في رواية “طريق الشبح”، التي كتبها بات باركر، يتمحور القصة حول رجلين مختلفين في الطبقة الاجتماعية والتجربة، لكنهما يشتركان في الاحترام المتبادل والتعاطف. الأول هو النقيب بيلي برايور، الذي تم علاجه من صدمة القذائف بواسطة الطبيب النفسي الشهير الدكتور ويليام ريفرز في مستشفى كريغلوكارت للحروب، والذي يصر على العودة إلى الجبهة في فرنسا حتى وقت متأخر من صيف عام 1918، فيما تدخل الحرب مرحلتها الأخيرة الشرسة. أما الثاني فهو الدكتور ريفرز نفسه، الذي يتناوله تحدي الطب النفسي والمعضلة الأخلاقية لاستعادة الرجال للصحة حتى يمكن إرسالهم إلى ساحات المعركة والموت المؤكد تقريبًا.
بيلي برايور هو رجل من الطبقة العاملة يتقدم بسرعة، “شخص مؤقت”، يعيش في منطقة لا تخصه جنسيًا أو اجتماعيًا أو أخلاقيًا. تخلّلت لقاءاته الجنسية مع النساء والرجال بنكهة من التشاؤم الساخر الذي أحدثته الحرب. ومع ذلك، فهو حريص على الانضمام إلى زميله في كريغلوكارت، الشاعر ويلفريد أوين، في فرنسا في الوقت المناسب للمشاركة في الهجوم الإنجليزي العظيم، “الضربة الأخيرة” المقصودة لتبرير كل البطولة المتلألئة والذبح اللا معنى الذي سبقه.
تأتي هذه الرواية في قالب الروايات الحربية والرومانسية، حيث يتم تصوير الحياة في زمن الحرب بكل تعقيداتها النفسية والاجتماعية، وتأثيرها على الفرد والمجتمع. ومن خلال شخصياتها المتنوعة والعميقة، تقدم باركر نظرة حادة على آثار الحرب على الإنسان وعلى العواطف والأخلاق، مما يجعل القارئ يتأمل في معاناة الحروب وتعقيداتها بعمق.
تصنف الرواية ضمن فئة الأدب الروائي والحربي، وقد صدرت عن دار نشر إي. بي. داتون في ديسمبر من عام 1995.