفراد القوات المشاركة.en.wikipedia.org
بالإضافة إلى ذلك، تم نشر بعثة الدعم الأمني المتعددة الجنسيات في هايتي (MSS) في يونيو 2024، بقيادة كينيا، لمساعدة الحكومة الهايتية في استعادة النظام وسط تصاعد العنف من قبل العصابات. على الرغم من دعم مجلس الأمن الدولي، إلا أن هذه البعثة ليست بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وتواجه تحديات في التمويل والموارد البشرية.
4. الخاتمة
تظل بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة أداة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار في مناطق النزاع حول العالم. ومع ذلك، فإن استمرار فعالية هذه البعثات يعتمد على الالتزام المالي والسياسي من قبل الدول الأعضاء، بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع التحديات المتغيرة في بيئات النزاع. من خلال تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية وتحسين استراتيجيات التنفيذ، يمكن للأمم المتحدة أن تواصل دورها الحيوي في حفظ السلام وتعزيز الأمن الدولي.
