يعد كتاب “عبد السلام محمد عارف كما رأيته”، من تأليف صبحي ناظم توفيق، عملًا أدبيًا وتاريخيًا يتجاوز مجرد توثيق لمشاهدات المؤلف لحياة شخصية معينة، فهو يعمق في سرد الأحداث التي شهدتها العراق خلال سنتين مهمتين من تاريخه المعاصر، متخذًا من حياة عبد السلام محمد عارف نقطة انطلاق لاستعراض الصراعات والتحولات السياسية التي عاشها البلد.
تمتد صفحات الكتاب لتبلغ 598 صفحة، وتضمنته العديد من القضايا والأحداث التي لها أبعاد تاريخية وسياسية تتجاوز الزمان الحاضر. فبالرغم من أن الكتاب يستند إلى مشاهدات شخصية، إلا أنه يتميز بتحليل عميق للسياق السياسي والاجتماعي في العراق خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، والتي شهدت تبادلًا مستمرًا للحكم وصراعًا داميًا على السلطة بين الفصائل والأحزاب السياسية.
ويعكس الكتاب بشكل عميق التحولات التي شهدها المشهد السياسي العراقي في تلك الفترة، وكيف أثرت هذه التحولات على حياة الناس اليومية وعلى مسار التطور السياسي للبلاد. ومن خلال الصفحات الشيقة التي يقدمها المؤلف، يتبين للقارئ أن الصراعات السياسية الداخلية لم تكن بمجرد تبادل للسلطة، بل كانت لها تأثيرات عميقة على مستقبل البلاد وتطورها الاقتصادي والاجتماعي.
يتناول الكتاب أيضًا بعض الخواطر والانطباعات الشخصية التي يراها المؤلف ذات قيمة للدارسين، مما يضيف بعدًا إضافيًا للقارئ يتجاوز مجرد التاريخ السياسي إلى تأملات فلسفية واجتماعية تعكس تجارب شخصية وثقافية.
بفضل تحليله العميق وسرده الشيق، يعتبر هذا الكتاب مصدرًا قيمًا لفهم تاريخ العراق المعاصر وتطوراته السياسية، ويشكل قراءة مهمة لكل من يهتم بدراسة السياسة والتاريخ العراقي، فهو يضع القارئ في قلب الأحداث والمعارك التي شكلت مسار البلاد خلال تلك الفترة المهمة من تاريخها.