كيفية استخدام قطرة العين بالطريقة الصحيحة
تُعدّ قطرة العين من العلاجات الموضعية الأكثر استخدامًا في طب العيون لعلاج مجموعة واسعة من الحالات مثل جفاف العين، التهابات القرنية، الزرق (الجلوكوما)، الحساسية، العدوى، أو حتى بعد العمليات الجراحية. لكن فعاليتها تعتمد بشكل كبير على طريقة استخدامها. إذ أن الخطأ في الاستخدام لا يقلل فقط من فعالية العلاج، بل يمكن أن يؤدي إلى تلوث العين أو إصابة العين بمضاعفات إضافية. ولذلك، فإن تعلم الطريقة السليمة لاستعمال قطرة العين يُعد جزءًا أساسيًا من العلاج الطبي البصري.
هذا المقال يقدم دليلاً علمياً موسعاً لاستخدام قطرات العين بطريقة صحيحة، يشمل الخطوات الأساسية، الأخطاء الشائعة، المحاذير الطبية، وكيفية التعامل مع أنواع متعددة من القطرات ضمن جدول علاجي معقد.
أولًا: أهمية الاستخدام السليم لقطرة العين
إن الهدف من قطرة العين هو توصيل المادة الدوائية إلى ملتحمة العين أو القرنية أو الحجرة الأمامية للعين، حسب نوع الدواء ومكان تأثيره. ولكن في حالة الاستخدام غير السليم، قد يتم فقدان جزء كبير من القطرة عبر الدمع أو الامتصاص في الأنف أو الجلد المحيط بالعين. كما أن التلوث الناتج عن ملامسة رأس القطرة للرموش أو الجلد قد يؤدي إلى إدخال جراثيم ضارة للعين.
ثانياً: التحضير قبل وضع قطرة العين
قبل وضع قطرة العين، من الضروري التحضير بشكل دقيق:
-
غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، مع تجفيفها بمنشفة نظيفة.
-
تحضير القطرة عبر رجّها بلطف إن كانت تعليمات الشركة المصنعة تشير إلى ذلك (خصوصاً القطرات المعلقة أو المعلقات التي تحتوي على مواد فعالة يجب توزيعها).
-
تفقد تاريخ الصلاحية والتأكد من أن العبوة لم تُفتح منذ فترة طويلة. أغلب القطرات يجب التخلص منها بعد 28 يوماً من الفتح، إلا إذا أشير إلى غير ذلك.
-
الجلوس أو الاستلقاء في مكان مناسب مع وجود مرآة إذا لزم الأمر لتسهيل الرؤية.
ثالثاً: خطوات استخدام قطرة العين بشكل صحيح
استخدام القطرة بطريقة دقيقة يتطلب اتباع الخطوات التالية دون اختصار:
-
إمالة الرأس للخلف أو الاستلقاء على الظهر.
-
سحب الجفن السفلي بلطف للأسفل باستخدام إصبع السبابة لتشكيل “جيب” بين الجفن والعين.
-
الإمساك بالقطرة بطريقة عمودية على بعد 2-3 سم فوق العين دون أن تلامس الرموش أو الجفن أو سطح العين.
-
التنقيط بدقة لقطرة واحدة فقط في الجيب الذي تم تكوينه. لا داعي لقطرتين ما لم يصف الطبيب ذلك تحديداً.
-
إغلاق العين برفق دون رمشها بقوة.
-
الضغط الخفيف على الزاوية الداخلية للعين (قناة الدمع) باستخدام إصبع نظيف لمدة 1-2 دقيقة لمنع امتصاص الدواء عبر القناة الأنفية الدمعية، مما يزيد من فعالية القطرة ويقلل من الامتصاص الجهازي.
-
الانتظار لمدة 5 إلى 10 دقائق قبل وضع أي نوع آخر من القطرات في نفس العين.
رابعاً: الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها
رغم بساطة الاستخدام الظاهري، تقع الكثير من الأخطاء عند استعمال قطرة العين، منها:
-
ملامسة رأس القطارة للعين أو الجفن مما يؤدي إلى تلوث المحلول.
-
وضع أكثر من قطرة في وقت واحد ما يؤدي إلى فقدان معظم السائل عبر الدموع.
-
عدم الانتظار بين أنواع القطرات المختلفة ما يعيق امتصاصها.
-
عدم رجّ القطرة إذا كانت تحتوي على مواد معلقة مما يؤدي إلى استخدام جرعة غير فعالة.
-
الاستخدام بعد انتهاء الصلاحية أو لمدة أطول من الموصى بها بعد الفتح مما يعرض العين للعدوى أو لتفاعلات كيميائية ضارة.
