عدد الفلسطينيين في العالم 2024

عدد الفلسطينيين في العالم

يمثل الشعب الفلسطيني إحدى أكثر الشعوب ارتباطًا بقضية قومية وسياسية ممتدة عبر العقود، وهي قضية الأرض والهوية والشتات. إن التشتت الجغرافي الواسع الذي تعرض له الفلسطينيون بسبب النكبات المتتالية، لا سيما نكبة 1948 ونكسة 1967، أوجد خريطة سكانية معقدة ومتفرعة للفلسطينيين على امتداد العالم. وقد أصبح تحديد عدد الفلسطينيين بدقة يتطلب فهماً عميقًا للواقع الديمغرافي الذي يشمل السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واللاجئين، والمغتربين في الشتات، بما في ذلك الدول العربية وأمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وأماكن أخرى.

التوزيع العام للفلسطينيين في العالم

بحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يبلغ عدد الفلسطينيين في العالم نحو 14.63 مليون نسمة حتى عام 2024. يتوزع هذا العدد على النحو الآتي:

• داخل فلسطين التاريخية (الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني 48): نحو 7.18 مليون نسمة.

• في الشتات (اللاجئون والمغتربون): نحو 7.45 مليون نسمة موزعين على دول الجوار والدول الغربية.

يمثل هذا التوزيع حالة فريدة في الديموغرافيا العربية، حيث إن نسبة عالية من الشعب الفلسطيني تعيش خارج حدود وطنها التاريخي، وتحديدًا في الدول التي استقبلت موجات اللجوء الكبرى بعد الاحتلال الإسرائيلي.

عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية

الضفة الغربية وقطاع غزة

تُعدّ الضفة الغربية وقطاع غزة موطنًا لحوالي 5.35 مليون فلسطيني وفق تقديرات 2024، منهم:

• الضفة الغربية: 3.3 مليون نسمة تقريبًا.

• قطاع غزة: 2.05 مليون نسمة تقريبًا.

ويعد القطاع من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث تبلغ الكثافة السكانية فيه أكثر من 5,800 نسمة لكل كيلومتر مربع، وهي كثافة ناتجة عن محدودية المساحة وتراكم اللاجئين الفلسطينيين فيه منذ النكبة.

الفلسطينيون في أراضي 1948 (الداخل الفلسطيني)

يعيش في داخل الخط الأخضر (إسرائيل) نحو 1.83 مليون فلسطيني، يشكلون حوالي 20% من عدد السكان الكلي في إسرائيل. يتمتع هؤلاء الفلسطينيون بالجنسية الإسرائيلية، إلا أنهم يعانون من تمييز مؤسسي في مجالات التعليم والصحة والتخطيط العمراني والوظائف الحكومية.

اللاجئون الفلسطينيون

يمثل اللاجئون الفلسطينيون النسبة الكبرى من الفلسطينيين في الشتات. وتُقدر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها يبلغ 6.7 مليون لاجئ تقريبًا. ينتشر هؤلاء في خمس مناطق رئيسية:

ويجدر التنويه بأن العدد الفعلي للاجئين الفلسطينيين قد يكون أعلى من ذلك، إذ إن هناك لاجئين غير مسجلين في سجلات الأونروا، أو يعيشون في دول لا تتبع لها الوكالة، مثل العراق ومصر وبعض الدول الأوروبية.

الفلسطينيون في الأردن

يعد الأردن الدولة العربية التي تضم أكبر عدد من الفلسطينيين، حيث تشير التقديرات إلى أن عددهم يتجاوز 4.4 مليون نسمة، منهم قرابة 2.3 مليون لاجئ مسجل لدى الأونروا. يتمتع قسم كبير منهم بالجنسية الأردنية، ويشاركون في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد، في حين لا يزال قسم آخر محرومًا من بعض الحقوق الكاملة كمقيمين دائمين.

الفلسطينيون في لبنان

يعيش في لبنان ما يقرب من 480,000 لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأونروا، لكن التقديرات تشير إلى أن العدد الفعلي قد انخفض في السنوات الأخيرة نتيجة الهجرة إلى أوروبا وكندا ودول الخليج، حيث يواجه الفلسطينيون في لبنان ظروفًا اقتصادية واجتماعية صعبة، ويحرمون من ممارسة أكثر من 70 مهنة، كما يُمنعون من التملك.

