بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على اغتيال روبرت كينيدي أثناء سعيه لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، نشأت حوله أسطورة قوية. تقضي هذه الأسطورة بأنه كان سينهي بسرعة الحرب في فيتنام، والعنف في المدن، والظلم الاجتماعي والعرقي في جميع أنحاء البلاد. يواصل ملايين الأمريكيين الإيمان بتلك الأسطورة. بالنسبة لهؤلاء، فإن الشوق لكينيدي جرح لم يندمل بعد. ولكن هل كان سيفعل ما أراده الكثيرون منه؟ هل أسطورة روبرت كينيدي مجرد أسطورة – تقوم أكثر على الأمل والشوق من الواقع؟ هذا هو السؤال الذي لا يزال يؤرق السياسة الأمريكية.
استنادًا إلى تفسيره المميز لشخصية كينيدي، يفحص المؤرخ الحائز على جوائز رونالد ستيل الحياة مقابل الأسطورة. إن تلك الأسطورة – التي ساهم كينيدي نفسه في إيجادها بوعي – هي التي جعلت منه حامل أحلام الأمة المحبطة. هذه الأحلام أنشأت الأسطورة المستمرة لـ “ما قد يكون”. لماذا كان رجلًا بدأ مسيرته كمنفذ مظلم لطموح عائلته يُنوب عن الحزن كقديس علماني يمكن أن يحول أمريكا؟ كيف بنى أسطورة جعلته وريثًا للرئاسة التي لم يحققها شقيقه؟ هل كان هناك، في الواقع، بوبين: واحد في وقت مبكر وآخر في وقت متأخر، واحد جيد وآخر سيء؟
بتعاطف، ولكن برهان، يُعرض ستيل للاستعراض الثلاثة العناصر الأساسية لأسطورة كينيدي: الإيمان بمملكة كاميلوت الذهبية التي يمكن استعادتها، والاعتقاد بأنه كان سيحقق الأهداف التي يسعى الليبراليون إليها، والأمل في أنه كان سيوحد السود والبيض في سعي مشترك. يخلص ستيل إلى أن ما نحن نحزن عليه ليس كثيرًا ما كان كينيدي سيفعله، أو “ما قد يكون”، بل آمالنا الخاصة في الخلاص السياسي. هذه هي القوة، وأيضًا المشكلة، في أسطورة بوبي. ومع ذلك، “الأساطير قد تلهم، أو قد تحجز”، يكتب ستيل في هذه الدراسة العميقة للشخصية والسياسة، “أسطورة بوبي” هي إبداعنا، ليست