عائلة النفوذ السياسي الأمريكي

مسلسل “العائلة”: قوة غير مرئية وراء الكواليس السياسية الأمريكية

مقدمة

يعد مسلسل “العائلة” (The Family) واحدًا من الأعمال الوثائقية المميزة التي أُضيفت إلى منصة نتفليكس في 9 أغسطس 2019. المسلسل من إخراج جيسي موس، ويستعرض بشكل مكثف تأثير جماعة دينية محافظة تُعرف باسم “العائلة”، التي تتمتع بنفوذ ضخم في العاصمة الأمريكية واشنطن، وتدير علاقات مع كبار السياسيين على المستوى المحلي والدولي. في هذا المقال، سنتناول تفاصيل هذا المسلسل وما يقدمه من رؤية عن القوى غير المرئية التي تشكل السياسة الأمريكية، وتأثيرها في مسار الأحداث العالمية.

خلفية عن “العائلة”

تعتبر “العائلة” جماعة محافظة مسيحية غير تقليدية، أسسها ديفيد كاري عام 1935، وهي تعمل في الخفاء بعيدًا عن الأنظار العامة. هدف هذه الجماعة هو ممارسة النفوذ السياسي والاجتماعي على المستوى العالمي، ويجمع أعضاؤها بشكل غير رسمي، حيث يتمتعون بعلاقات وثيقة مع بعض من أقوى السياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية وحول العالم. يشمل تأثيرهم مختلف المجالات بدءًا من السياسة الخارجية إلى التشريعات المحلية، ولا يتم الإفصاح عن تفاصيل عملياتهم أو مناهجهم بشكل علني.

القصة في المسلسل

يقدم مسلسل “العائلة” لمحة عن هذه الجماعة من خلال استخدام مواد وثائقية وتقارير سرية تكشف عن تفاصيل حياة أعضائها، وأثرهم على الساحة السياسية في الولايات المتحدة والعالم. تركز السلسلة على استعراض كيفية عمل الجماعة في الظل، وكيف أنها تتسلل إلى قلب السياسة الأمريكية من خلال علاقاتها الواسعة مع كبار السياسيين. يبدو أن هذه الجماعة تسعى لتحقيق أهداف عالمية تتجاوز الحدود الوطنية، وتعمل على تشكيل سياسة الدولة الداخلية والخارجية بناءً على مبادئ دينية محافظة.

يجذب المسلسل الانتباه إلى التأثير الكبير الذي تتمتع به “العائلة” داخل البيت الأبيض، في الكونغرس، وفي صلب السلطة السياسية الأمريكية. حيث تستعرض السلسلة كيف أن هذه الجماعة تتحكم في كثير من القرارات الكبرى التي تؤثر على السياسة الأمريكية وعلى العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأخرى.

الشخصيات الرئيسية في المسلسل

المسلسل يعتمد على مقابلات مع أشخاص كانوا قريبين من جماعة “العائلة” أو من السياسيين الذين تعاملوا معها. من بين الشخصيات البارزة التي يظهرون في المسلسل:

• جيمس كرومويل: أحد أبرز المشاركين في تقديم القصة بأسلوب مؤثر من خلال تجربته الشخصية.
• ديفيد ريسدال: يلعب دورًا مهمًا في كشف الأبعاد الغامضة للجماعة.
• بن روزنفيلد: يساهم في تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد المنتمون إلى الجماعة في سبيل تحقيق أهدافهم.
• زاكاري بوث: يعرض الجوانب الإنسانية لشخصيات قريبة من “العائلة”، مما يضيف عمقًا للمسلسل.

تقييم المسلسل

يحمل مسلسل “العائلة” تقييم TV-14، مما يعني أنه موجه للجماهير التي تزيد أعمارهم عن 14 عامًا. ويأتي المسلسل في موسم واحد فقط، ولكن ذلك يكفي لاستعراض تفاصيل معقدة حول نشاطات الجماعة وتأثيرها في المجتمع الأمريكي. الوثائقي ليس مجرد سرد لحكاية جماعة دينية غامضة، بل هو استكشاف لآليات السلطة السياسية وكيف يمكن لجماعة غير رسمية أن تتحكم في مصير دول كبيرة.

الأبعاد الاجتماعية والسياسية

عند متابعة المسلسل، تظهر العديد من الأسئلة حول التداخل بين الدين والسياسة، وكيف أن القوة الدينية قد تشكل توجهات سياسية في المجتمعات الديمقراطية. يسلط المسلسل الضوء على دور الدين في السياسة الأمريكية وتنامي تأثير الجماعات الدينية في تحديد السياسات الداخلية والخارجية، خاصة في عصر الرؤساء المتدينين مثل الرئيس دونالد ترامب، الذي كان له علاقة مع جماعات دينية محافظة.

التأثير العالمي لجماعة “العائلة”

تسعى جماعة “العائلة” لتحقيق أهداف تتجاوز الحدود الأمريكية، مما يثير قلقًا بشأن تدخلها في السياسات العالمية. المسلسل يثير العديد من الأسئلة حول مدى تأثير هذه الجماعة في مناطق الصراع حول العالم، وكيف أنها قد تؤثر على علاقات الولايات المتحدة بالدول الأخرى. قد تكون هناك أبعاد خفية تساهم في اتخاذ قرارات غير متوقعة على الساحة الدولية.

الختام

“العائلة” هو مسلسل وثائقي يغطي جوانب سياسية ودينية شائكة ومثيرة للجدل في المجتمع الأمريكي. من خلال تقديم تصوير درامي للممارسات الخفية لجماعة دينية محافظة، يفتح المسلسل الباب أمام تساؤلات حول دور الدين في السياسة، وتأثير قوى غير مرئية في صناعة القرارات العالمية. وبالرغم من عرضه في موسم واحد فقط، يبقى هذا المسلسل محفزًا للمشاهدين على التفكير في العلاقات المعقدة بين الدين والسياسة في العالم المعاصر.