الطريقة الصحية لغسل اليدين بالخطوات

تُعدّ النظافة الشخصية، وبالأخص غسل اليدين، من أهم الإجراءات الوقائية التي تحمي الإنسان من العديد من الأمراض والالتهابات. فالأيدي هي الناقل الأساسي للجراثيم والفيروسات، حيث تلامس الأسطح المختلفة وتنتقل منها إلى الجسم، مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض المعدية مثل الإنفلونزا، نزلات البرد، الالتهابات المعوية، والتهابات الجهاز التنفسي. لذا فإن إتباع الطريقة الصحية لغسل اليدين يُعدّ من أهم الأساليب التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والعديد من المؤسسات الصحية حول العالم للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع.

أهمية غسل اليدين

تلعب اليدين دورًا رئيسيًا في نقل الجراثيم والبكتيريا من البيئة المحيطة إلى الجسم، خصوصًا عندما نلمس الأطعمة، العينين، الفم، أو الأنف. وجدت الدراسات أن غسل اليدين بشكل صحيح يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية، ويحدّ من انتشار العدوى بين الأشخاص. كما يعتبر غسل اليدين من أبسط الإجراءات وأكثرها فعالية وأقل تكلفة في الوقاية الصحية.

تجدر الإشارة إلى أن غسل اليدين ليس فقط ضروريًا بعد استخدام المرحاض أو قبل تناول الطعام، بل في العديد من المواقف اليومية مثل بعد العطس أو السعال، أو لمس الحيوانات، أو التعامل مع النفايات.

المكونات الأساسية لغسل اليدين الصحي

تتمثل المكونات الأساسية لغسل اليدين في الماء والصابون، حيث يعمل الصابون على تفتيت الدهون والزيوت التي تحيط بالجراثيم، ويساعد الماء في شطفها بعيدًا عن سطح الجلد. يستخدم عادة الماء الدافئ أو البارد، لكن الماء الدافئ له تأثير مريح ويشجع على غسل اليدين لفترة أطول.

في بعض الحالات التي لا يتوفر فيها ماء وصابون، يمكن استخدام معقمات اليدين التي تحتوي على نسبة كحول لا تقل عن 60%، إلا أن هذه المعقمات لا تغني عن غسل اليدين بالماء والصابون، خاصة إذا كانت اليدين متسختين أو ملطختين بالمواد العضوية.

الخطوات التفصيلية للطريقة الصحية لغسل اليدين

للحصول على أفضل نتيجة صحية عند غسل اليدين يجب اتباع الخطوات التالية بدقة وبتأنٍ، مع التأكد من تنظيف جميع أجزاء اليد بما فيها الأماكن التي يُغفل عنها عادةً.

1. ترطيب اليدين بالماء

• يُبدأ بغسل اليدين تحت تيار من الماء الجاري، ويفضل أن يكون دافئًا لأن ذلك يسهل عملية إزالة الأوساخ.

• يجب التأكد من ترطيب اليدين بالكامل، مع فتح الأصابع لضمان وصول الماء إلى جميع المناطق.

2. تطبيق كمية مناسبة من الصابون

• توضع كمية كافية من الصابون على اليدين، ويمكن أن تكون على شكل سائل أو رغوة أو صابون عادي.

• الكمية المناسبة تضمن تغطية اليدين بالكامل وتكوين رغوة تساعد على إزالة الجراثيم.

3. فرك اليدين معًا

• يبدأ فرك اليدين جيدًا بحيث يتم تغطية جميع الأسطح، بما في ذلك ظهر اليدين، راحة اليدين، وبين الأصابع، وحول الأظافر.

• يجب الانتباه إلى أن غسل اليدين لا يقتصر فقط على الكف، بل يجب فرك ظهر اليدين بيد الأخرى وبالعكس.

4. فرك الأصابع وباطن اليدين

• يُفرك بين الأصابع بدقة وباطن اليدين أيضًا، لأن الجراثيم تتجمع كثيرًا في هذه المناطق.

• تحريك الأصابع بحركات دائرية حول بعضها يعزز من إزالة الأوساخ العالقة.

5. تنظيف تحت الأظافر

• تُعتبر منطقة تحت الأظافر من أكثر المناطق احتواءً على الجراثيم بسبب تراكم الأوساخ.

