عادات التعاسة وطرق التغلب عليها

7 عادات مشتركة للناس التعساء وطرق التغلب على هذه العادات

يعيش الكثير من الناس حياتهم اليومية وهم يحملون عبءًا داخليًا من الحزن والضيق، قد يكون هذا نتيجةً للظروف أو لتراكمات عاطفية وسلوكية قد تؤدي إلى التعاسة المزمنة. من المهم فهم أن التعاسة ليست مجرد حالة مؤقتة من الضيق، بل هي حالة قد تصبح متجذرة في حياة الشخص إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم. في هذا المقال، سنستعرض بعض العادات الشائعة بين الأشخاص التعساء، بالإضافة إلى طرق التغلب عليها لتحسين جودة الحياة النفسية والشخصية.

1. التفكير السلبي المستمر

الناس التعساء غالبًا ما يسيطر عليهم التفكير السلبي. يعتقدون أن الحياة مليئة بالصعاب التي لا يمكن التغلب عليها، وأنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله لتغيير أوضاعهم. وهذا التفكير السلبي ينعكس على كل جوانب حياتهم؛ من العلاقات الشخصية إلى العمل والمستقبل.

طرق التغلب على هذه العادة:
لتخطي التفكير السلبي، يجب على الشخص أن يعمل على إدراك أفكاره السلبية وتحديها. يمكن أن يساعد تمرين التأمل الذهني (Mindfulness) في التعرف على تلك الأفكار السلبية دون السماح لها بالتأثير على المشاعر. كما يمكن استبدال تلك الأفكار بأفكار إيجابية من خلال تحديد الجوانب المشرقة في كل موقف، مهما كان صغيرًا. أحد الأساليب الفعالة في ذلك هو تقنية إعادة التوجيه المعرفي، حيث يتم التركيز على الأفكار الإيجابية والتحليلات المنطقية بدلاً من الانغماس في السلبية.

2. التمسك بالماضي

الأشخاص التعساء غالبًا ما يكونون عالقين في ماضيهم. سواء كان ذلك من خلال التذكر المستمر للألم أو الفشل، فإنهم لا يستطيعون المضي قدمًا في حياتهم. التمسك بالماضي يمنعهم من الاستمتاع بالحاضر أو التخطيط للمستقبل بشكل فعال.

طرق التغلب على هذه العادة:
أفضل طريقة للتغلب على هذا السلوك هي القبول. يجب على الشخص أن يعترف بالماضي كما هو، مع فهم أنه لا يمكن تغييره. تقنية مهمة في ذلك هي العلاج السلوكي المعرفي، حيث يتم التركيز على تفعيل الوعي بالمشاعر والأفكار المرتبطة بالماضي، ومحاولة تحرير العقل من تلك الروابط السلبية. من المهم كذلك تعلم كيفية العيش في الحاضر من خلال ممارسة الأنشطة التي تشغل العقل وتزيد من تركيزه.

3. الاعتقاد بعدم جدوى التغيير

يعتقد العديد من الأشخاص التعساء أن التغيير أمر مستحيل. يشعرون وكأنهم محاصرون في دوامة من الظروف السيئة التي لا مفر منها. هذه العقلية قد تكون نتيجة لخيبات الأمل السابقة أو افتقارهم للثقة في قدرتهم على تحقيق التغيير.

طرق التغلب على هذه العادة:
لتجاوز هذا الفكر، يجب على الشخص أن يبدأ بتحديد أهداف صغيرة يمكن تحقيقها على المدى القصير. هذه الأهداف تمنح الشعور بالتقدم وتحفز الشخص للاستمرار في المسار الصحيح. يمكن أيضًا التوجه إلى التوجيه الذاتي وتعلم كيفية الاستفادة من الفشل كفرصة للتعلم والنمو، بدلاً من النظر إليه كدليل على عدم جدوى التغيير.

