طريقة تغيير الحفاض لحديثي الولادة

الطريقة الصحيحة لتغيير الحفاض لحديثي الولادة

يُعد تغيير الحفاض من المهام الأساسية اليومية التي يواجهها الأهل، وخاصة الأمهات الجدد، في بداية رحلتهم مع حديثي الولادة. ورغم بساطة المهمة في ظاهرها، إلا أن تنفيذها بطريقة صحيحة وآمنة يتطلب الانتباه والدقة، إذ أن بشرة الرضيع حساسة جداً ويمكن أن تتأثر سريعاً بأي خطأ أو إهمال، مما قد يؤدي إلى التهابات جلدية أو انزعاج دائم للطفل. سنعرض في هذا المقال الموسع الطريقة الصحيحة لتغيير الحفاض، مع الإشارة إلى الأدوات الأساسية، والممارسات الصحية، والنصائح الطبية التي يوصي بها أطباء الأطفال.

أهمية تغيير الحفاض بشكل منتظم

تغيير الحفاض لا يُعد فقط مسألة نظافة، بل هو أمر ضروري لصحة الرضيع وسلامة بشرته، ومن أبرز فوائده:

• الوقاية من التهابات الحفاض: الحفاض المتّسخ يحتوي على الرطوبة والبول والبراز، وكلها عوامل تؤدي إلى تهيج البشرة والتهابها.

• تجنب تسلخ الجلد: الجلد الرطب المعرض للاحتكاك المستمر يمكن أن يتعرض للتسلخ والتقرحات المؤلمة.

• الحفاظ على راحة الطفل: الطفل المرتاح في حفاض نظيف سيكون أكثر هدوءاً ونوماً واستقراراً.

• المساهمة في ملاحظة أي تغيّرات صحية: أثناء تغيير الحفاض يمكن ملاحظة تغيرات في البول أو البراز مثل وجود دم أو مخاط، وهي مؤشرات مهمة على صحة الرضيع.

عدد مرات تغيير الحفاض لحديثي الولادة

حديثو الولادة يتبولون ويتغوطون بشكل متكرر نتيجة لتغذيتهم المستمرة بالحليب. ولذلك ينصح بتغيير الحفاض كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، أو فور اتساخه. ويُقدّر أن يحتاج الطفل في أول شهر من عمره إلى ما بين 10 إلى 12 حفاضاً يومياً. هذا المعدل يقل تدريجياً مع مرور الأسابيع، لكن من الضروري الاستمرار في المراقبة المستمرة.

الأدوات اللازمة لتغيير الحفاض

قبل الشروع في تغيير الحفاض، ينبغي تجهيز الأدوات التالية:

الخطوات الصحيحة لتغيير الحفاض

1. غسل اليدين جيداً
   
   يجب غسل اليدين بالماء والصابون قبل لمس الطفل لضمان النظافة ومنع انتقال الجراثيم.

2. تحضير جميع الأدوات مسبقاً
   
   يُنصح بوضع كل الأدوات بالقرب منك قبل البدء، حتى لا تضطر لترك الطفل وحده.

3. وضع الطفل على سطح آمن
   
   يتم وضع الرضيع على طاولة التغيير أو على سطح نظيف ومستوٍ مع تغطيته بمنشفة ناعمة.

4. خلع الحفاض المتسخ
   
   يُفتح الحفاض برفق، وإذا كان هناك براز يُستخدم الحفاض نفسه في إزالة الجزء الأكبر منه قبل استخدام المناديل أو الماء.

5. تنظيف المنطقة التناسلية بعناية

   • يُستخدم منديل مبلل أو قطعة قطن مبللة بالماء الفاتر.

   • يجب التنظيف من الأمام إلى الخلف، خاصة عند الإناث، لتفادي انتقال البكتيريا من فتحة الشرج إلى المهبل.

   • عند الذكور، يجب تنظيف تحت الخصيتين وعلى امتداد القضيب، دون شد القلفة إذا لم تُجرى عملية الختان بعد.

6. تجفيف الجلد جيداً
   
   يُجفف الجلد بلطف باستخدام منشفة قطنية دون الفرك لتفادي التهيج.

7. وضع كريم واقٍ
   
   يُستخدم كريم يحتوي على أكسيد الزنك أو غيره من المكونات الواقية لتشكيل طبقة تحمي الجلد من الرطوبة.

8. تغيير الحفاض
   
   يُوضع الحفاض النظيف تحت الطفل، وتُثبّت الأطراف بإحكام لكن دون شدّ مفرط لتفادي الضغط على البطن.

