طريقة تحضير الخنفروش البحريني

الخنفروش البحريني: وصفة تقليدية ونكهة تراثية

يُعد الخنفروش البحريني من أقدم وأشهر الحلويات التقليدية في مملكة البحرين، وهو من الأطباق التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتراث الخليجي بشكل عام، إذ تتشارك بعض دول الخليج في تقديمه بطرق مختلفة وبنكهات متعددة. يتميز الخنفروش بطعمه الغني، وقوامه الهش من الداخل والمقرمش من الخارج، كما أنه يُقدَّم غالبًا في المناسبات الاجتماعية والأعياد، ويشكّل عنصرًا أساسيًا في الموائد الرمضانية لما يحتويه من طاقة وسهولة في التحضير.

يُحضَّر الخنفروش من مكونات بسيطة ومتاحة في معظم البيوت الخليجية، إلا أن سر لذته يكمن في تناسق هذه المكونات ودقة تنفيذ الخطوات. يدخل في تحضيره الطحين والبيض والسكر والهيل وماء الورد والخميرة، ويُقلى في الزيت حتى يأخذ لونًا ذهبيًا جذابًا. يقدَّم مع الشاي العربي أو القهوة الخليجية، مما يزيد من قيمته التراثية والذوقية.

فيما يلي دراسة موسعة لطريقة تحضير الخنفروش البحريني، بداية من المكونات الدقيقة، مرورًا بطريقة الإعداد التفصيلية، وصولًا إلى النصائح التي تضمن نجاح الوصفة، بالإضافة إلى إبراز بعض الفروقات بين أنواعه المحلية في مناطق الخليج العربي المختلفة.

أولًا: المكونات الأساسية للخنفروش البحريني

لتحضير خنفروش تقليدي غني بالنكهات الأصيلة، يجب تجهيز المقادير التالية:

ثانيًا: طريقة التحضير خطوة بخطوة

1. تجهيز الخميرة:

   • في وعاء صغير، يُمزج ربع كوب من الماء الدافئ مع ملعقة صغيرة من الخميرة الفورية وملعقة صغيرة من السكر. يُترك الخليط في مكان دافئ لمدة 10 دقائق حتى يتفاعل الخليط وتبدأ الفقاعات في الظهور.

2. خلط المكونات السائلة:

   • يُخفق البيض مع السكر باستخدام مضرب يدوي أو كهربائي حتى يصبح المزيج خفيفًا وكريمي اللون.

   • يُضاف ماء الورد والهيل المطحون والزعفران المنقوع إلى خليط البيض، مع التحريك المستمر لدمج المكونات جيدًا.

3. إضافة المواد الجافة:

   • يُنخل الدقيق مع الحليب البودرة ثم يُضاف تدريجيًا إلى خليط البيض مع التحريك المستمر.

   • يُضاف خليط الخميرة المجهز مسبقًا ويُخلط حتى تتكوّن عجينة متجانسة ذات قوام يشبه قوام عجينة البان كيك.

4. التخمير:

   • تُغطى العجينة وتُترك في مكان دافئ لمدة 30 إلى 45 دقيقة حتى تختمر ويتضاعف حجمها.

5. القلي:

   • يُسخَّن الزيت في مقلاة عميقة على نار متوسطة.

   • باستخدام ملعقة، يُسكب مقدار صغير من العجينة في الزيت الحار، مع الحرص على عدم تزاحم القطع في المقلاة.

   • تُقلى حتى تكتسب لونًا ذهبيًا من الجانبين، ثم تُرفع وتُوضع على ورق مطبخ لتصفية الزيت الزائد.

6. التقديم:

   • يُقدَّم الخنفروش ساخنًا، ويمكن تزيينه برشة سكر بودرة أو تقديمه مع العسل أو الدبس حسب الرغبة.

ثالثًا: نصائح لضمان نجاح الخنفروش

• درجة حرارة الزيت: يجب أن تكون متوسطة حتى لا يحترق السطح الخارجي قبل نضج الداخل.

• قوام العجينة: يجب أن يكون وسطًا بين السائل والصلب، بحيث يمكن تشكيله بسهولة دون أن ينسكب أو يتكتل.

• عدم الإكثار من الخميرة: تؤدي زيادة الخميرة إلى طعم حاد غير مرغوب فيه، وقد تسبب انتفاخًا مفرطًا للعجينة أثناء القلي.

