طريقة قياس حرارة الرضيع

قياس درجة حرارة الرضيع: الطرق الآمنة والدقيقة

تُعد مراقبة درجة حرارة الرضيع من أهم خطوات العناية الصحية التي يجب على الأهل الالتزام بها، خاصة في الشهور الأولى من عمر الطفل. إذ تُشير التغيرات الطفيفة في درجة الحرارة إلى مؤشرات مهمة حول الحالة الصحية للرضيع. وتبرز أهمية هذا الإجراء لكون الرضع أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، كما أن جهازهم المناعي لا يزال في طور النمو، ما يجعلهم أكثر حساسية لأي تغير في البيئة المحيطة. في هذا المقال، سيتم التطرق بشكل موسع ودقيق إلى الطرق المتوفرة لقياس حرارة الرضيع، مع تحليل مفصل للأنواع المختلفة من أجهزة قياس الحرارة، واختيار الأنسب لكل عمر، بالإضافة إلى شرح الاحتياطات الواجب اتخاذها لضمان قياس دقيق وآمن.

أهمية قياس درجة الحرارة عند الرضع

درجة حرارة الجسم الطبيعية للرضع تتراوح ما بين 36.5 إلى 37.5 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الفم أو الأذن أو الجبهة، وما بين 36.6 إلى 38 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الشرج. ويُعد تجاوز هذه الحدود مؤشراً لاحتمالية الإصابة بالعدوى أو التهاب داخلي، وقد يشير انخفاضها الشديد إلى اضطرابات في الجهاز العصبي أو الدورة الدموية.

الرضيع لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو حالته الجسدية بالكلام، لذا فإن مراقبة المؤشرات الحيوية مثل الحرارة يُعد إجراءً حاسماً في الكشف المبكر عن المرض.

الطرق المختلفة لقياس درجة حرارة الرضيع

أولاً: القياس عن طريق فتحة الشرج (Rectal Thermometry)

• الدقة: تُعد الطريقة الأكثر دقة لدى الرضع دون عمر الثلاث سنوات، وتُستخدم بكثرة في أقسام الطوارئ.

• الطريقة: يتم إدخال ميزان الحرارة الرقمي برفق بعد تعقيمه واستخدام مادة مزلقة (مثل الفازلين) إلى عمق لا يزيد عن 2.5 سم في فتحة الشرج.

• الاحتياطات: يجب تثبيت الرضيع جيداً لتفادي الإصابة، ويفضّل أن يتم القياس بعد الاستحمام أو أثناء تغيير الحفاض.

ثانياً: القياس عن طريق الإبط (Axillary Thermometry)

• الدقة: أقل دقة من الشرج لكنها أكثر أمانًا وسهولة في المنزل.

• الطريقة: يتم وضع ميزان الحرارة في التجويف الإبطي بعد تجفيفه جيدًا، والتأكد من تلاصق الميزان مع الجلد، ويتم إبقاء الذراع مضغوطة برفق لمدة دقيقة على الأقل.

• الاحتياطات: يجب أن يكون الرضيع في حالة هدوء، لأن الحركة الزائدة قد تؤثر على القياس.

ثالثاً: القياس عن طريق الأذن (Tympanic Thermometry)

• الدقة: دقيق نسبيًا بعد عمر 6 أشهر، لكن لا يُوصى به قبل ذلك لأن قناة الأذن لا تكون مستقيمة بشكل كافٍ.

• الطريقة: يتم إدخال مقياس حرارة الأذن بلطف في القناة السمعية، ويتم قياس الحرارة عبر الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من طبلة الأذن.

• الاحتياطات: تراكم شمع الأذن أو الوضعية الخاطئة قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

رابعاً: القياس عبر الجبهة (Temporal Artery Thermometry)

• الدقة: يُعتبر جيدًا بشكل عام، لكن أقل دقة من الشرج.

• الطريقة: تمرير ميزان الحرارة بالأشعة تحت الحمراء على الجبهة من جانب إلى آخر مع ملامسة الجلد.

• الاحتياطات: يجب ألا يكون جلد الجبهة رطبًا أو مغطى بالشعر أثناء القياس.

مقارنة بين الطرق المختلفة لقياس حرارة الرضع

أفضل نوع ميزان حرارة للرضع

اختيار ميزان الحرارة المناسب يعتمد على عمر الرضيع ومدى احتياج الأهل إلى الدقة أو السرعة. وهناك أنواع متعددة من أجهزة قياس الحرارة متاحة في الأسواق:

1. ميزان الحرارة الرقمي (Digital Thermometer): متعدد الاستخدامات، يمكن استخدامه عبر الشرج أو تحت الإبط.

2. ميزان الحرارة بالأشعة تحت الحمراء للأذن: دقيق وسريع لكنه مخصص للأطفال فوق 6 أشهر.

