“عبثًا: ذكريات بينيت سيرف” هو عمل استثنائي يعكس رحلة بناء دار نشر عظيمة، إذ يروي بينيت سيرف كيف وصلت إلى الوجود “دار النشر العشوائية” وذلك بطريقة تجعلك تشعر وكأنك جزء من تلك الرحلة الشيقة. من خلال روحه المرحة والعفوية، يستعرض سيرف الأيام الخمسين الأولى لدار النشر العشوائية بطريقة ساحرة ومسلية.
كان سيرف جزءًا من موجة الناشرين الشبان في نيويورك الذين غيروا وجه صناعة الكتب في العقودين العشرين والثلاثين من القرن الماضي، وساهم بشكل كبير في عصر ذهبي للنشر. كما كان شخصية فريدة من نوعها، حيث كان له اهتمامات وأنشطة متعددة بجانب عمله في دار النشر، فقد كان كاتبًا في الصحافة، ومحتويًا للكتب، ومحاضرًا، ومضيفًا لبرامج إذاعية، وجامعًا للنكات والقصص الطريفة، وقاضيًا دائمًا في مسابقة ملكة جمال أمريكا، وعضوًا في لجنة تحكيم برنامج “ما هو هويتي؟”. كل هذه الأنشطة ساهمت في بناء سمعته كرجل طاقة لا ينضب وحماس لا حدود له، وجلبت انتباهًا غير مسبوق لدار النشر ولمؤلفيها.
“عبثًا” ليس فقط حسابًا نادرًا من الكواليس عن صناعة الكتب، بل هو أيضًا لوحة ساحرة تصور أسماءً أسطورية لمدة أربعة عقود، من جيمس جويس وويليام فوكنر إلى رالف إليسون ويودورا ويلتي. إنه وليمة لعشاق الكتب ولأي شخص تساءل يومًا ما عن ما يحدث داخل دار نشر.