4. المقارنة المستمرة بالآخرين

الناس التعساء يقضون وقتًا طويلاً في مقارنة أنفسهم بالآخرين. هذه المقارنات قد تكون جسدية، مهنية أو عاطفية، وعادة ما تتركهم يشعرون بالنقص أو الفشل. في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هذا النوع من المقارنات أكثر انتشارًا وتدميرًا للثقة بالنفس.

طرق التغلب على هذه العادة:
أفضل طريقة لتجاوز هذه المقارنات هي أن تقدّر نفسك وتتعلم كيفية تحديد قيمتك بناءً على معاييرك الشخصية وليس على معايير الآخرين. يمكن أن يساعد ذلك على التركيز على الإنجازات الشخصية وتحقيق أهدافك الخاصة، مما يعزز شعورك بالكفاءة والإنجاز. كما يمكن اللجوء إلى تقنيات التصور الإيجابي التي تعزز من صورتك الذاتية.

5. الابتعاد عن الأهداف الشخصية

العديد من الأشخاص التعساء لا يمتلكون أهدافًا واضحة. يعيشون حياتهم يومًا بيوم دون هدف واضح أو رؤية للمستقبل، مما يجعلهم يشعرون بالفراغ والتشتت. غياب الأهداف قد يؤدي إلى نقص الإحساس بالإنجاز والاتجاه في الحياة.

طرق التغلب على هذه العادة:
من الضروري أن يبدأ الشخص في تحديد أهداف شخصية واضحة، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. تحديد الأهداف يساهم في منح الحياة غرضًا ووجهة. يمكن استخدام تقنيات تحديد الأهداف مثل طريقة SMART (الهدف الذكي: محدد، قابل للقياس، قابل للتحقيق، واقعي، ومحدد بوقت). يساهم هذا في تعزيز شعور الشخص بالإنجاز مع تحقيق أهدافه بمرور الوقت.

6. عدم الحفاظ على العلاقات الصحية

الكثير من الأشخاص التعساء لا يحيطون أنفسهم بأشخاص يدعمونهم ويحفزونهم. قد يظلون في علاقات سامة أو غير صحية، مما يعزز شعورهم بالعزلة والإحباط. العلاقات السلبية تستهلك الطاقة النفسية وتؤثر على الحالة العامة للشخص.

طرق التغلب على هذه العادة:
من المهم أن يتعلم الشخص كيفية التخلص من العلاقات السامة والبحث عن علاقات تعزز من صحته النفسية. يجب أن يحيط نفسه بأشخاص يدعموه ويشجعونه على النمو الشخصي. كما أن التواصل المفتوح والصريح مع الأصدقاء والعائلة يعزز من العلاقات الإيجابية ويقلل من التوترات الداخلية.

7. التجاهل المستمر للصحة الجسدية والنفسية

الناس التعساء غالبًا ما يتجاهلون صحتهم الجسدية والنفسية. قد يكون ذلك بسبب ضغوط الحياة اليومية أو قلة الوعي بأهمية الصحة. عدم ممارسة الرياضة، التغذية السيئة، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم كلها عوامل تساهم في التعاسة.

طرق التغلب على هذه العادة:
يجب على الشخص أن يبدأ بالاهتمام بصحته الجسدية والنفسية. ممارسة الرياضة بانتظام، تناول الطعام الصحي، والنوم الكافي هي خطوات أساسية للحفاظ على الصحة العامة. من المفيد أيضًا ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل التي تساهم في تقليل التوتر وزيادة الراحة النفسية. العناية بالنفس يجب أن تكون جزءًا من روتين الحياة اليومية.

خاتمة

إن الأشخاص التعساء عادة ما يعانون من عادات وسلوكيات تتراكم مع الوقت، مما يؤثر سلبًا على حياتهم. ولكن مع الوعي والتوجه الصحيح، يمكن لأي شخص تغيير هذه العادات والانتقال إلى حياة أكثر سعادة وراحة. من خلال التغلب على التفكير السلبي، التحرر من الماضي، تحديد الأهداف، والحفاظ على علاقات صحية، يمكن لكل فرد أن يسلك طريقًا جديدًا نحو تحسين نوعية حياته.