8 أعراض لاكتئاب ما بعد الولادة عليكِ أن تعرفيها
يعد اكتئاب ما بعد الولادة من الحالات النفسية الشائعة التي تصيب العديد من النساء بعد ولادتهن، حيث تتراوح حدتها بين حالات خفيفة وأخرى قد تكون شديدة، ما يؤثر على صحة الأم النفسية والعاطفية. رغم أن معظم الأمهات يتوقعن تجربة الفرح والسعادة بعد قدوم مولودهن، إلا أن الاكتئاب يمكن أن يعكر صفو هذه اللحظة، مما يجعله من المواضيع المهمة التي يجب مناقشتها والاهتمام بها.
الاكتئاب بعد الولادة لا يتعلق بالضعف الشخصي، بل هو حالة طبية تحتاج إلى علاج ورعاية خاصة. في هذا المقال، سنتناول 8 أعراض شائعة لاكتئاب ما بعد الولادة يجب على كل أم أن تكون على دراية بها لتتمكن من التعامل معها بشكل مناسب.
1. الحزن الشديد والمستمر
من أبرز الأعراض التي تظهر على الأم بعد الولادة هو الشعور بالحزن العميق والمستمر. قد تشعر الأم في البداية بالبهجة عند قدوم طفلها، ولكن هذا الحزن قد يبدأ في الظهور بعد مرور بضعة أيام أو أسابيع. قد تشعر الأم بأنها لا تستمتع بالأشياء التي كانت تحبها سابقاً، وقد تبدو الحياة بالنسبة لها بلا أمل أو متعة.
يعتبر هذا الشعور طبيعياً في الأيام الأولى بعد الولادة، ولكنه يصبح مقلقاً إذا استمر لفترة طويلة أو زاد عن الحد، مما يعكس الاكتئاب ما بعد الولادة.
2. الشعور بالذنب والعجز
قد تعاني الأمهات المصابات بالاكتئاب ما بعد الولادة من مشاعر قوية بالذنب والعجز. تشعر بعض الأمهات بأنهن غير قادرات على تلبية احتياجات طفلهن أو أنهن لا يقومون بدورهن كأمهات بالشكل المطلوب. هذه المشاعر قد تجعلها تشعر بأنها فشلت أو لم تكن كافية.
قد يكون الشعور بالعجز أكثر حدة إذا كانت الأم لا تستطيع التكيف مع التغيرات التي يمر بها جسمها أو حياتها، أو إذا كانت تواجه صعوبة في التعامل مع روتين الطفل الجديد.
3. القلق المفرط والخوف
الشعور بالقلق هو أحد الأعراض المميزة لاكتئاب ما بعد الولادة، وقد يترافق مع شعور بالخوف من الأشياء الصغيرة أو من عدم القدرة على رعاية الطفل بالشكل الصحيح. قد تشعر الأم بالقلق بشكل غير مبرر حول صحة الطفل أو حول قدرتها على الاعتناء به. في بعض الحالات، قد تكون هذه المخاوف مفرطة وتؤثر على قدرة الأم على التفاعل بشكل طبيعي مع المواقف اليومية.
قد يصاحب هذا القلق توتر في العضلات، صعوبة في النوم، وزيادة في معدل ضربات القلب.
4. التعب الشديد وفقدان الطاقة
التعب هو من الأعراض التي قد تشعر بها العديد من الأمهات بعد الولادة، لكن في حالة اكتئاب ما بعد الولادة، يمكن أن يكون التعب غير مبرر ويؤثر بشكل أكبر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية. قد تشعر الأم بأنها لا تستطيع النهوض من السرير أو أنها غير قادرة على أداء مهامها المعتادة حتى وإن كانت قد حصلت على قسط من الراحة.
هذا الشعور المستمر بالإرهاق قد يجعل الأم تشعر بأنها عالقة في دوامة لا تنتهي، مما يزيد من تأثير الاكتئاب عليها.
