في يوم 24 سبتمبر 2013، وقعت حادثة فريدة من نوعها قبالة سواحل مدينة جوادار في باكستان، حيث خرجت جزيرة جديدة للظهور من أعماق المحيط الهندي بعد هزة أرضية قوية بلغت قوتها 7.7 درجات على مقياس ريختر، هزت البلاد في الصباح الباكر. وقد وصف مسؤول شرطة منطقة جوادار، معظم جاه، الجزيرة الجديدة بأنها تبدو بارتفاع يتراوح بين 6 إلى 12 مترًا وبعرض يبلغ حوالي 30 مترًا، وارتفعت من سطح البحر على بعد نحو 100 متر من الساحل. ويُعتقد أن هذه الجزيرة قد نشأت نتيجة لثوران بركان طيني، وذلك لأن سواحل جوادار تحتوي بالفعل على العديد من المخاريط البركانية الطينية التي تنبعث منها الغازات الساخنة، سواء على اليابسة أو في البحر. وقد أشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Geoscience إلى أن زلزال عام 1945 بلغت قوته 8.1 درجة على مقياس ريختر، قد أدى إلى تكوين براكين طينية في عرض البحر قبالة جوادار. وتشير تحليلات الجيولوجيين إلى أن شكل الجزيرة القوسي المنخفض يُرجح أن يكون ناتجًا عن انهيار أرضي دوراني، بدلاً من كونه بركان طيني مخروطي.
تسجلت موجة مد عاتية عبر ثلاث محطات لقياس المد ومحطة DART في بحر العرب. وقد سبب اندفاع الطين بشكل كبير في تكوين جزيرة تقدر مساحتها بحوالي 76 مترا في الطول و30 مترا في العرض و18 مترا في الارتفاع في بحر العرب على بعد حوالي 600 متر من الساحل قرب جوادار في باكستان. وقد سُجلت موجات تسونامي بارتفاعات قصوى في مناطق مختلفة: 0.17 متر في ميناء شاه بحر و0.09 متر في ميناء جاسك بإيران؛ و0.26 متر في مسقط، عمان.
أثر هذا الزلزال في توليد تسونامي تم تسجيله من خلال محطات قياس المد والجزر على طول السواحل المطلة على بحر العرب وبواسطة السفن الطنادق في بحر العرب. وقد يكون ارتفاع مفاجئ للجزيرة الطينية قد تسبب في توليد تسونامي، والذي تم رسمه بوضوح باستخدام تقنية تتبع الأشعة الخلفية في هذه الحالة الدراسية. وقد أدى ارتفاع فجائي للجزيرة الطينية أو الانهيار الأرضي البحري إلى توليد تسونامي، الذي يمكن رسمه بوضوح باستخدام تقنية تتبع الأشعة الخلفية كمصدر محتمل لتسونامي.
سجلت تسونامي متواضعة على المد والجزر في المحطة وفي مسقط (عمان) وشاه بحر (إيران) ولكن لم يكن سبب هذا التسونامي هو الانزلاق على الحد الأقصى للتكتل القاري أو على خلل مرتبط به، وإنما على خلل داخل المنطقة البركانية الطينية لمكران التي تتقصر وترتفع بواسطة الانغماد.
وفي الختام، تظهر هذه الحادثة الطبيعية الفريدة كيف يمكن للعوامل الجيولوجية المعقدة أن تتفاعل مع بعضها البعض بطرق غير متوقعة، مما يؤدي إلى ظواهر استثنائية مثل ظهور جزيرة جديدة وتوليد تسونامي، وتذكيرًا بضرورة فهم أعماق المحيطات وتأثيرات الزلازل على السواحل والمناطق الساحلية.