9. التخلص من الحفاض المتسخ وغسل اليدين
   
   يُلف الحفاض المتسخ ويُوضع في كيس بلاستيكي أو في سلة نفايات مخصصة، ثم يُعاد غسل اليدين بالصابون.

احتياطات مهمة عند تغيير الحفاض

• عدم ترك الطفل وحده أثناء التغيير حتى لو لثوانٍ، لتفادي خطر السقوط.

• عدم الإفراط في استخدام المناديل المعطرة خاصة في الأسابيع الأولى، لأنها قد تسبب تهيج البشرة.

• الانتباه لأي علامات طفح أو احمرار وتغيير نوع الحفاض أو الكريم إذا استمر التهيج.

• الاهتمام بمقاس الحفاض إذ إن المقاس غير المناسب قد يسبب تسرباً أو انزعاجاً أو حتى تسلخات.

الطفح الجلدي الناتج عن الحفاض: الأسباب والوقاية

من أكثر المشكلات شيوعاً بين حديثي الولادة، ويمكن أن تكون نتيجة:

• ترك الحفاض المتسخ لفترة طويلة.

• استخدام منتجات تحتوي على مواد كيميائية أو عطور.

• الاحتكاك المستمر في الجلد الرطب.

• العدوى الفطرية أو البكتيرية.

الوقاية تشمل:

• تغيير الحفاض بانتظام.

• استخدام كريم وقائي في كل مرة.

• تعريض الطفل لبعض الوقت من دون حفاض يومياً للسماح للجلد بالتنفس.

• اختيار حفاض عالي الامتصاص وذو نوعية جيدة.

أنواع الحفاضات المناسبة لحديثي الولادة

الحفاضات تختلف من حيث الحجم، الامتصاص، المواد المستخدمة، والتهوية. ويفضل:

• اختيار حفاضات مخصصة لحديثي الولادة (NB أو Size 0).

• أن تكون الحفاضات ناعمة من الداخل ومناسبة للبشرة الحساسة.

• أن تحتوي على مؤشر رطوبة لتسهيل معرفة الوقت المناسب للتغيير.

• أن تكون خالية من الكلور والعطور.

نصائح إضافية لرعاية بشرة الرضيع أثناء تغيير الحفاض

• يمكن استخدام زيت طبيعي مثل زيت الزيتون أو زيت اللوز الحلو بعد التنظيف بدلاً من الكريمات التجارية، بشرط التأكد من نقائه.

• عند ظهور طفح جلدي غير معتاد أو متكرر، يُنصح بمراجعة طبيب الأطفال.

• من الأفضل ترك الطفل بدون حفاض لفترة قصيرة خلال اليوم، للسماح بتهوية الجلد وتجفيف أي رطوبة زائدة.

• التغيير الليلي للحفاض ضروري، خصوصاً في حال البلل الشديد أو التبرز، لتجنب التهابات الجلد.

تغيير الحفاض ليلاً دون إزعاج نوم الطفل

لتقليل تأثير تغيير الحفاض على نوم الطفل:

• استخدم إضاءة خافتة.

• حضّر كل الأدوات مسبقاً بجانب سرير الطفل.

• قم بالتغيير بهدوء دون تحريك الطفل كثيراً.

• استخدم حفاضات ذات امتصاص عالي ليلاً لتقليل عدد مرات التغيير.

متى يجب زيارة الطبيب بسبب الحفاض؟

في بعض الحالات قد يشير مظهر الجلد إلى مشكلة تتطلب استشارة طبية، مثل:

• استمرار طفح الحفاض لأكثر من 3 أيام رغم العلاج.

• ظهور بثور أو تقرحات أو تقشير واسع للجلد.

• وجود دم في البراز أو البول.

• ارتفاع في درجة الحرارة مصاحب لطفح الحفاض.

خاتمة

إن تغيير الحفاض لحديثي الولادة هو مهارة تُكتسب بالتجربة والممارسة، لكن أهم ما فيها هو الحرص على النظافة والدقة والانتباه. الاهتمام بهذه التفاصيل الصغيرة يعكس رعاية صحية شاملة تضمن راحة الرضيع وسلامته في هذه المرحلة الحساسة من حياته. يتطلب الأمر وعياً بالتفاصيل، وانتباهاً للعلامات المبكرة لأي مشاكل صحية، ويُعد من الركائز الأساسية لبناء علاقة حميمة ودافئة بين الأم وطفلها.

المراجع:

1. American Academy of Pediatrics – Diaper Changing Basics

2. Mayo Clinic – Diaper Rash Prevention and Treatment