“طويلًا مسافة طويلة عن الوطن” هو عمل أدبي يأخذنا في رحلة عبر الزمن والمكان، يتألق فيه كوني بريسكو، الكاتبة الحاصلة على لقب الكتب الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز، برواية غنية بالإيقاع والعاطفة، وتعد هذه الرواية بجرأتها وطموحها الأكثر تجسيدًا حتى الآن. إنها قصة تعدد الأجيال عن العبودية والحرية، وعن الروابط اللافتة والتي لا يمكن تدميرها بين الحب والأسرة، حيث يروى مصائر ثلاث نساء أفريقيات أمريكيات لا يُنسى.
تتألق الرواية بالألم والأمل، حيث تروي قصة الفرح والألم والانتصار النهائي لثلاثة أجيال: سوزي، وابنتها كلارا، وحفيدتها سوزان. ولدن ونشأن كعبيد في منتجع مونتبلييه بولاية فيرجينيا على يد الرئيس جيمس ماديسون وزوجته دولي ماديسون، ويتحدن بالحب والتفاني الشديد لبعضهن البعض ولزملائهن العبيد، ولرغبتهن المتزايدة في الحرية، حلمًا سيتحقق أخيرًا لسوزان في نهاية الحرب الأهلية.
تفتتح هذه الرواية الجميلة بجو من السلام في منطقة بيدمونت في فيرجينيا، حيث تتمتع سوزي بامتيازات موقفها كخادمة للآنسة دولي. بالنسبة لسوزي، لا يحمل الحياة أي غموض، ولا وعد بعد الحدود الخاصة بمزرعة العبيد ذاتها – درس تحاول توصيله لابنتها الحالمة كلارا، التي تتوق للسيطرة على مصيرها رغم التحذير المخيف من والدتها: “أنت لا تعرف شيئًا عن الحرية، لأنني لا أعرف شيئًا عنها. تحتاج إلى المال والمعرفة لتعيش حرًا. لا يمكنك فجأة القيام بهذا.” ومع ذلك، ستتغير الحياة لكل من الأم والابنة مع وفاة جيمس ماديسون ورحيل زوجته إلى منزلها في المدينة، أحداث تترك المزرعة في أيدي تود، ابن دولي الذي يقدم الإهمال لها.
ونتيجة لإدارته الإهمالية، تسقط المزرعة قريبًا لصاحبين جدد، كل منهم يشكل تهديدًا جديدًا لسوزي وكلارا، ولبقية العبيد الذين شاركت النسيج الطويل معهم. وسط هذه التغييرات المدمرة، تنمو كلارا إلى سن النضج وتصبح أمًا بنفسها، تلد ابنتين بشرتهما فاتحة، إيلين وسوزان. ومع ذلك، فإن التهديد بالفصل الذي شكل حياتها يصبح قريبًا واقعًا عندما يتم بيع ابنتها الصغيرة، سوزان، إلى رجل أعمال ثري في ريتشموند.
يجب على سوزان أن تبني حياة جديدة لنفسها في هذه المدينة النابضة بالحياة، حياة ستكون مليئة بالرعب والأمل. ومن خلال الحرب الأهلية الممزقة في ريتشموند، ستجد الحب وتدرك الحلم القديم لأسلافها: الحرية. في “طويلًا مسافة طويلة عن الوطن”، تعيد كوني بريسكو إحياء الحياة الجنوبية والعلاقات المتقلبة على كلا الجانبين من الانقسام اللوني، من قسوة ولطف ملتوي لأصحاب البيض إلى الرغبات العميقة والعواطف المعقدة للعبيد أنفسهم. إن هذه القصة المؤثرة والقوية تدفع تكريمًا لتجربة الأمريكيين الأفارقة وللأجداد، سواء كانوا من السود أو البيض، الذين تتشابك حياتهم وتاريخهم لا يمحى مع حياتنا.