• استخدام الزعفران والهيل: هذان المكونان يعطيان نكهة بحرينية تقليدية مميزة ويجب عدم الاستغناء عنهما.

• التقليب المستمر أثناء القلي: يضمن توزيع الحرارة بشكل متوازن على جميع الجوانب.

رابعًا: تنوعات الخنفروش في دول الخليج

رغم أن الخنفروش يُعتبر وصفة بحرينية أصيلة، إلا أن له امتدادات واضحة في مطابخ خليجية أخرى، حيث يتم تعديله وفقًا للمكونات المحلية المتوفرة أو حسب الأذواق الشعبية:

• الخنفروش الإماراتي: يُضاف له أحيانًا جوز الهند أو السمسم المحمص لزيادة القرمشة والنكهة.

• الخنفروش القطري: يتميز باستخدام ماء الزهر بدلًا من ماء الورد، ويُقدَّم غالبًا مع شراب التمر.

• الخنفروش الكويتي: يُحضَّر بطريقة أقرب إلى لقيمات، ويُغطى أحيانًا بالعسل أو قطر السكر.

• الخنفروش السعودي (المنطقة الشرقية): يدخل في تحضيره أحيانًا دقيق البر لتعزيز النكهة.

خامسًا: القيم الغذائية

رغم أن الخنفروش من الحلويات المقلية التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة نسبيًا، إلا أن تناوله باعتدال يجعله جزءًا من نظام غذائي متوازن خاصة في الأعياد والمناسبات:

سادسًا: البُعد الثقافي والتراثي للخنفروش

يتجاوز الخنفروش كونه مجرد وصفة تقليدية ليأخذ مكانته كرمز من رموز الضيافة البحرينية. فقد كانت النساء في القرى البحرينية تُبدعن في تحضيره بلمساتهن الخاصة خلال شهر رمضان أو في المناسبات كالأعراس والولائم العائلية. يُحكى أن الخنفروش كان يُحضَّر بشكل جماعي في المجالس، حيث تتشارك النساء في إعداد العجينة والقلي وتقديمه للضيوف. هذه الطقوس المجتمعية جعلت من الخنفروش ليس فقط طبقًا، بل مناسبةً اجتماعية متكاملة تحمل طابعًا حميميًا وتراثيًا أصيلًا.

سابعًا: التخزين والحفظ

الخنفروش من الأطباق التي تُؤكل طازجة، لكن يمكن تخزينه بطريقة صحيحة للحفاظ على نكهته وقوامه:

• الحفظ في الثلاجة: يُمكن وضع الخنفروش بعد أن يبرد في علبة محكمة الإغلاق داخل الثلاجة لمدة لا تتجاوز 3 أيام.

• إعادة التسخين: يُعاد تسخينه في الفرن على حرارة 180 درجة مئوية لمدة 5-7 دقائق أو في مقلاة جافة على نار هادئة دون زيت.

• عدم التجميد: يُفضل عدم تجميد الخنفروش لأنه يفقد قوامه المقرمش وطراوته الداخلية بعد التذويب.

ثامنًا: الخنفروش في الثقافة الشعبية

يحضر الخنفروش في الأمثال الشعبية البحرينية باعتباره رمزًا للكرم والضيافة، كما يرتبط أيضًا بالحنين إلى الماضي وأجواء رمضان القديمة. كثير من كبار السن في البحرين يذكرون الخنفروش بوصفه طبقًا لا تكتمل «الغبقة» الرمضانية بدونه، وغالبًا ما تقترن رائحته في الذاكرة بجلسات السمر العائلية وصوت المذياع يصدح ببرامج رمضان القديمة.

المراجع:

1. فاطمة المحمود، مأكولات بحرينية شعبية، منشورات التراث الخليجي، المنامة، 2016.

2. وزارة الثقافة البحرينية، التراث الغذائي في البحرين، قسم التوثيق الشعبي، 2019.

كلمات مفتاحية:

الخنفروش البحريني, وصفات خليجية, حلويات بحرينية, طريقة عمل الخنفروش, التراث البحريني, الأكلات الرمضانية, المطبخ الخليجي, وصفة خنفروش تقليدي, المأكولات الشعبية البحرينية, حلويات رمضان