3. ميزان الحرارة بالأشعة تحت الحمراء للجبهة: سهل الاستخدام وملائم لقياس سريع أثناء النوم، لكنه أقل دقة.

4. ميزان الحرارة الزئبقي (غير موصى به): تم التوقف عن استخدامه بسبب خطر الكسر وتسرب الزئبق السام.

الخطوات الدقيقة لقياس الحرارة عبر الشرج (لحديثي الولادة)

1. غسل اليدين جيداً وتعقيم ميزان الحرارة.

2. وضع طبقة رقيقة من الفازلين أو كريم مرطب على الجزء المعدني من الميزان.

3. وضع الرضيع على بطنه فوق سطح مستوٍ أو على حجر أحد الوالدين مع رفع الأرداف.

4. إدخال الميزان برفق لمسافة لا تزيد عن 2.5 سم.

5. الانتظار حتى يصدر الميزان صوت الإنذار (عادة بعد 30 ثانية).

6. نزع الميزان وقراءة النتيجة، ثم تنظيفه بمطهر خاص.

درجة الحرارة المقلقة عند الرضيع

• درجة حرارة الشرج:

  • أعلى من 38.0 مئوية تُعد حمى.

  • أقل من 36.0 مئوية تُعد انخفاضًا في الحرارة.

• درجة حرارة الإبط:

  • أكثر من 37.3 مئوية تُعد حمى.

  • أقل من 35.8 مئوية تُعد انخفاضًا.

• عبر الأذن أو الجبهة:

  • أعلى من 37.8 مئوية تُعد مؤشراً على وجود حمى.

العوامل المؤثرة في دقة قياس الحرارة

• وقت القياس: بعد الرضاعة أو الاستحمام قد ترتفع الحرارة مؤقتاً.

• حركة الرضيع: قد تؤدي إلى قياسات غير مستقرة خاصة في الطرق غير الشرجية.

• وضعية الميزان: الوضع غير الصحيح للجهاز قد يُعطي قراءات خاطئة.

• استخدام نوع جهاز غير مناسب لعمر الطفل.

الاحتياطات العامة أثناء قياس الحرارة

• يجب عدم ترك الطفل وحده أثناء القياس خاصة عند استخدام ميزان الشرج.

• ينبغي تنظيف الميزان جيدًا قبل وبعد الاستخدام لتفادي العدوى.

• لا يجوز استخدام ميزان الحرارة الزئبقي نهائيًا لتفادي التسمم في حال انكساره.

• يفضل اقتناء ميزان حرارة خاص بالرضيع فقط، وعدم استخدامه لبقية أفراد العائلة.

متى يجب قياس حرارة الرضيع؟

• عند ظهور علامات المرض مثل البكاء المستمر أو قلة الرضاعة أو الخمول.

• بعد التطعيمات، لمراقبة تطور حرارة الجسم.

• عند تغيير الطقس المفاجئ أو في حالات نزلات البرد.

• عند ملاحظة برودة الأطراف أو احمرار الوجه أو التعرق الزائد.

أهمية تسجيل درجة الحرارة

يفضل أن يقوم الأهل بتدوين درجات الحرارة التي يتم قياسها خلال اليوم، مع توقيت القياس والطريقة المستخدمة. هذا السجل يساعد الأطباء كثيراً في تقييم حالة الطفل السريرية ويمنع الوقوع في فخ التقديرات غير الدقيقة.

خلاصة إرشادية لاختيار الطريقة المناسبة حسب عمر الرضيع:

• حديثو الولادة حتى عمر 3 أشهر: يفضل استخدام القياس عبر الشرج فقط.

• من 3 إلى 6 أشهر: يمكن استخدام الشرج أو الإبط.

• من 6 أشهر إلى سنة: الشرج، الإبط، أو الأذن حسب المتوفر والدقة المطلوبة.

• أكثر من سنة: يمكن استخدام موازين الجبهة أو الأذن أو تحت الإبط.

الخلاصة

قياس درجة حرارة الرضيع بدقة وسلامة يُعد أداة أساسية للكشف المبكر عن الحمى أو العدوى. تتنوع الطرق المستخدمة في القياس وتختلف بحسب عمر الرضيع، وتتفاوت في مستوى الدقة والملاءمة. ومع الالتزام بالإرشادات الوقائية واختيار الجهاز المناسب، يمكن للأهل الحصول على معلومات دقيقة تساعدهم على اتخاذ القرار الصحي المناسب في الوقت الملائم. مراقبة الحرارة ليست مجرد رقم يُقرأ على الشاشة، بل هي أداة إنقاذ حقيقية تعكس صحة الطفل الداخلية وتوجه التدخل الطبي الفوري عند الحاجة.

المراجع العلمية:

1. American Academy of Pediatrics. “Fever in Infants and Children.” HealthyChildren.org.

2. World Health Organization (WHO). “Thermometry Guidelines for Infants.”