في كتابه “طفرة الفضائيات في ظل الحضارة الرقمية”، يقدم المؤلف محمد بن غزالة استقراءً شاملاً للواقع الإعلامي في عصرنا الرقمي، حيث يتناول بعمق وتأمل القفزة النوعية لوسائل الاتصال المختلفة وانتشار المعلومة بشكل متسارع وغير مسبوق.
يستعرض الكتاب الثورة التي شهدها الإعلام في العقد الأخير من القرن الماضي، ويسلط الضوء على بروز الفضائيات الأولى في الوسط العربي، مع توالي النهضة الإعلامية في مختلف أنحاء العالم. يعكس الكتاب تلك التحولات من خلال التناول الشامل للازدحام الذي شهدته الساحة الإعلامية بفعل انتشار القنوات الفضائية، والتي انبثقت كالطحالب في مشهد يُظهر أن الإعلام يواجه عالمًا جديدًا يثير التوجس والريبة من جهة، ويفتح أفق الحلم بالتواصل السريع الذي حوّل الكوكب إلى قرية صغيرة من جهة أخرى.
وفي سياق آخر، يستعرض الكتاب شغف العرب بالتقنيات الفضائية وحبهم لاستقبال المعلومات السهلة والمفهومة، التي تجاوزت الحدود الجغرافية وعبرت الأفق الفضائي، مكبرًا للحلم وجعل الديمقراطية هدفًا يسعى العرب لتحقيقه، متحدين بذلك طابوهات الدكتاتوريات العربية.
صدر الكتاب في عام 1998 عن دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، وتميز بغلاف ورقي يعكس روح العصر وتطور التكنولوجيا. وبلغت عدد صفحاته 236 صفحة، مما يمنح القارئ تجربة ممتعة ومفيدة في عالم الصحافة والإعلام.
في ختامه، يظهر هذا الكتاب كمصدر غني وفريد يلقي الضوء على تحولات الإعلام في عصر التكنولوجيا الرقمية، ويقدم تحليلاً عميقاً للتأثيرات الثقافية والاجتماعية التي نتجت عن هذه الطفرة الفضائية، مما يجعله مرجعاً هاماً في مجال الصحافة والإعلام.