كيفية صبغ الشعر بطريقة صحيحة: دليل شامل وموسع للعناية والتطبيق

تُعد صبغة الشعر من أكثر الأساليب التجميلية انتشاراً في العالم، إذ تلجأ إليها النساء والرجال على حد سواء لتجديد مظهرهم، أو لإخفاء الشيب، أو لمجرد التغيير وكسر الروتين. إلا أن صبغ الشعر لا يُعتبر مجرد عملية تجميلية عابرة، بل هو إجراء يتطلب فهماً دقيقاً لطبيعة الشعر، واختيار المنتجات المناسبة، واتباع خطوات دقيقة لضمان أفضل النتائج، دون التسبب بأضرار للشعر أو فروة الرأس.

في هذا المقال المفصل، سيتم استعراض جميع الجوانب المتعلقة بعملية صبغ الشعر، من الناحية التقنية والصحية والتجميلية، مستندين إلى أفضل الممارسات المهنية والنصائح المستمدة من خبراء التجميل والعناية بالشعر.

أولاً: فهم بنية الشعر وتأثير الصبغة

قبل التطرق إلى خطوات الصبغ، لا بد من فهم كيفية تفاعل الشعر مع المواد الكيميائية. يتكون الشعر من ثلاث طبقات رئيسية:

• الطبقة الخارجية (القشرة أو الكيوتكل): وهي الطبقة التي تحمي الشعر من العوامل الخارجية.

• الطبقة الوسطى (القشرة الوسطى أو الكورتكس): تحتوي على الميلانين المسؤول عن لون الشعر الطبيعي.

• الطبقة الداخلية (النخاع): غالباً ما تكون غير متأثرة في عملية الصبغ.

عند تطبيق الصبغة، تعمل المواد الكيميائية على فتح الطبقة الخارجية للسماح بمرور اللون إلى الكورتكس حيث يتم تغيير اللون الأصلي.

ثانياً: أنواع صبغات الشعر

تنقسم صبغات الشعر إلى عدة أنواع رئيسية، ولكل منها خصائص واستخدامات مختلفة:

ثالثاً: التحضير لعملية الصبغ

1. تحليل نوع الشعر وحالته الصحية

• الشعر الجاف أو التالف يتطلب معالجة مسبقة بالزيوت المغذية.

• الشعر المصبوغ مسبقاً يجب تقييم لونه الأساسي لتحديد نتائج اللون الجديد.

2. اختيار اللون المناسب

يُنصح باختيار اللون بناءً على:

• لون البشرة: الألوان الدافئة مثل العسلي والنحاسي تناسب البشرة السمراء، بينما الألوان الباردة مثل الأشقر الرمادي تناسب البشرة الفاتحة.

• لون العينين: يُفضل تنسيق لون الشعر مع لون العين لتعزيز المظهر العام.

• الرغبة في صيانة اللون: الألوان الفاتحة تتطلب صيانة أكثر من الداكنة.

3. اختبار الحساسية

يُعد هذا الاختبار خطوة ضرورية قبل أي صبغة شعر:

• ضع كمية صغيرة من الصبغة خلف الأذن أو على الساعد وانتظر 48 ساعة.

• في حال عدم ظهور أي تهيج، يمكن متابعة الاستخدام.

4. تحضير أدوات الصبغ

• فرشاة توزيع الصبغة

• وعاء بلاستيكي لخلط المواد

• قفازات لحماية اليدين

• مشابك لتقسيم الشعر

• غطاء بلاستيكي للرأس

• ملابس قديمة أو منشفة لحماية الملابس

رابعاً: خطوات صبغ الشعر بطريقة صحيحة

1. تقسيم الشعر

يتم تقسيم الشعر إلى أربعة أقسام متساوية باستخدام المشابك، لضمان توزيع متساوٍ للصبغة.

2. تحضير الصبغة

• امزجي اللون مع الأوكسجين (المُظهر) حسب التعليمات.

• الأوكسجين يتوفر بتركيزات مختلفة: 10% لتغميق اللون، 20% لتغطية الشيب، 30% لتفتيح اللون درجة أو درجتين.

3. تطبيق الصبغة

• ابدئي بالجذور: لأنها تأخذ وقتاً أطول في التشبع باللون.

• بعد 15 دقيقة، وزعي الصبغة على كامل الشعر حتى الأطراف.

• غطي الشعر بالغطاء البلاستيكي.

