في يوم السابع عشر من شهر يوليو عام 1793، شهدت مدينة بليموث في إنجلترا حدثًا غريبًا للغاية، حيث ارتفعت مستويات المد بشكل غير عادي داخل ميناء المدينة بسرعة فائقة. فقد ارتفعت مياه البحر بمقدار قدره قدمين عموديين خلال تسع دقائق فقط، ثم انحسرت بنفس السرعة بعد ذلك، وتكرر هذا الارتفاع والانحسار ثلاث مرات في أقل من ساعة واحدة. وكانت سرعة تدفق المياه داخل الميناء بحيث كان من المستحيل لقارب التجديف مقاومتها، حيث فقدت إحدى السفن رأسها بسبب اصطدامها بسفينة أخرى أصبحت عديمة القيادة تمامًا بسبب سرعة التيار. لم يشهد أهالي المدينة شيئًا مماثلًا منذ الزلزال الكبير في لشبونة، حيث ارتفعت وانحسرت المد بطريقة غير عادية تقريبًا مثلما حدث في هذا الصباح.
تلك الظاهرة أثارت الدهشة والتساؤل بين سكان المنطقة، حيث أعادت ذاكرتهم إلى الحدث الدموي لزلزال لشبونة الذي شهدوه سابقًا. وما حدث في بليموث كان يشبه تمامًا تأثيرات تلك الكارثة التي ضربت لشبونة، والتي انعكست في ارتفاع وانحسار المد بطريقة غير مسبوقة. هذا الحدث أثار الذعر والفزع بين السكان، حيث عادت لهم ذاكرة ماضيهم الأليم والمروع.
يبقى السؤال المحير هنا هو: ما هي الأسباب الحقيقية وراء هذا الظاهرة الغريبة؟ فلم يتمكن السكان في ذلك الوقت من تحديد سبب محدد لهذا الحدث، حيث تم تصنيفه على أنه “تسونامي مشكوك في صحته للغاية”، ولم يتم تحديد معلومات كافية عن الزلزال الذي قد يكون سببًا محتملًا لهذا الظاهرة الغريبة.
بالرغم من أن السبب وراء هذا الحدث لم يُعرف بشكل قاطع، إلا أن تأثيراته بقيت محفورة في ذاكرة سكان بليموث، وأثارت تساؤلات واضطرابات بشأن ما إذا كانت هذه الظاهرة ستتكرر مرة أخرى في المستقبل، مما جعلها تبقى كلغز لم يتم حلاه حتى اليوم.