طريقة تحضير الرواني خطوة بخطوة

عمل الرواني: تقليد ثقافي ورمزي في المأكولات العربية

يعتبر الرواني من أشهر الحلويات العربية التي تحظى بشعبية واسعة في العديد من الدول العربية، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وبلاد الشام. هو أحد أنواع الكعك الذي يتم تحضيره بطريقة تقليدية، ويتميز بمذاقه الفريد وقوامه الإسفنجي. يعود تاريخ الرواني إلى العصور الإسلامية القديمة، حيث كان يُعدّ في المناسبات والاحتفالات الخاصة.

في هذا المقال، سنتناول تفاصيل إعداد الرواني، تاريخه الثقافي، مكوناته الأساسية، طرق تحضيره المختلفة، والاختلافات الإقليمية في إعداد هذا الطبق الشهير.

تاريخ الرواني

الرواني هو كعك تقليدي يُعتقد أن جذوره تعود إلى منطقة الأناضول في تركيا، حيث يُقال إن هذا النوع من الحلويات انتشر عبر الإمبراطورية العثمانية ليصل إلى بلاد الشام ومصر والجزائر والمغرب. يحمل هذا النوع من الكعك العديد من الأبعاد الثقافية التي تعكس تأثر المطبخ العربي بالتقاليد العثمانية.

قد يكون اسم “الرواني” مشتقًا من كلمة “رُوان” التي تعني “الراحة” أو “الاسترخاء” باللغة التركية، مما يعكس فكرة التمتع بمذاق الحلوى مع فنجان من الشاي أو القهوة، وهي عادة شائعة في الثقافة العربية.

تزامن انتشار الرواني مع فترة انتشار الحلوى المصنوعة من السميد والسكر والزبدة، وهي مكونات كانت متوافرة بكثرة في المنطقة. فقد كان السميد يعد من المكونات الأساسية في الكثير من المأكولات العربية، ويعتبر من العناصر الغذائية الغنية التي تمد الجسم بالطاقة.

المكونات الأساسية لعمل الرواني

تتكون مكونات الرواني الأساسية من:

1. السميد الناعم: يعتبر السميد المكون الرئيسي في الرواني، حيث يمنح الحلوى قوامها الإسفنجي المميز.

2. السكر: يتم إضافة السكر للتحلية، حيث يُعتبر العنصر الأساسي لضمان المذاق الحلو.

3. الزبدة أو السمنة: تضفي الزبدة أو السمنة على الرواني قوامًا رطبًا ولذيذًا.

4. البيض: يستخدم البيض لتحسين القوام وزيادة الغزارة.

5. البيكنج باودر: يساعد البيكنج باودر في جعل الرواني خفيفًا ويزيد من ارتفاعه.

6. الحليب: يُستخدم الحليب لإضفاء طراوة على العجينة.

7. الفانيليا أو ماء الورد: تُضاف بعض النكهات لتحسين الطعم، وتعد الفانيليا وماء الورد من أشهر النكهات المستخدمة في تحضير الرواني.

8. الشربات أو القطر: يتم سكب القطر المحلى على الرواني بعد خبزه ليعطيه حلاوة إضافية ويسهم في ترطيب الكعكة.

تتمثل إحدى أبرز ميزات الرواني في تعدد طرق تحضيره، حيث يمكن تغيير بعض المكونات أو إضافة مكونات أخرى بحسب الذوق الشخصي أو المنطقة الجغرافية. على سبيل المثال، يمكن استخدام جوز الهند المبشور أو المكسرات مثل اللوز والفستق لتزيين سطح الرواني أو حتى إضافتها إلى العجينة.

طرق تحضير الرواني

تعد طريقة تحضير الرواني بسيطة نسبيًا، لكنها تتطلب بعض الحذر للحصول على القوام المثالي. هناك عدة طرق شائعة لتحضير الرواني، وسنستعرض بعضها:

1. الطريقة التقليدية:

• المكونات:

  • 2 كوب سميد ناعم

  • 1 كوب سكر

  • 1/2 كوب زبدة

  • 4 بيضات

  • 1 ملعقة صغيرة بيكنج باودر

  • 1/2 كوب حليب

  • 1 ملعقة صغيرة فانيليا

  • 1/2 كوب ماء الورد

  • 1 كوب قطر

• طريقة التحضير:

  1. سخّن الفرن على درجة حرارة 180 مئوية.

