عندما نغوص في صفحات كتاب “عبقرية عمر رضي الله عنه”، الذي ألفه الكاتب عباس محمود العقاد ونشرته منشورات “نور المعارف للنشر والتوزيع” في عام 2017، نُغمر بعالم من الحكايات الرائعة والحقائق التاريخية التي تشكل لوحة فنية تنقلنا ببراعة إلى زمان ومكان تاريخي فاخر.
يستحضر الكتاب لنا شخصية سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بأسلوب رائع يجسد العظمة والبساطة في آن واحد. ينقل الكاتب لنا ملامح شخصية هذا العملاق من خلال روحانية الرسول صلى الله عليه وسلم التي قال فيها: “لم أر عبقرياً يفدى فداءً، إنها كلمة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم في سيدنا عمر رضى الله عنه وهي كلمة لا يقولها إلا عظيم عظماء”. هذه الكلمات تكشف الستار عن قيمة عمق الشخصية وتأثيرها في التاريخ الإسلامي.
يتناول الكتاب صفات سيدنا عمر رضي الله عنه بطريقة شاملة، مستعرضًا معاني رضا الله عنه وكيف أنها كانت البوصلة التي استقى بها في مسيرته الحافلة بالإنجازات. يتعمق الكتاب في مفتاح شخصيته وإسلامه، مسلطًا الضوء على الرحلة الروحية التي قطعها عمر بن الخطاب حتى وصل إلى باب الإسلام، وكيف تحول إلى رمز للتواضع والتسامح.
تسلط صفحات هذا العمل الأدبي الرائع الضوء أيضًا على فترة حكم عمر ودوره في بناء الدولة الإسلامية. يستعرض الكتاب ببراعة العلاقة بين عمر والحكومة الوحدية، ملمحًا إلى كيفية تحقيقه للتوازن بين العدل والشفافية في إدارة الأمور العامة.
ومع ذلك، يتعمق الكتاب في علاقة عمر بن الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم، مستعرضًا الأخلاق النبوية التي تأثر بها وكيف أن هذه العلاقة سطعت كنموذج يحتذى به في التاريخ الإسلامي.
بإجماله، يعد كتاب “عبقرية عمر رضي الله عنه” مرجعًا ثريًا يأخذ بيد القارئ في رحلة عبر عالم الفكر والتأمل في شخصية أثرت بشكل لا يُضاهى في تشكيل ملامح التاريخ الإسلامي.