عدد البراكين في العالم: دراسة شاملة حول البراكين وتوزيعها على كوكب الأرض
البراكين هي ظاهرة جيولوجية طبيعية تحدث عندما تنفجر المواد المنصهرة من باطن الأرض إلى سطحها، ما يتسبب في تشكيل جبال بركانية أو تكوينات جيولوجية أخرى. تعتبر البراكين أحد أهم عوامل تشكيل سطح الأرض، وقد تكون سببًا للعديد من الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والانهيارات الأرضية. تتمثل البراكين في فوهات وفتحات تتسرب من خلالها المواد المنصهرة والمعادن والغازات الساخنة من طبقات الأرض الداخلية، وتختلف أنواعها وأشكالها تبعًا لعدة عوامل جيولوجية.
تعريف البركان
البركان هو فتحة أو فوهة في سطح الأرض تسمح بخروج الحمم البركانية، الرماد، الغازات الساخنة، والمكونات الأخرى من داخل الأرض. تتكون هذه الظاهرة بسبب النشاط التكتوني، حيث تلتقي الصفائح التكتونية مكونة ضغطًا هائلًا على الطبقات الأرضية السفلية، ما يؤدي إلى حدوث انفجارات بركانية.
يحدث الانفجار البركاني عادة عندما يتراكم الضغط داخل فوهة البركان حتى يصبح غير قابل للتحمل، مما يتسبب في تفجر الحمم البركانية إلى الخارج.
توزيع البراكين في العالم
يوجد على كوكب الأرض العديد من البراكين المنتشرة في مناطق مختلفة من القارات والمحيطات. يقدر العلماء أن عدد البراكين النشطة في العالم يتراوح بين 500 إلى 600 بركان. لكن البراكين الكامنة أو غير النشطة قد تكون أكثر من ذلك بكثير.
تتواجد البراكين بشكل رئيسي في مناطق خاصة تُعرف باسم “حزام النار” الذي يمتد حول حواف المحيط الهادئ، حيث تلتقي العديد من الصفائح التكتونية. تشمل بعض هذه المناطق المعروفة على سبيل المثال لا الحصر، اليابان، إندونيسيا، الفلبين، أمريكا الوسطى، والساحل الغربي للولايات المتحدة.
حزام النار
يُعتبر حزام النار في المحيط الهادئ أحد أكثر المناطق نشاطًا بركانيًا على وجه الأرض. يمر هذا الحزام عبر العديد من البلدان التي تشهد نشاطًا بركانيًا مستمرًا. يقدر أن أكثر من 75% من البراكين النشطة في العالم تقع في حزام النار، وهو يمثل المنطقة التي تشهد أكبر عدد من الانفجارات البركانية في العالم.
أشهر البراكين في هذا الحزام تشمل بركان “ساكورا-جايما” في اليابان، وبركان “ماونا لوا” في هاواي، وبركان “توباتي” في إندونيسيا، وبركان “جبل سانت هيلين” في الولايات المتحدة.
البراكين في البحر
توجد براكين تحت البحر أيضًا، ويُقدر أن حوالي 70% من النشاط البركاني في العالم يحدث تحت الماء. هذه البراكين غالبًا ما تكون أقل شهرة بالنسبة للبشر لأنها لا تؤثر مباشرة على الحياة البرية أو البشر. إلا أن بعض الانفجارات البركانية تحت البحر يمكن أن تؤدي إلى تكوين جزر جديدة أو التأثير على البيئة البحرية. يعتبر “بركان تونوغا” في المحيط الهادئ من أبرز الأمثلة على البراكين البحرية.
تصنيف البراكين حسب النشاط
بناءً على النشاط البركاني، يتم تصنيف البراكين إلى ثلاث فئات رئيسية: البراكين النشطة، البراكين الخاملة، و البراكين الميتة.
-
البراكين النشطة:
هذه هي البراكين التي شهدت نشاطًا في الماضي القريب أو تتوقع حدوث انفجارات فيها في المستقبل القريب. يُعتبر بركان “ماونا لوا” في هاواي أحد أكثر البراكين النشطة في العالم. كما أن العديد من البراكين في حزام النار تُصنف على أنها نشطة. -
البراكين الخاملة:
البراكين الخاملة هي تلك التي لم تشهد أي انفجارات بركانية لفترة طويلة، ولكنها لا تزال قابلة للنشاط في المستقبل. قد يعود النشاط البركاني في هذه البراكين إذا استمر التراكم تحت سطح الأرض. يعتبر بركان “برينوف” في روسيا مثالاً على البراكين الخاملة. -
البراكين الميتة:
البراكين الميتة هي تلك التي لم تشهد أي نشاط بركاني لمدة طويلة جدًا، ويعتقد العلماء أنها توقفت عن النشاط تمامًا. لا يتوقع حدوث أي انفجارات في المستقبل القريب من هذه البراكين. يعد بركان “إيتنا” في إيطاليا، أحد الأمثلة التي تحولت إلى “ميتة” بعد فترة طويلة من النشاط.
دور البراكين في تشكيل الأرض
تلعب البراكين دورًا أساسيًا في تشكيل سطح الأرض وتطوير البيئة. على سبيل المثال، تساعد المواد المنصهرة التي تخرج من البراكين في تكوين الصخور البركانية التي تساهم في بناء الجبال والتضاريس الطبيعية الأخرى.
البراكين أيضًا تساهم في إعادة تدوير المعادن والمواد الأخرى من داخل الأرض إلى البيئة الخارجية. وفي بعض الحالات، تُسهم البراكين في إخصاب التربة حولها بفضل الرماد البركاني الغني بالمعادن والعناصر الغذائية.
خطر البراكين
البراكين قد تمثل تهديدًا خطيرًا للإنسان والحياة البرية بسبب الانفجارات المفاجئة والحمم البركانية التي قد تدمّر المناطق السكنية والمزارع والبنية التحتية. كما أن الغازات السامة التي تخرج من البراكين مثل ثاني أكسيد الكبريت يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة.
من أبرز الأمثلة على تأثير البراكين المدمر هو ثوران بركان “كراكاتوا” في إندونيسيا عام 1883، الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وإحداث تغييرات بيئية ضخمة.
دراسة البراكين
تعتبر دراسة البراكين من أهم فروع الجيولوجيا، حيث يتابع العلماء النشاط البركاني عن كثب من أجل التنبؤ بالثورات البركانية القادمة وتقليل المخاطر التي قد تنجم عنها. تُستخدم أدوات مثل الحساسات الزلزالية والتصوير بالأقمار الصناعية لمراقبة التغيرات التي تطرأ على البراكين النشطة.
تساعد الدراسات البركانية في فهم كيفية تشكل البراكين وتطورها، كما توفر معلومات حول كيفية التنبؤ بالثورات البركانية المحتملة.
خاتمة
تظل البراكين جزءًا أساسيًا من عملية تشكيل الأرض وصناعة التاريخ الجيولوجي للكوكب. فبينما تشكل هذه الظاهرة الطبيعية تهديدًا للبشر، إلا أن تأثيراتها العميقة على البيئة والموارد الطبيعية تجعلها ذات أهمية جيولوجية هائلة. وبالرغم من تطور المعرفة حول كيفية التعامل مع آثار هذه الظاهرة، لا يزال هناك الكثير مما يجب تعلمه حول كيفية التنبؤ بالنشاط البركاني والحد من تأثيراته السلبية على الإنسان والبيئة.
