7 أشياء عليك تجنّبها خلال ركوب الطائرة

يشكل السفر الجوي أحد أكثر وسائل النقل تطوراً وأماناً في العصر الحديث، إلا أن التحديات المرتبطة به لا تقتصر على الإجراءات الأمنية والمراقبة أو حتى التكاليف، بل تمتد لتشمل تفاصيل دقيقة تؤثر مباشرة على صحة المسافر وراحته وسلامته أثناء الرحلة. هناك ممارسات شائعة قد تبدو غير ضارة على السطح، لكنها تحمل مخاطر جسيمة على الراحة البدنية والنفسية، كما يمكن أن تؤدي إلى توتر العلاقات مع طاقم الطائرة والمسافرين الآخرين، أو تزيد من احتمالات التعرض للعدوى أو لمضاعفات صحية.

هذا المقال يستعرض سبعة أخطاء شائعة يجب تجنبها خلال ركوب الطائرة، وهي ممارسات ترتبط بسلوكيات شخصية أو قرارات غذائية أو صحية، بعضها يتصل بالتحضيرات المسبقة قبل الصعود للطائرة، وبعضها الآخر يظهر أثناء التحليق في الجو. وتكمن أهمية هذا الموضوع في أن التوعية بهذه الأخطاء تساعد المسافر في تحقيق تجربة سفر أكثر أماناً وراحة، كما تساهم في حماية صحته وحسن تفاعله مع الآخرين.

1. تجاهل الترطيب وتناول الماء

يعد الإهمال في شرب الماء من أخطر الممارسات أثناء ركوب الطائرة، ويرتبط ذلك مباشرة بانخفاض مستوى الرطوبة في مقصورة الطائرة، والذي قد يصل إلى أقل من 20%، وهو مستوى مشابه لما يوجد في الصحارى. هذا الانخفاض يؤثر سلباً على الجسم ويؤدي إلى الجفاف الذي تظهر آثاره في شكل صداع، إرهاق، جفاف في الفم والعينين، وقد تتفاقم الحالة لدى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو كبار السن.

الجسم يحتاج إلى كميات منتظمة من الماء لتعويض الفاقد الناتج عن التنفس والتعرق غير الملحوظ في الأجواء الجافة للطائرة. وفي هذا السياق، يُفضل الامتناع عن المشروبات الغنية بالكافيين أو الكحول، لأنها تزيد من إدرار البول وتسهم في تسريع فقدان السوائل.

2. تناول أطعمة ثقيلة أو غنية بالدهون قبل وأثناء الرحلة

تعد التغذية عاملاً محورياً في تعزيز الراحة أثناء السفر، وقد يرتكب العديد من المسافرين خطأً جسيماً بتناول وجبات دسمة أو غنية بالدهون قبل أو أثناء الرحلة. إن الجهاز الهضمي يعاني بالفعل من ضغط التغيرات الجوية وانخفاض الضغط الجوي في المقصورة، ما يجعل عملية الهضم أكثر بطئاً وصعوبة.

تناول أطعمة مثل الوجبات السريعة أو المقلية يمكن أن يؤدي إلى الانتفاخ، عسر الهضم، الغثيان وحتى الإحساس بالحموضة. من الأفضل الاعتماد على وجبات خفيفة ومتوازنة تحتوي على كربوهيدرات معقدة، ألياف، ومصادر بروتين خفيفة مثل الزبادي أو الفواكه المجففة أو المكسرات غير المملحة.

3. عدم الحركة أو الجلوس لفترات طويلة دون تغيير الوضعية

تُعد قلة الحركة أثناء الرحلة من أخطر العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة بتجلط الأوردة العميقة (DVT)، وهي حالة طبية خطيرة تحدث نتيجة تكون خثرة دموية في أوردة الساق نتيجة الجلوس المطول دون تحريك الساقين. وقد تتفاقم هذه الحالة لدى المسافرين المصابين بأمراض قلبية أو أولئك الذين لديهم استعداد وراثي للتجلطات.

ينصح الخبراء بضرورة القيام بحركات بسيطة مثل تمديد القدمين، أو القيام والمشي في الممر بين الحين والآخر، خاصة في الرحلات الطويلة التي تتجاوز 4 ساعات. كما يمكن ارتداء الجوارب الضاغطة التي تحفز الدورة الدموية وتقلل من احتباس الدم في الأطراف.

4. عدم الالتزام بقواعد النظافة الشخصية والتعقيم

في بيئة مغلقة مثل الطائرة، ومع تداول الهواء بآلية معقدة بين الركاب، تصبح العدوى بالأمراض التنفسية أو البكتيرية أمراً وارداً بشكل أكبر. لذا فإن تجاهل نظافة اليدين أو عدم استخدام المعقمات يعد من أبرز الأخطاء التي تسهل انتقال العدوى بين الركاب.