  2. في وعاء كبير، امزج السميد والسكر والبيكنج باودر.

  3. في وعاء آخر، اخفق البيض مع الزبدة الذائبة حتى يصبح الخليط كريميًا.

  4. أضف الحليب والفانيليا وماء الورد إلى خليط البيض.

  5. امزج الخليط الجاف مع السائل تدريجيًا حتى تحصل على عجينة سميكة.

  6. صب العجينة في قالب مدهون بالزبدة أو مغطى بورق الزبدة.

  7. اخبز الكعكة في الفرن لمدة 30-40 دقيقة أو حتى تصبح ذهبية اللون.

  8. بعد إخراج الرواني من الفرن، اسكبه بالقطر وهو دافئ ليحصل على طعمه الرطب.

2. الطريقة المبتكرة:

• يمكن إضافة مكونات جديدة مثل جوز الهند المبشور أو اللوز المجروش إلى العجينة لتعزيز النكهة وإضافة لمسة من الملمس المقرمش.

• أيضًا يمكن استبدال الزبدة بالسمنة أو استخدام الحليب المكثف بدلًا من الحليب العادي للحصول على قوام أكثر كثافة.

الاختلافات الإقليمية في تحضير الرواني

تختلف طرق تحضير الرواني من منطقة إلى أخرى، حيث يتم تعديله حسب المكونات المتوفرة في كل منطقة وذوق الناس. على سبيل المثال:

1. الرواني في مصر:
   في مصر، يُعتبر الرواني جزءًا من تقاليد الضيافة في العديد من المناسبات الاجتماعية. يتم تحضيره بطريقة مشابهة لما سبق ذكره، ولكن مع استخدام المكسرات المفرومة مثل الفستق الحلبي أو اللوز لتزيين سطح الكعكة.

2. الرواني في بلاد الشام:
   في بلاد الشام، وخاصة في سوريا ولبنان، يُستخدم ماء الورد بكثرة في تحضير الرواني، ويتم أيضًا إضافة قطر المكسرات إلى الحلوى كعنصر تزييني إضافي. بعض النسخ من الرواني في هذه المنطقة قد تحتوي على طبقة من الكريمة أو الماسكربوني في وسط الكعكة لإضفاء طعم غني ودسم.

3. الرواني في المغرب:
   في المغرب، يتم تحضير الرواني بطريقة مغايرة إلى حد ما، حيث يُضاف الزعفران أو الهيل إلى العجينة. علاوة على ذلك، غالبًا ما يتم تقديمه مع الشاي الأخضر بالنعناع، الذي يعتبر من المشروبات الأساسية في الثقافة المغربية.

الفوائد الصحية للرواني

على الرغم من كونه حلوى غنية بالسكر والسمن، إلا أن الرواني يحتوي على بعض الفوائد الغذائية بسبب مكوناته الأساسية:

• السميد: غني بالألياف والمعادن مثل الحديد والمغنيسيوم، التي تساهم في تحسين الهضم وتزويد الجسم بالطاقة.

• البيض: يحتوي البيض على البروتينات التي تساهم في بناء الأنسجة وتقوية المناعة.

• المكسرات: في حالة إضافتها، تمنح المكسرات الرواني فوائد إضافية، حيث تحتوي على الدهون الصحية التي تحسن صحة القلب.

رغم هذه الفوائد، ينبغي تناول الرواني باعتدال نظرًا لمحتواه العالي من السكريات والسعرات الحرارية.

الختام

يعتبر الرواني أحد الأطباق العربية الشهيرة التي تجمع بين الطعم اللذيذ والتقاليد الثقافية العريقة. تتعدد طرق تحضيره ويمتاز بتنوعه في النكهات والمكونات، مما يجعله من الحلويات المفضلة في العديد من المناسبات الخاصة والعائلية. يتطلب تحضير الرواني الدقة والمهارة لضمان الحصول على النتيجة المثالية من حيث الطعم والقوام، ويمثل جزءًا من الهوية الغذائية التي تبرز التراث العربي في العديد من البلدان.