طريقة عمل مرقة الشجر العراقية

مرقة الشجر على الطريقة العراقية: وصفة تقليدية غنية بالنكهات

تعتبر مرقة الشجر من الأطباق العراقية التقليدية التي تحمل بين طياتها عبق التراث وخصوصية المطبخ العراقي العريق. تبرز هذه الوصفة في مناطق متعددة من العراق، وتتميز بمذاقها الفريد الذي يعتمد بشكل رئيسي على مكونات طبيعية بسيطة وغنية في الوقت ذاته. تحظى مرقة الشجر بشعبية كبيرة بين العائلات العراقية، حيث تُعد وجبة دسمة وغنية بالقيمة الغذائية، وتتميز بسهولة تحضيرها وقيمتها الاقتصادية، ما جعلها خياراً مفضلاً على الموائد العراقية في العديد من المناسبات اليومية والرسمية.

تعريف مرقة الشجر وأصولها

مرقة الشجر هي نوع من الحساء أو الصلصة التي تُحضَّر باستخدام مكونات طبيعية متنوعة تعتمد في الأساس على اللحم، الطماطم، البصل، والفلفل الأخضر، إلى جانب مزيج من التوابل التي تمنحها نكهة مميزة. يعود أصل هذه الوصفة إلى القرى والمناطق الريفية العراقية، حيث كانت تستخدم كوجبة رئيسية خلال فصول السنة التي تحتاج فيها الأسرة إلى طعام غني بالبروتين والفيتامينات. كلمة “الشجر” تشير إلى الخضروات الطازجة أو الفواكه التي تدخل في تحضيرها، خاصة الطماطم والفلفل، والتي تُضاف على شكل مرق لذيذ وكثيف.

المكونات الأساسية لمرقة الشجر العراقية

تتسم هذه الوصفة ببساطتها وتعتمد على مكونات متوفرة بسهولة في الأسواق العراقية، وهي:

• لحم غنم أو بقر مقطع إلى قطع متوسطة الحجم

• بصل متوسط الحجم (مفروم ناعماً)

• ثوم مهروس

• طماطم طازجة أو معجون طماطم

• فلفل أخضر حار أو حلو حسب الرغبة

• بهارات مشكلة (كمون، كزبرة، فلفل أسود، هيل، وورق غار)

• ملح حسب الذوق

• زيت نباتي أو سمن بلدي

• ماء أو مرق لحم

• بقدونس مفروم (للتزيين)

خطوات تحضير مرقة الشجر على الطريقة العراقية

1. تحضير اللحم

يبدأ تحضير مرقة الشجر باختيار نوع اللحم المناسب، ويفضل استخدام اللحم الطازج الغني بالدهون لإضفاء نكهة خاصة على الطبق. يُغسل اللحم جيداً ثم يُقطع إلى قطع متوسطة الحجم. في قدر متوسط الحجم، يُسخن الزيت أو السمن البلدي على نار متوسطة، ثم يُضاف اللحم ويُقلب حتى يتغير لونه ويبدأ في التحمر قليلاً، مما يساهم في تحسين طعمه لاحقاً.

2. تحمير البصل والثوم

بعد تحمير اللحم، يُضاف البصل المفروم ويُقلب حتى يذبل ويأخذ اللون الذهبي الفاتح. بعد ذلك يُضاف الثوم المهروس ويُقلب مع البصل لمدة دقيقة واحدة، حتى تظهر رائحته المميزة، مع الحرص على عدم احتراقه.

3. إضافة الطماطم والفلفل

تُضاف الطماطم المقطعة أو معجون الطماطم إلى القدر، مع تحريك المكونات جيداً ليتجانس الطعم. يمكن إضافة كمية مناسبة من الفلفل الأخضر المقطع، حسب درجة الرغبة في الحدة، لتعطي المرقة طابعها الحار أو المعتدل.

4. تتبيل المرقة

تُضاف التوابل المشكلة، بما في ذلك الكمون والكزبرة والفلفل الأسود، وكذلك ورق الغار والهيل، مع رشة من الملح. تُقلب المكونات جيداً حتى تتوزع التوابل بشكل متساوٍ على جميع المكونات.

5. إضافة الماء والطبخ

يُضاف الماء أو المرق تدريجياً حتى يغطي المكونات في القدر، ثم يُترك المزيج على نار هادئة ليغلي ببطء. يُغطى القدر ويُترك على نار هادئة لمدة ساعة إلى ساعة ونصف، حتى ينضج اللحم تماماً وتتكاثف المرقة.

6. التزيين والتقديم

قبل رفع القدر من على النار، يُضاف البقدونس المفروم الطازج على سطح المرقة ليضيف نكهةً عطرية ولمسةً جمالية. تُقدم مرقة الشجر ساخنة، وغالباً ما تُرافق بالأرز الأبيض المفلفل أو الخبز العراقي الطازج.

الفوائد الغذائية لمرقة الشجر

تتميز مرقة الشجر بقيمتها الغذائية العالية، فهي تحتوي على نسبة مرتفعة من البروتين الحيواني من اللحم، مما يجعلها مصدراً جيداً للطاقة ويساعد في بناء العضلات وتجديد خلايا الجسم. إضافة إلى ذلك، تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات من الطماطم والفلفل، التي تعزز مناعة الجسم وتحسن من صحة القلب. كما تساهم التوابل المستخدمة في تحسين الهضم وتعزيز الشهية.

نصائح لتحسين جودة مرقة الشجر

• استخدام لحم غني بالدهون مثل لحم الغنم لضمان نكهة أغنى ومرقة أكثر دسامة.

• استخدام طماطم طازجة ناضجة لإضافة حلاوة طبيعية للمرقة، ويمكن مزجها مع القليل من معجون الطماطم للحصول على لون أحمر جاذب.

• ضبط كمية الفلفل حسب الذوق، لأن الفلفل الحار يغير من طابع الطبق تماماً.

• ترك الطبق يطهى على نار هادئة لضمان نضج اللحم تماماً وامتصاص النكهات بشكل متوازن.

جدول مقارنة بين مرقة الشجر وبعض المرقيات العراقية التقليدية

الخلاصة

تمثل مرقة الشجر واحدة من أطباق المطبخ العراقي العريق التي تحمل في طياتها أصالة المذاق وجمال البساطة في آنٍ واحد. تُعد هذه الوصفة نموذجاً للطهي التقليدي الذي يعتمد على المكونات المحلية الطازجة والتوابل المتنوعة التي تميز النكهات العراقية. تجمع مرقة الشجر بين القيم الغذائية العالية والطعم الشهي، ما يجعلها خياراً مثالياً للعائلات التي تبحث عن وجبة متكاملة ومشبعة. الحفاظ على هذه الوصفات التقليدية ونقلها عبر الأجيال يسهم في إحياء التراث الغذائي العراقي وتعزيز الهوية الثقافية من خلال الأكل.

المراجع

• عبد الله، م. (2018). المطبخ العراقي: تاريخ ونكهات. بغداد: دار الثقافة.

• حسن، ر. (2020). الأطعمة الشعبية في العراق ودورها الثقافي. مجلة التراث الغذائي، العدد 12، 45-67.