خطوات صبغ الشعر: دليل شامل للحصول على لون مثالي وصحي

تُعدّ صبغة الشعر واحدة من أهم تقنيات التجميل والعناية الشخصية التي اعتمدتها النساء والرجال على حدّ سواء عبر العصور. الصبغة لم تعد فقط وسيلة لتغيير المظهر أو إخفاء الشيب، بل أصبحت وسيلة للتعبير عن الهوية، والتجديد، والموضة. ومع التطورات التكنولوجية في صناعة مستحضرات التجميل، باتت عملية صبغ الشعر أكثر أمانًا، وتوفّر نتائج أكثر دقة وثباتًا.

ومع ذلك، فإن الحصول على نتيجة مثالية في صبغ الشعر لا يعتمد فقط على اختيار اللون المناسب، بل يرتبط أيضًا بمعرفة الخطوات الصحيحة، والتحضير الجيد، وفهم الفروق بين أنواع الصبغات المختلفة، إلى جانب العناية بالشعر قبل وبعد الصبغة.

في هذا المقال الموسّع، يتم تقديم دليل علمي ومفصّل حول خطوات صبغ الشعر بشكل احترافي في المنزل أو في صالون التجميل، مع التركيز على كل مرحلة بدءًا من التحضير وانتهاءً بالحفاظ على اللون.

أولاً: فهم أنواع صبغات الشعر

قبل البدء بأي خطوة عملية، من الضروري التمييز بين الأنواع المختلفة للصبغات، لأنها تؤثر بشكل مباشر على الخطوات المُتبعة، ومدى دوام اللون، ومدى تأثر الشعر بالمواد الكيميائية.

1. الصبغة المؤقتة

لا تخترق جذع الشعرة وتزول بعد غسلات قليلة (عادة 1-3 مرات). مثالية للتجارب السريعة أو لإضافة لمعة أو لون مؤقت.

2. الصبغة شبه الدائمة

تستمر حتى 8 غسلات، ولا تحتوي غالبًا على الأمونيا. تناسب من يرغبون بتغيير مؤقت دون الإضرار بالشعر.

3. الصبغة الدائمة

تتغلغل داخل الشعرة وتدوم لفترات طويلة. تُستخدم في تغطية الشيب وتغيير اللون بالكامل، لكنها تحتوي على مكونات قوية مثل الأمونيا والبيروكسيد.

4. الصبغة النباتية (مثل الحناء)

مصنوعة من مكونات طبيعية، وغالبًا ما تُستخدم لتلوين الشعر بدرجات حمراء وبرتقالية. آمنة نسبيًا ولكن يصعب تغيير لونها لاحقًا.

ثانياً: التحضير قبل الصبغة

التحضير السليم يُعدّ من أهم المراحل التي تضمن نتائج مرضية عند صبغ الشعر.

1. اختبار الحساسية

يُنصح دائمًا بعمل اختبار للحساسية قبل استخدام أي نوع من الصبغات، خاصة إذا كانت تحتوي على أمونيا أو بيروكسيد. يتم وضع القليل من الصبغة خلف الأذن أو على الساعد ومراقبة أي تفاعل خلال 48 ساعة.

2. التحقق من حالة الشعر

يُفضل تجنب الصبغة إذا كان الشعر ضعيفًا أو تالفًا بسبب الفرد أو التصفيف الحراري أو المعالجات الكيميائية الأخرى. في هذه الحالة، يجب تحسين صحة الشعر أولاً من خلال الزيوت المغذية والماسكات.

3. عدم غسل الشعر مباشرة

من الأفضل أن يكون الشعر غير مغسول لمدة 24 إلى 48 ساعة قبل الصبغة، لأن الزيوت الطبيعية التي تفرزها فروة الرأس توفر طبقة حماية ضد التهيّج.

4. اختيار اللون المناسب

ينبغي مراعاة لون البشرة، والعينين، والستايل الشخصي عند اختيار اللون. يُنصح باستشارة خبير ألوان إذا كان اللون المختار يتطلب سحب لون أو تفتيح جذري.

ثالثاً: الأدوات اللازمة لعملية الصبغ

لضمان عملية صبغ منظمة وخالية من الفوضى، يجب تجهيز الأدوات التالية:

• مشط واسع الأسنان

• كيس أو غطاء بلاستيكي للرأس

• وعاء بلاستيكي لخلط الصبغة (يُمنع استخدام المعدن)

• فرشاة توزيع الصبغة

• قفازات بلاستيكية

• مشابك لتقسيم الشعر

• ساعة توقيت أو مؤقت

• مناديل ورقية أو فوط لحماية الملابس والرقبة

رابعاً: خطوات تطبيق الصبغة

1. تقسيم الشعر

يُقسم الشعر إلى أربعة أجزاء رئيسية باستخدام مشابك الشعر. هذا التقسيم يسهّل توزيع الصبغة بالتساوي على كل أجزاء الشعر.