الفلسطينيون في سوريا

شهدت سوريا حضورًا فلسطينيًا كبيرًا منذ نكبة 1948، ويبلغ عدد الفلسطينيين فيها حوالي 560,000 لاجئ مسجل، إلا أن الحرب السورية التي بدأت عام 2011 دفعت مئات الآلاف منهم إلى الهجرة أو النزوح الداخلي. يعيش معظم الفلسطينيين في سوريا ضمن مخيمات مثل مخيم اليرموك، الذي تعرض لأضرار هائلة خلال النزاع.

الفلسطينيون في الدول العربية الأخرى

هناك عدد من الفلسطينيين في دول الخليج ومصر والعراق والسودان ودول المغرب العربي. ويقدر عددهم في هذه الدول بمئات الآلاف، إلا أن هذه الفئة غير مسجلة بشكل دقيق، وغالبًا ما يكونوا من المغتربين الذين غادروا بسبب ظروف اقتصادية أو سياسية، وبعضهم من اللاجئين غير المسجلين.

الفلسطينيون في أوروبا والأمريكتين

يشكل الفلسطينيون في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية شريحة متزايدة من الشتات الفلسطيني، وتتركز الجاليات الكبرى في:

• الولايات المتحدة الأمريكية: نحو 250,000 فلسطيني.

• تشيلي: حوالي 500,000 من أصول فلسطينية، وتعد الجالية الأكبر خارج العالم العربي.

• ألمانيا، السويد، النرويج، وهولندا: جاليات نشطة تشارك في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في بلاد المهجر.

تعكس هذه الأرقام مدى اتساع الشتات الفلسطيني وتأثيره الثقافي والاقتصادي والسياسي في أماكن تواجده، كما تسلط الضوء على أحد أكثر الشعوب تعرضًا للتهجير القسري في العصر الحديث.

التركيبة السكانية للفلسطينيين

يشتهر المجتمع الفلسطيني بتركيبته السكانية الشابة، إذ إن أكثر من 60% من السكان تقل أعمارهم عن 30 عامًا، وتبلغ نسبة النمو السكاني في الأراضي الفلسطينية من أعلى النسب في العالم، حيث تتراوح ما بين 2.5% إلى 3% سنويًا. هذا النمو السكاني السريع يمثل تحديًا لفرص العمل والخدمات والبنية التحتية في ظل الاحتلال وسياسات الحصار.

الحالة القانونية والهوية الوطنية

يُعاني الفلسطينيون في الشتات من تفاوت في الوضع القانوني، فبينما يتمتع البعض بالجنسية الكاملة في بعض البلدان مثل الأردن أو دول المهجر الأوروبية، يعاني آخرون من انعدام الجنسية أو محدودية الحقوق المدنية، خصوصًا في لبنان وسوريا. ورغم كل هذه التحديات، يظل الفلسطينيون متمسكين بهويتهم الوطنية، ويحرصون على تعليم أبنائهم اللغة العربية، وتاريخهم السياسي، والحفاظ على الثقافة الفلسطينية في الأغنية والأدب والفنون.

التعليم والاقتصاد في الشتات

تميز الفلسطينيون، خصوصًا في دول الخليج وأوروبا وأمريكا، بارتفاع معدلات التعليم، حيث تنتشر بينهم نسبة عالية من الأكاديميين، الأطباء، المهندسين، ورجال الأعمال. وقد أسهمت الجاليات الفلسطينية في بناء وتطوير المجتمعات التي استقروا فيها، وبرز العديد منهم في الحياة العامة كنواب، وأساتذة جامعات، ورجال فكر.

الجدول العام لتوزيع الفلسطينيين في العالم (2024)

التحديات والآفاق المستقبلية

رغم التشتت الجغرافي والظروف الصعبة التي واجهها الفلسطينيون، فإن الحفاظ على الهوية الوطنية وحق العودة يظل من الثوابت الجمعية لدى هذا الشعب. وتُعد الجاليات الفلسطينية في الشتات داعمًا رئيسيًا للنضال السياسي والاقتصادي من أجل التحرر الوطني، وتسعى لإيصال الصوت الفلسطيني إلى المحافل الدولية. ومع تزايد الحراك الدبلوماسي والمؤسساتي للفلسطينيين في الخارج، فإن المكون الديمغرافي لهذا الشعب يظل عنصرًا مهمًا في معادلة الصراع والحل.

المراجع

1. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، pcbs.gov.ps

2. وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، unrwa.org