في رواية “عاشق إسباني”، تأخذنا الكاتبة جوانا ترولوب في رحلة مثيرة إلى عالم التوأميّة والتباينات الشخصية. تروي الرواية قصة ليزي وفرانسيس، التوأمين اللتين تشابهتا في المظهر الخارجي – طويلتان وشقراوتان، وإن كان التشابه لا يتعدى السطح. فليزي هي الأخت التي حظيت دائمًا بكل شيء – زوج مخلص، وأطفال، وعمل مزدهر خاص بها، وأصدقاء رائعون – بينما فرانسيس لم تحظ بنفس الحظ. يبدأ الناس في القلق حيال مستقبل فرانسيس، خاصة مع اقتراب التوأمين من سن الأربعين. ولكن بعد عمر من عدم المساواة، تقرر فرانسيس البدء باللعب بقواعد مختلفة.
تثير صدمة العائلة بأكملها عندما تقرر فرانسيس أن تخون التقاليد وتبدأ علاقة مع عاشق إسباني متزوج، رجل كاثوليكي يبدو أنه لن يترك زوجته أبدًا. وبمفاجأة الجميع، تبدأ حياة ليزي الكمالية بالانهيار تحت ضغط الأحداث – وتحت وطأة الحسد.
تمزج “عاشق إسباني” بين قصة حب مثيرة تتكشف تحت شمس البحر الأبيض المتوسط مع رؤية متأنية للضغط الاقتصادي الحالي في بريطانيا على عائلة لم تحلم يومًا بأن المال سيكون مشكلة. إنها دراسة مثيرة وغنية حول التوأمين، وحول الأمومة والزواج، واختيار عدم الزواج، وحول تصغير المنزل المؤلم، وعن الازدهار المتأخر بعزم شديد.
تقدم الرواية نظرة عميقة إلى العواطف والعلاقات الإنسانية، وتلامس قضايا جوهرية في الحياة مثل الهوية الشخصية وتقبل الذات والثقة بالحظ وتأثير الظروف الخارجية على مسارات حياتنا. إنها رحلة إلى دواخل النفس البشرية، ترافقها روح الإثارة والتشويق، وتترك في نفس الوقت فلسفة مؤثرة تحاكي تجاربنا الحقيقية في عالم معقد ومتغير.