5. عدم الرغبة في التواصل الاجتماعي
من الأعراض الأخرى الشائعة لاكتئاب ما بعد الولادة هو الرغبة في العزلة والابتعاد عن الأشخاص الآخرين. قد تشعر الأم بأنها لا ترغب في التفاعل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، وتفضل البقاء بمفردها. قد تتجنب الحديث عن مشاعرها أو لا تشعر بأنها قادرة على التعامل مع الزيارات أو الاجتماعات الاجتماعية.
في حالات شديدة من الاكتئاب، قد تجد الأم صعوبة في التواصل مع شريك حياتها أو حتى مع طفلها.
6. تغيرات في النوم والشهية
تغيرات النوم والشهية قد تكون علامة على الاكتئاب ما بعد الولادة. قد تعاني الأم من صعوبة في النوم، حيث تجد نفسها مستيقظة لساعات طويلة ليلاً، رغم أنها تشعر بالإرهاق الشديد. قد تؤدي هذه الحالة إلى تأثيرات سلبية على صحتها الجسدية والعقلية.
على الجانب الآخر، قد تعاني بعض الأمهات من زيادة في النوم (النوم لفترات طويلة) أو قلة في النوم، وهو ما يعكس اضطراباً في إيقاع الجسم الطبيعي.
أما فيما يتعلق بالشهية، فقد تشعر بعض الأمهات بفقدانها تماماً، في حين قد تلجأ أخريات إلى تناول الطعام بشكل مفرط في محاولة للتعامل مع مشاعر الحزن والقلق.
7. الأفكار السلبية والعدوانية
الأفكار السلبية هي جزء كبير من تجربة الاكتئاب ما بعد الولادة، وقد تشمل التفكير في العجز التام أو الخوف من عدم القدرة على تحمل المسؤولية. في بعض الحالات، قد تبدأ الأم في التفكير بشكل مفرط في احتمالية أن تصبح غير قادرة على توفير أفضل رعاية لطفلها.
وفي حالات نادرة، قد تظهر لدى بعض الأمهات أفكار عدوانية تجاه أنفسهن أو تجاه أطفالهن، وهو ما يتطلب تدخلاً فورياً. إذا كان هناك أي نوع من هذه الأفكار، يجب الحصول على دعم متخصص لتجنب أي تصرفات قد تؤذي الأم أو الطفل.
8. الشعور بالتقلبات المزاجية الشديدة
قد تشعر الأم بتقلبات مزاجية حادة وسريعة بعد الولادة، حيث تنتقل من حالات الفرح العارم إلى الحزن العميق بشكل غير مبرر. هذه التقلبات قد تجعل الأم تشعر بأنها غير قادرة على التحكم في مشاعرها، مما يزيد من شعورها بالعزلة والقلق.
قد يكون هذا التغيير السريع في المزاج مرتبطًا بالاضطرابات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة، ولكن إذا استمرت التقلبات بشكل غير طبيعي أو أثرت على جودة الحياة اليومية، فيجب التوجه للحصول على الدعم النفسي.
كيفية التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة
إن اكتئاب ما بعد الولادة ليس شيئاً يجب أن تتجاهليه أو تخجلي منه. يجب أن تكوني على دراية بأنك لستِ وحدك في هذا التحدي، وأن العديد من الأمهات يمرون بهذه المرحلة. أول خطوة هي التعرف على الأعراض والاعتراف بها، ثم البحث عن الدعم سواء من الأطباء أو من الداعمين المقربين.
قد يتطلب الأمر بعض الوقت للتعافي من الاكتئاب ما بعد الولادة، وقد يشمل العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج بالأدوية في بعض الحالات. من المهم أن تتذكر الأم أن هناك أملًا في التعافي، وأن التحدث عن مشاعرها وطلب المساعدة هو جزء أساسي من رحلة الشفاء.
