“عام اليوبيل: رواية عن الحرب الأهلية”
في يوم ربيعي من عام 1865، يتجه غوين هاربر نحو منزله في كامبرلاند، ميسيسيبي، حيث كان قد انطلق قبل ثلاث سنوات على متن قطار يحمل أحدث المجندين في الكتيبة الميسيسيبية. دون أن يتأثر بالقضية التي حركت الكثيرين الآخرين، انضم إلى الجيش فقط عندما قال والد مورغان ريا لغوين أنه لن يتزوج من مورغان المحبوبة ما لم يقدم جزءه في جهود الحرب. عند عودته، يكتشف أن الحياة بعد الحرب بعيدة كل البعد عن ما كان يتوقعه. انتظرت مورغان حقًا لعودته، لكن قبل أن يتمكنوا من الزواج هناك أمور يجب تسويتها.
هذه هي لحظة انطلاق “عام اليوبيل: رواية عن الحرب الأهلية”، للكاتب هوارد باهر. يتناول الكتاب قصة غوين هاربر، الذي انضم إلى الجيش لأسباب لا ترتبط بإيمانه بالقضية، بل لضغوط من العائلة والحب. عند عودته إلى بلدته الصغيرة، يجد نفسه في عالم مختلف تمامًا عما توقعه، حيث الحروب الداخلية الشخصية تتفشى بشكل أكثر حدة من الحروب التي شارك فيها.
مورغان، الفتاة التي انتظرته، تمثل مركز قصة حياته بعد الحرب، ولكن العقبات التي تقف في طريقهما نحو الزواج تبدو أشد خطورة مما توقعا. يجب على غوين أن يواجه ليس فقط ماضيه وخيباته، ولكن أيضًا عواقب الأفعال التي اتخذها خلال فترة الحرب.
تمتاز رواية “عام اليوبيل” بقدرتها على رسم صورة حميمة وواقعية للحياة بعد الحرب الأهلية، حيث تتداخل الصراعات الشخصية مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد. تأخذنا الرواية في رحلة مثيرة من خلال مشاعر الخيبة والأمل، والتساؤلات العميقة حول الولاءات والتضحيات التي يجب على الأفراد أن يقدموها في زمن الاختبارات.
باهر يروي هذه القصة بأسلوب يجمع بين الواقعية الدرامية والتأملات العميقة في النفس البشرية، مما يجعل “عام اليوبيل” ليست مجرد رواية عن الحرب، بل رحلة إنسانية تعبر عن معاني الحب والوفاء والشجاعة في وجه التحديات التي تهدد بتفكيك الأواصر الإنسانية. تعتبر هذه الرواية من أعمال الأدب الروائي التي تبحث في أعماق القلوب والمجتمعات، محاولة لفهم ما يعنيه أن يكون الإنسان إنسانًا في زمن الانقسامات والاختلافات المتصاعدة.