اللقاء الفني الذي أجراه موقع “جوك الثقافي والفني” مع الفنان المغربي البارع، الأستاذ عبد الواحد حجاوي، يكشف عن تاريخه الفني المميز وإسهاماته الرائعة في عالم الأغنية الأمازيغية. وُلِد عبد الواحد حجاوي في مدينة خنيفرة عام 1951م، وتألق بمهاراته الفنية كمطرب مغربي شعبي أمازيغي.
باعتباره فنانًا مخضرمًا، استطاع حجاوي أن يحقق شهرة واسعة في الأوساط الشعبية المغربية بفضل تفرد أسلوبه وإبداعه الفني. يتميز بمهاراته في عزف آلة الكنبري الوترية ويتألق كشاعر غنائي وملحن وفنان تشكيلي. حاز على بطاقة الفنان المهنية من وزارة الثقافة المغربية، ويعتبر عضوًا في المكتب المغربي لحقوق المؤلفين المغاربة.
تميز حجاوي بمشاركته في المسلسل التلفزيوني الأمازيغي “إمكوسا”، الذي يترجم اسمه إلى “الورثة”. وفي حواره مع الموقع، شرح حجاوي بإتقان تجربته الفنية وبداياته مع الفنون المغربية. منذ صغر سنه، أظهر اهتمامًا بكل الفنون، خاصةً الرسم الذي كان يتقنه ببراعة. كان يرسم لمعلمه في المدرسة صورًا للحيوانات باستخدام تقنيات متقدمة.
في الوقت نفسه، كان يعزف على آلة الكنبري ويغني الأغاني الأمازيغية القديمة. تذكر حجاوي أول قطعة شعرية قام بتأليفها وأدائها عندما كان عمره لا يتجاوز 14 عامًا. ومنذ ذلك الحين، استمر في التفرغ للأغنية المغربية الأمازيغية.
يعد التراث الأمازيغي جزءًا هامًا من الثقافة الفنية المغربية، حيث تتنوع مظاهره وتعكس التغيرات التي مر بها المجتمع المغربي. يشير حجاوي إلى أن هذا التراث يحمل في طياته العديد من الألوان الثقافية والفنية، ويختلف تبعًا للموقع الجغرافي والسياق الثقافي.
يسلط الفنان الضوء على التعقيدات في اللغة الأمازيغية، حيث تظهر اختلافات في النطق بين المناطق المختلفة، وتخضع هذه اللغة لبعض الأعراف والتقاليد. يُشدد على أن الفنانين المغاربة يولون اهتمامًا كبيرًا لهذا الميدان الشعبي الأمازيغي، وقد سبقه فيه العديد من الرواد الذين قدموا إسهامات كبيرة.
تستعرض المقابلة العديد من الجوانب الفنية والثقافية لحجاوي، مما يكشف عن تفرده وعمق إسهاماته في ترويج الأغنية المغربية الأمازيغية. يُبرز حجاوي جهوده في توظيف إيقاعات أحيدوس في القطع الغنائية التي سجلها للإذاعة المغربية، مما يبرهن على قدرته على استكشاف وتحسين هذا التراث الثقافي.
وفي ختام اللقاء، يطرح الحديث عن غياب اسم حجاوي في بعض الملفات الإعلامية، حيث يوضح أن هناك فنانين آخرين قد سبقوه لهذا الميدان وقدموا إسهامات قيمة، مؤكدًا أن التاريخ الفني الأمازيغي غني بالوجوه المبدعة التي قدمت وتزال تقدم إلى عالم الفن والثقافة المغربية.
المزيد من المعلومات
عبد الواحد حجاوي، الفنان الشامل والشخصية الثقافية المغربية المتألقة، يستمر في تحقيق إسهاماته المميزة في عالم الفن والثقافة الأمازيغية. يتميز حجاوي بتنوع مواهبه، حيث يمتلك ليس فقط صوتًا مذهلاً كمطرب ولكن أيضًا مهارات رفيعة في فنون التشكيل والأدب.
يعد حجاوي أحد رموز الأغنية الأمازيغية، وقد نجح في تقديم قاعدة فنية متينة للتراث الثقافي المغربي. يتمتع بشهرة واسعة في مختلف الأوساط، حيث يعتبر قائدًا وروادًا للحركة الثقافية الأمازيغية. تتجلى مشاركته المستمرة في المهرجانات الموسيقية والفنية على الصعيدين الوطني والدولي، حيث نالت أعماله جوائز عديدة وشهادات تقدير.
تجسد أغاني حجاوي جوانب مختلفة من الثقافة المغربية الأمازيغية، حيث يتناول فيها قضايا المقاومة والحب والنصائح. يعبر عن هذه القضايا بأسلوب فني متقن، يمزج بين اللحن الجذاب والكلمات الغنائية العميقة التي تحمل روح التراث الأمازيغي.
فيما يتعلق بتعاونه مع الإذاعة الوطنية المغربية، سجل حجاوي أكثر من ثلاثين أغنية أمازيغية لتثبيت إرثه الفني في السجلات الصوتية. تظهر هذه الأغاني تفانيه في الحفاظ على التراث الثقافي واللغوي الأمازيغي من خلال توظيف إيقاعات أحيدوس بطريقة متقنة.
رغم تألق حجاوي وإسهاماته الفنية الكبيرة، يبدي الفنان تواضعًا واعتزازًا بالفنانين الآخرين الذين سبقوه في هذا الميدان. يرى أن هناك تاريخًا فنيًا غنيًا بالمواهب والوجوه الإبداعية التي أثرت وما تزال تؤثر في عالم الفن المغربي.
في الختام، يظهر حجاوي كشخصية ثقافية متكاملة، يمثل جسرًا بين التقاليد الأمازيغية والعالم المعاصر. يعمل بجد على ترسيخ إرثه الفني وتشجيع الجماهير على فهم وتقدير الثقافة الغنية والمتنوعة للشعب المغربي.