عندما نغوص في عمق أروقة الكتاب المميز “عبقرية الإمام علي”، الذي ألفه الكاتب الراحل عباس محمود العقاد، نجد أنفسنا أمام ملتقىً لا مثيل له بين صفحات السيرة الذاتية. إنها ليست مجرد سيرة عادية تحكي قصة حياة شخص تاريخي، بل هي لوحة فنية تستوحي إلهامها من روح البطولة والعظمة.
تجسد هذه السيرة الشخصية للإمام علي بن أبي طالب عالمًا وقائدًا، ليس فقط في الساحة الدينية ولكن أيضًا في ميدان الحياة الاجتماعية والسياسية. يرصد الكتاب ببراعة فريدة صفاته المميزة، ويقدم مفتاح شخصيته الفريدة التي تجمع بين الحكمة والشجاعة، والتفاني في خدمة الإسلام والإنسانية.
من خلال تناول فصوله، يتبين للقارئ مدى تأثير إسلامه والبيعة التي قام بها، حيث ترسخ الروحانية في وجدانه، وتظهر السياسة الحكيمة في تعامله مع القضايا الدنيوية. كما يسلط الضوء على علاقته الفريدة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ملمحًا إلى التأثير العميق الذي كان له في تشكيل الإسلام.
تعكس صفحات الكتاب أيضًا عظمة الإمام علي من خلال عرضه لمواقفه البارزة وقراراته الحاسمة. يرافقنا الكتاب في رحلة استكشافية تأخذنا إلى عوالم مختلفة، حيث يستعرض العقاد بأنامله الأدبية الرائعة مجموعة من العظماء الذين شاركوا في تشكيل التاريخ.
صدر هذا الكتاب القيم عام 2017 عن دار “نور المعارف للنشر والتوزيع”، وقد ارتقى بمفهوم السيرة الذاتية إلى آفاق جديدة. يأتي الكتاب في غلاف ورقي فاخر، يعكس اهتمام الناشر بتقديم عمل فني متكامل يليق بقيمة وأهمية المحتوى.
في خانة الأدب والخيال، يتألق الكتاب في فئة السير والذكريات، حيث يمزج بين الوقائع التاريخية والروح الأدبية ببراعة فائقة. يعتبر “عبقرية الإمام علي” لعباس محمود العقاد جوهرة في مكتبة السير الذاتية، تترك بصمة لا تُنسى في قلوب القراء الباحثين عن التأمل والإلهام.