الأسطح مثل طاولة الطعام، شاشة الترفيه، أو مسند الذراعين تُعد من أكثر الأماكن تلوثاً بالميكروبات، وقد تبقى عليها الجراثيم لساعات. ومن الأفضل استخدام مناديل مطهرة لتعقيم هذه الأسطح قبل استخدامها. كما يُفضل استخدام المعقم الكحولي لليدين بعد ملامسة أي سطح مشترك، وتجنب لمس الوجه خاصة منطقة الأنف والفم والعينين.

5. ارتداء ملابس غير مريحة أو غير مناسبة للرحلة

يعتمد كثير من المسافرين على الأناقة أو المظهر الخارجي عند اختيار ملابس السفر، في حين يجب أن تكون الأولوية للراحة والعملية. ارتداء ملابس ضيقة جداً أو غير قابلة للتمدد، أو الأحذية غير المريحة، يعرض المسافر لمشاكل مثل تقطع الدورة الدموية، التعرق الزائد، أو التهيج الجلدي.

الملابس القطنية أو الرياضية الفضفاضة تعد مثالية لرحلات الطيران، حيث تسمح بحرية الحركة، وتمنح الجسم تهوية مناسبة. كما ينصح باختيار أحذية سهلة الخلع واللبس، خصوصاً في نقاط التفتيش الأمني، واستخدام طبقات متعددة من الملابس تحسباً لاختلاف درجات الحرارة بين الطائرة والمطار أو الوجهة النهائية.

6. الإفراط في استخدام الإلكترونيات دون انقطاع

يُعد الاستخدام المستمر للأجهزة الإلكترونية، خصوصاً الهواتف المحمولة، الأجهزة اللوحية، والحواسيب المحمولة، أحد الأسباب التي تؤثر على الراحة النفسية والجسدية للمسافر. فالتعرض المطول للشاشات يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العين، الصداع، والأرق، خاصة مع وجود الإضاءة الزرقاء المنبعثة من هذه الشاشات.

من الأفضل تنظيم استخدام الأجهزة خلال الرحلة، مع تخصيص أوقات للراحة البصرية والنوم أو القراءة الورقية. كما أن الاستماع للموسيقى المهدئة أو تمارين التأمل يمكن أن تكون بدائل مفيدة تساهم في تقليل القلق وتحسين جودة الرحلة.

7. التصرفات المزعجة أو تجاهل آداب السفر الجماعي

يتطلب السفر بالطائرة احترام بيئة جماعية يشارك فيها العشرات أو المئات من المسافرين، لذلك فإن التصرفات المزعجة كرفع الصوت، تجاهل تعليمات الطاقم، التحدث المستمر في الهاتف أثناء الصعود أو بعد الهبوط، أو احتلال المساحة المخصصة للآخرين، جميعها تشكل انتهاكاً لآداب السفر.

كذلك، يُعد الانفجار في استخدام العطور القوية، التمدد في الممرات، أو استخدام كراسي الآخرين دون إذن، تصرفات غير لائقة وتؤثر سلباً على راحة الآخرين. التفاعل الإيجابي مع الطاقم والتعامل بأدب وهدوء يعكس احترام المسافر لنفسه وللآخرين، ويضمن رحلة أكثر سلاسة لجميع الأطراف.

جدول توضيحي لأهم الممارسات الخاطئة وتأثيراتها

الخاتمة

تتطلب تجربة السفر الجوي وعياً وتفهماً لظروف الرحلة والتحديات المصاحبة لها، إذ أن كثيراً من المشاكل التي تواجه المسافر لا تكون نتيجة لعوامل خارجية، بل ترتبط بعاداته وسلوكياته الشخصية. ومن خلال تجنب الممارسات السبع الواردة أعلاه، يمكن تحسين جودة الرحلة، والحفاظ على الصحة العامة، وضمان تفاعل إيجابي مع الطاقم والمسافرين.

إن المسافر الذكي هو من يعي أن الطائرة ليست مجرد وسيلة نقل، بل بيئة متكاملة تتطلب احتراماً للذات وللآخرين، وانضباطاً في السلوك واختيارات محسوبة في ما يخص الغذاء، الحركة، النظافة، واللباس. وبهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق تجربة طيران متوازنة وآمنة وخالية من المنغصات.

المراجع:

• International Air Transport Association (IATA), Passenger Travel Tips

• Mayo Clinic, Deep vein thrombosis (DVT): Prevention and symptoms