2. تحضير خليط الصبغة

يُتبع الدليل المرفق مع عبوة الصبغة لخلط اللون والمؤكسد (غالبًا بنسبة 1:1)، ويُقلب جيدًا حتى يتجانس الخليط.

3. تطبيق الصبغة على الجذور

يُبدأ أولاً بتطبيق الصبغة على الجذور، خصوصًا إذا كان الهدف هو تغطية الشيب، لأن الجذور تحتاج وقتًا أطول لامتصاص اللون.

4. توزيع الصبغة على باقي الشعر

بعد تغطية الجذور، يُوزّع باقي الخليط على أطوال الشعر بالتساوي، ويُمشط الشعر بمشط واسع لضمان تغطية كاملة.

5. ترك الصبغة لمدة محددة

يُترك الخليط على الشعر لمدة تتراوح بين 25 إلى 45 دقيقة حسب التعليمات، دون زيادة الوقت لتجنب الإضرار بالشعر أو تحوّل اللون.

6. الشطف والغسل

يُشطف الشعر بالماء الفاتر جيدًا حتى يخرج الماء صافياً، ثم يُستخدم شامبو خاص للشعر المصبوغ وبلسم مرطّب.

خامساً: العناية بالشعر بعد الصبغة

الحفاظ على صحة الشعر المصبوغ يحتاج إلى روتين عناية خاص، لأن المواد الكيميائية تؤثر على تركيب الشعرة وتُضعفها مع الوقت.

1. استخدام منتجات مخصصة للشعر المصبوغ

تشمل الشامبو، والبلسم، والماسكات التي تحافظ على اللون وتحمي الطبقة الخارجية للشعرة.

2. تقليل عدد مرات غسل الشعر

كلما زاد عدد مرات غسل الشعر، كلما فُقد اللون بسرعة. يُفضّل غسل الشعر مرتين فقط في الأسبوع.

3. تجنب الماء الساخن

الماء الساخن يفتح مسامات الشعرة، مما يسرّع من فقدان اللون. يُنصح باستخدام الماء الفاتر أو البارد.

4. تجنّب أدوات التصفيف الحرارية

الحرارة تؤثر سلبًا على اللون وجودة الشعر. إذا كان لا بد من استخدامها، يجب وضع واقي حرارة قبل التصفيف.

5. التغذية السليمة

تناول الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، والزنك، وأوميغا 3 يُعزز من صحة الشعر ويُقلل من تساقطه بعد الصبغة.

جدول يوضح الفرق بين أنواع الصبغات من حيث المكونات، الثبات، والأثر على الشعر

سادساً: تصحيح الأخطاء الشائعة في صبغ الشعر

حتى مع الالتزام بجميع التعليمات، قد تحدث بعض الأخطاء التي يمكن تصحيحها بسهولة إذا عُرفت طريقة التعامل معها.

1. لون أغمق من المطلوب

يمكن استخدام شامبو مضاد للقشرة أو ماسك مخصص لسحب اللون لمدة يومين متتالين لتخفيف اللون.

2. تباين اللون بين الجذور والأطراف

يحدث غالبًا إذا كانت الأطراف متضررة أو سبق صبغها. يُنصح بتوحيد اللون في جلسة لاحقة باستخدام صبغة خالية من الأمونيا.

3. احمرار فروة الرأس

قد يشير إلى حساسية أو تفاعل كيميائي. يجب غسل الشعر فورًا بالماء البارد ووضع كريم مهدئ على الفروة.

4. ثبات اللون على الجلد

يُنصح بدهن خط الشعر بالفازلين قبل الصبغة. وإذا ظهرت بقع، يمكن مسحها بالكحول الطبي أو زيت الأطفال.

سابعاً: صبغ الشعر في الصالون مقابل المنزل

يُفضّل العديد من الأشخاص صبغ شعرهم في المنزل لتوفير الوقت والتكلفة، ولكن هناك فروق مهمة بين الطريقتين.

الصبغ في المنزل

• أكثر اقتصادية

• يناسب الصبغات البسيطة أو الألوان القريبة من اللون الأصلي

• يتطلب معرفة تقنية مسبقة

الصبغ في الصالون

• إشراف متخصص

• مناسب لتغييرات اللون الجذرية أو تصحيح لون سابق

• يُستخدم فيه منتجات ذات جودة أعلى غالبًا

ثامناً: متى يجب الامتناع عن صبغ الشعر؟

هناك حالات يُنصح فيها بعدم صبغ الشعر مؤقتًا:

• بعد المعالجة بالكيراتين أو البروتين بأقل من أسبوعين

• عند وجود جروح أو التهابات في فروة الرأس

• في فترات الحمل، خاصة في الأشهر الأولى

• عند وجود تساقط شديد أو ضعف في البصيلات

• بعد سحب اللون مباشرة بدون فترة راحة للشعر

المصادر

1. American Academy of Dermatology – Hair Dye Safety Guidelines

2. National Center for Biotechnology Information – Hair Dye Exposure and Hair Health Studies