4. وقت الانتظار

• يُحدد حسب نوع الشعر ونوع الصبغة، وعادة ما يتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة.

• تجنبي تجاوز الوقت المحدد لتفادي الإضرار بالشعر.

5. غسل الشعر

• اغسلي الشعر جيداً بالماء الدافئ حتى تزول بقايا الصبغة.

• استخدمي شامبو خاص للشعر المصبوغ وبلسم مرطب لتثبيت اللون.

خامساً: العناية بالشعر بعد الصبغة

العناية بالشعر المصبوغ هي الخطوة التي تضمن بقاء اللون حيوياً وصحة الشعر لأطول فترة ممكنة.

1. استخدام منتجات مخصصة

• شامبو وبلسم خالي من الكبريتات (Sulfate-Free)

• ماسكات مغذية تحتوي على البروتين والكيراتين

2. تجنب غسل الشعر يومياً

• الغسل المفرط يؤدي إلى زوال اللون بسرعة.

• يُنصح بغسل الشعر من 2 إلى 3 مرات أسبوعياً.

3. تجنب استخدام الماء الساخن

• الماء الساخن يفتح مسام الشعر، مما يؤدي إلى فقدان اللون.

• يُفضل استخدام الماء الفاتر أو البارد للشطف النهائي.

4. الحماية من أشعة الشمس

• الأشعة فوق البنفسجية تبهت اللون وتضعف الشعر.

• يُفضل ارتداء قبعة أو استخدام بخاخ حماية من الشمس.

سادساً: صبغ الشعر في المنزل مقابل صالونات التجميل

المزايا والعيوب:

متى يفضل الذهاب إلى الصالون؟

• عند الرغبة في صبغة متعددة الألوان أو تقنيات معقدة مثل “البالياج” أو “الأومبريه”.

• إذا كان الشعر تالفاً ويحتاج إلى عناية متخصصة.

• عند الحاجة إلى تصحيح لون صبغة سابقة غير ناجحة.

سابعاً: أخطاء شائعة يجب تجنبها

• عدم إجراء اختبار الحساسية

• تطبيق الصبغة على الشعر المتسخ بشدة أو المبلل تماماً

• تجاوز وقت الصبغة الموصى به

• استخدام نوع غير مناسب من الأوكسجين

• إهمال العناية بالشعر بعد الصبغ

ثامناً: استخدام المواد الطبيعية في الصبغ

العديد من الأشخاص يتجهون إلى الحلول الطبيعية لتجنب المواد الكيميائية. من بين أبرز المكونات الطبيعية المستخدمة:

• الحناء: تمنح لوناً أحمر نحاسياً مع تغذية الشعر.

• الكركم: يستخدم لتفتيح الشعر ومنحه لوناً ذهبياً.

• القهوة أو الشاي الأسود: يُستخدم لتغميق لون الشعر.

لكن من المهم ملاحظة أن النتائج الطبيعية غالباً ما تكون خفيفة وغير دائمة، وتتطلب تكرار العملية عدة مرات.

تاسعاً: صبغ الشعر أثناء الحمل أو الرضاعة

رغم أن بعض الدراسات لم تثبت ضرر الصبغات بشكل مباشر على الحامل أو المرضع، إلا أن العديد من الخبراء ينصحون بـ:

• تجنب الصبغات الكيميائية خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

• اختيار صبغات خالية من الأمونيا والمواد الضارة.

• استخدام الصبغات النباتية كبديل مؤقت.

عاشراً: تكرار الصبغة ومدى الأمان

تكرار صبغ الشعر بشكل متقارب قد يؤدي إلى:

• تلف الشعر: بسبب تكرار فتح القشرة الخارجية.

• جفاف وتقصف: نتيجة التفاعلات الكيميائية.

• تغير في ملمس الشعر: حيث يصبح أكثر خشونة أو هشاشة.

لذا يُفضل الانتظار من 6 إلى 8 أسابيع بين كل صبغة وأخرى، مع تطبيق العلاجات المغذية والماسكات باستمرار.

المصادر:

• Mayo Clinic: Hair Dye Safety

• American Academy of Dermatology: Hair Dyeing Recommendations

هذا المقال يمثل دليلاً شاملاً لكل من يرغب في صبغ شعره بطريقة صحيحة وآمنة، مع الأخذ بعين الاعتبار كافة التفاصيل المتعلقة بنوع الشعر واللون والصحة العامة، لضمان نتائج جميلة ودائمة دون الإضرار بصحة الشعر وفروة الرأس.