• يمكن استخدام فرشاة أظافر ناعمة أو فرك الأصابع باليد الأخرى للتأكد من تنظيف هذه المنطقة جيدًا.

6. الاستمرار في الفرك لمدة لا تقل عن 20 ثانية

• أثبتت الدراسات أن الفرك لمدة 20 إلى 30 ثانية هو الأمثل لإزالة معظم الجراثيم.

• يمكن استخدام ترديد جملة قصيرة مثل “سعيد ميلاد” مرتين كمؤقت لضمان عدم الإسراع.

7. شطف اليدين جيدًا بالماء الجاري

• بعد التأكد من فرك اليدين بشكل كامل، يتم شطفهما تحت الماء الجاري حتى تتخلص اليدين من كل بقايا الصابون والجراثيم.

• تجنب استخدام الماء الراكدة لأنها قد تكون ملوثة.

8. تجفيف اليدين بمنشفة نظيفة أو مناديل ورقية

• بعد الشطف، يجب تجفيف اليدين جيدًا لتقليل خطر انتقال الجراثيم، حيث إن اليدين المبللتين تسهل نقل الميكروبات.

• يُفضل استخدام منشفة ورقية نظيفة أو مناديل للاستخدام مرة واحدة، كما يمكن استخدام مجففات الهواء في الأماكن العامة.

9. استخدام المنشفة الورقية لإغلاق الصنبور

• في الأماكن العامة، يُنصح باستخدام المنشفة الورقية التي تم بها تجفيف اليدين لإغلاق الصنبور، تفاديًا لإعادة تلوث اليدين من الأسطح.

الجدول التالي يلخص الخطوات بشكل مبسط:

نصائح إضافية عند غسل اليدين

• من المهم غسل اليدين بعد ملامسة الأسطح العامة، مثل مقابض الأبواب، وعربات التسوق، أو بعد التواجد في أماكن مزدحمة.

• غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده، وكذلك قبل وبعد تحضير الطعام، خصوصًا الطعام النيء مثل اللحوم والدواجن.

• استخدام المعقمات الكحولية عندما لا يتوفر الماء والصابون، لكن يجب الحرص على أن تكون نسبة الكحول 60% على الأقل، وأن تغطي اليدين بالكامل.

• تجنب لمس الوجه باليدين غير المغسولتين، خاصة الأنف والعينين والفم، لأنها من الطرق الأساسية لدخول الجراثيم إلى الجسم.

• الاهتمام بنظافة الأظافر، وقصها بانتظام، لأنها مناطق مختبئة للجراثيم.

• يجب الانتباه إلى تنظيف اليدين بشكل متكرر خلال اليوم، لا سيما في حالات تفشي الأمراض المعدية كفيروسات الإنفلونزا أو كورونا.

تأثير غسل اليدين على الصحة العامة

تظهر الأبحاث العلمية أن غسل اليدين يساهم في خفض نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والتهابات الجهاز الهضمي. ففي دراسة أجريت على عائلات أطفال، تبين أن غسل اليدين المنتظم يقلل من معدلات الغياب بسبب المرض في المدارس بنسبة تصل إلى 30%. كما أن غسل اليدين ساعد في تقليل انتشار بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات.

وبما أن اليدين هما الوسيلة الأساسية لنقل العدوى، فإن تعليم الأطفال والبالغين على طريقة غسل اليدين الصحيحة يعزز من الوعي الصحي ويقلل من مخاطر انتشار الأمراض داخل المجتمع.

الخاتمة

غسل اليدين بطريقة صحية ومنهجية خطوة حاسمة نحو الوقاية من الأمراض المعدية وحماية الصحة العامة. اتباع الخطوات التفصيلية المذكورة يضمن إزالة أكبر كمية ممكنة من الجراثيم والفيروسات، وبالتالي يقي من انتشار العدوى. إن النظافة الشخصية جزء لا يتجزأ من نمط حياة صحي ومتوازن، لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال، بل يجب تعزيزه وتكراره بشكل مستمر. في ظل التحديات الصحية العالمية المتجددة، يبقى غسل اليدين الصحيح والمنتظم من أبسط وأقوى الأسلحة التي يمتلكها الإنسان للحفاظ على صحته وسلامته.

المراجع:

1. منظمة الصحة العالمية، إرشادات غسل اليدين، 2020.

2. مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي (CDC)، غسل اليدين وأهميته في الوقاية، 2021.