خامساً: الفرق بين أنواع القطرات وكيفية تنسيق استخدامها
عند وصف أكثر من نوع من القطرات، من المهم معرفة كيفية التنسيق بينها. يشمل ذلك تحديد الزمن الفاصل بين القطرات بحسب نوعها.
| نوع القطرة | الهدف منها | الوقت الفاصل المقترح |
|---|---|---|
| مضادات حيوية | علاج العدوى البكتيرية | 5 دقائق |
| مضادات للهيستامين | تقليل أعراض الحساسية | 5 دقائق |
| القطرات المرطبة | ترطيب العين ومنع الجفاف | يمكن استخدامها بحرية |
| قطرات الكورتيزون | علاج الالتهاب | 10 دقائق |
| قطرات الجلوكوما | خفض ضغط العين | 10 دقائق |
عند استخدام أنواع متعددة من القطرات، يجب دائمًا وضع القطرات الأدوية قبل القطرات المرطبة، لأن الأخيرة قد تشكل حاجزًا يمنع امتصاص الدواء.
سادساً: التعامل مع الأطفال وكبار السن عند استخدام القطرات
الأطفال وكبار السن قد يواجهون صعوبة في استخدام القطرة بأنفسهم، مما يتطلب مساعدة دقيقة من شخص بالغ. بعض النصائح المهمة:
-
استخدام القطرات في وضعية الاستلقاء لتجنب تحرك الرأس فجأة.
-
إشغال الطفل بلعبة أو حديث لطيف لتقليل توتره.
-
التحقق من عدم وجود رد فعل تحسسي بعد الاستخدام الأول لأي نوع جديد من القطرة.
-
شرح الفائدة من القطرة بلغة بسيطة للأطفال لتشجيعهم على التعاون.
سابعاً: متى يجب التوقف عن استخدام القطرة ومراجعة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب فورًا عند ظهور الأعراض التالية بعد استخدام القطرة:
-
احمرار أو حرقة مستمرة في العين لأكثر من ساعة.
-
تغيّر في الرؤية بعد الاستخدام.
-
آلام حادة أو إفرازات غير طبيعية.
-
علامات تحسس مثل الطفح الجلدي أو تورم الوجه.
كما يُمنع استخدام القطرة بناءً على وصفة سابقة أو من قبل شخص آخر حتى لو تشابهت الأعراض، لأن لكل حالة ما يناسبها.
ثامناً: حفظ قطرة العين وتخزينها بالشكل السليم
العوامل البيئية تؤثر على فاعلية القطرة، ومن هنا تأتي أهمية اتباع تعليمات التخزين بدقة:
-
درجة الحرارة: بعض القطرات تحتاج إلى الحفظ في الثلاجة (مثل قطرات المضادات الحيوية)، بينما يُحفظ غيرها في درجة حرارة الغرفة (15-25 درجة مئوية).
-
تجنب أشعة الشمس المباشرة: لأن الضوء قد يؤثر على التركيب الكيميائي للدواء.
-
إغلاق العبوة بإحكام بعد كل استخدام: للحفاظ على التعقيم الداخلي.
-
الاحتفاظ بعبوة القطرة بعيدًا عن متناول الأطفال.
تاسعاً: الاعتبارات الخاصة لقطرات العدسات اللاصقة
أصحاب العدسات اللاصقة يجب أن يكونوا أكثر حذرًا:
-
إزالة العدسات قبل وضع القطرات (إلا إذا كانت القطرات مصممة خصيصًا للاستخدام مع العدسات).
-
الانتظار 15-30 دقيقة قبل إعادة ارتداء العدسات.
-
استخدام قطرات خالية من المواد الحافظة عند تكرار الاستخدام لتقليل تهيج العين.
عاشراً: التعليمات المرافقة لكل نوع قطرة
ينبغي دائماً قراءة النشرة المرفقة بكل نوع من القطرات. فهي تحتوي على:
-
الجرعة الموصى بها وعدد المرات يومياً.
-
الآثار الجانبية المحتملة.
-
التداخلات مع أدوية أخرى.
-
إرشادات خاصة للحامل أو المرضعة.
خاتمة
استخدام قطرة العين بالشكل الصحيح ليس فقط مسألة تعليمات طبية، بل هو عنصر حاسم في نجاح العلاج. إذ تعتمد فاعلية العلاج الموضعي العيني على التزام المستخدم بكل تفاصيل التطبيق الدقيق، بدءاً من النظافة الشخصية إلى تحديد التوقيت المناسب لكل نوع قطرة. ومع تراكم التجربة والحرص على المعرفة الصحيحة، تتحول هذه الممارسة اليومية إلى روتين صحي يقي العين من المضاعفات ويدعم الصحة البصرية على المدى الطويل.
المراجع:
-
American Academy of Ophthalmology – Eye Drop Tips for Success. https://www.aao.org/eye-health
-
NHS UK – How to Use Eye Drops Properly. https://www.nhs.uk
