في عام 74 قبل الميلاد، خلال فترة تاريخية مليئة بالصراعات والحروب، تجمعت قوات الجمهورية الرومانية وجيش الإمبراطورية الفارسية لقتال معركة شرسة في إقليم فيرجيا بآسيا. وكان الجنرال لوكولوس يقود جيش الرومان، بينما كان العدو الفارسي ممثلاً بميثريداتس السادس ملك بونتوس.
في هذا السياق التاريخي الملحمي، يروي السير بلوتارخ، المؤرخ الروماني البارز، واقعة غريبة ومدهشة شهدتها هذه الفترة المضطربة. فبينما كانت الجيوش المتعاركة تنصب استعداداتها لبدء الاشتباك الدامي، حدثت ظاهرة فلكية غير مسبوقة.
فجأة، تشقق السماء كأنها تنفجر، وظهرت جسمًا هائلًا شبيهًا باللهب يسقط بين الجيشين المتنازعين. وصف بلوتارخ هذا الجسم الغريب بأنه يشبه إلى حد كبير إلى “جرة نبيذ” في الشكل، وكان لونه يشبه الفضة المنصهرة.
وما أكثر غرابة هذه الظاهرة هو أنها شوهدت بوضوح من قبل كل من الجيشين المتنافسين. لم تكن هذه الظاهرة السماوية الغامضة محل ملاحظة فقط من قبل الرومان، بل أيضًا من قبل جيش ميثريداتس. وهذا ما يعطي الأمر وقائعية أكبر ويزيد من قيمة هذه السجلات التاريخية.
إلى اليوم، تظل هذه الظاهرة الفلكية غير المفسرة جزءًا مثيرًا للاهتمام من تاريخ الإنسانية، وتشكل لغزًا فلكيًا لم يحل حتى الآن.