طريقة إطعام القطط، التغذية الصحية للقطط، تغذية القطط الصغيرة، إطعام القطط البالغة، جدول تغذية القطط، أطعمة القطط المفيدة، النظام الغذائي للقطط، تغذية القطط المرضعة

طريقة إطعام القطط: دليل شامل للتغذية السليمة والصحية

تغذية القطط من الجوانب الحيوية التي تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الحيوان الأليف ونشاطه وجودة حياته. سواء كنت تربي قطة صغيرة أو بالغة أو حتى قطة تعاني من أمراض مزمنة، فإن فهم النظام الغذائي المثالي لها يُعد ضرورة لا يمكن الاستهانة بها. تعتمد الصحة العامة للقطط بدرجة كبيرة على نوع الغذاء المقدم لها، وطريقة تقديمه، وكميته، وتوقيته، والعناصر الغذائية التي يحتويها. ويجب أن يكون هذا النظام الغذائي متوازنًا من حيث البروتينات، الدهون، الكربوهيدرات، الفيتامينات والمعادن.

تُظهر الدراسات البيطرية أن القطط، كونها حيوانات لاحمة بطبيعتها، تحتاج إلى نظام غذائي عالي البروتين ومنخفض الكربوهيدرات، وهي تختلف في احتياجاتها الغذائية عن الكلاب والبشر، ما يتطلب فهمًا دقيقًا لطبيعتها البيولوجية عند إعداد وجباتها.

1. الأساس البيولوجي لتغذية القطط

القطط من الكائنات التي تتطلب نظامًا غذائيًا يحتوي على نسبة عالية من البروتين الحيواني. فهي تعتمد بشكل رئيسي على اللحوم كمصدر للطاقة والبقاء. أجسامها لا تنتج بعض الأحماض الأمينية الأساسية مثل “التورين”، ولا تستطيع تحويل الكاروتينات إلى فيتامين A كما يفعل الإنسان، ما يعني ضرورة وجود تلك العناصر في طعامها من مصادر حيوانية مباشرة.

العناصر الأساسية التي يجب أن يحتوي عليها غذاء القطة تشمل:

• البروتين الحيواني: مصدر أساسي للنمو وتجديد الخلايا.

• الدهون: مصدر للطاقة وتساهم في امتصاص الفيتامينات.

• الأحماض الأمينية الأساسية: مثل التورين والأرجينين.

• الفيتامينات والمعادن: خصوصًا فيتامين A، D، والكالسيوم.

• الماء: ضروري جدًا لصحة الكلى ولمنع تكوّن الحصى البولية.

2. تغذية القطط حسب المرحلة العمرية

القطط الصغيرة (من الولادة حتى 12 شهرًا)

القطط الرضيعة تتغذى حصريًا على حليب الأم خلال الأسابيع الأولى، ويُعد هذا المصدر الغذائي الأكثر توازنًا لنموها. إذا كانت القطة يتيمة، يُستعاض بحليب مخصص للقطط من الصيدليات البيطرية، ويُمنع تمامًا تقديم الحليب البقري الذي يسبب اضطرابات معوية.

ابتداءً من عمر 4 إلى 5 أسابيع، يمكن إدخال الطعام شبه الصلب مثل الباتيه المخفف بالماء الدافئ. تدريجيًا، يتم تقليل نسبة الماء حتى تتعود على الطعام الصلب.

الوجبات اليومية للقطط الصغيرة تكون متكررة، وتصل إلى 4-6 وجبات صغيرة يوميًا، ويجب أن تكون غنية بالبروتين الحيواني والدهون.

القطط البالغة (من 1 إلى 7 سنوات)

تحتاج القطط البالغة إلى نظام غذائي متوازن يعتمد على البروتين بنسبة لا تقل عن 30%، ودهون بنسبة معتدلة، وكربوهيدرات منخفضة. يعتمد عدد الوجبات على طبيعة القطة؛ لكن غالبًا ما يُوصى بإطعامها مرتين يوميًا.

القطط المسنّة (فوق 7 سنوات)

مع تقدم السن، تضعف قدرة القطة على امتصاص العناصر الغذائية، لذلك يُفضل تقديم طعام سهل الهضم وغني بالفيتامينات والمعادن الأساسية. كما يُراعى تقليل الدهون لتجنب السمنة، وزيادة محتوى الطعام من الألياف لدعم الجهاز الهضمي.

3. أنواع طعام القطط

الطعام الجاف (Dry Food)

يتميز بسهولة التخزين وطول مدة الصلاحية، كما يساهم في تنظيف الأسنان بسبب قوامه. إلا أنه يحتوي على نسبة منخفضة من الرطوبة، ما قد يسبب مشاكل في الكلى للقطط التي لا تشرب كمية كافية من الماء.

الطعام الرطب (Wet Food)

يحتوي على نسبة عالية من الماء، ويُفضل تقديمه للقطط التي تعاني من مشاكل في الكلى أو التي لا تشرب كمية كافية من الماء. غني بالبروتين ويكون أكثر شهية للقطط.

الطعام الطازج (Raw Food)

نظام يعتمد على تقديم لحوم نيئة مثل الدجاج أو الكبد أو الأسماك. يجب تقديمه تحت إشراف بيطري لتجنب مخاطر البكتيريا والطفيليات، مع التأكد من تعقيم اللحوم وتجميدها مسبقًا.

الطعام المنزلي المطبوخ

يمكن إعداد وجبات منزلية تتضمن لحم دجاج مطبوخ، أرز، وخضروات مثل الجزر أو القرع، مع تجنب البصل والثوم والشوكولاتة لأنها مواد سامة للقطط. هذا النوع من التغذية يتطلب توازنًا دقيقًا للعناصر الغذائية وتقديم مكملات غذائية إذا لزم الأمر.

4. الأطعمة المحظورة على القطط

• الشوكولاتة

• البصل والثوم

• العنب والزبيب

• الحليب البقري ومشتقاته

• الكافيين

• العظام المطبوخة

• الكحول أو أي مشروبات تحتوي على الكحول

تلك الأطعمة تسبب تسممًا خطيرًا للقطط وقد تؤدي إلى مضاعفات قد تصل إلى الفشل الكلوي أو الموت.

5. تنظيم أوقات الوجبات والكميات

من المهم الالتزام بجدول يومي لإطعام القطة:

الكميات تختلف حسب نوعية الطعام ومستوى النشاط والوزن.

6. الماء في تغذية القطط

القطط بطبعها لا تشرب كميات كبيرة من الماء، خصوصًا إذا كانت تتغذى على الطعام الجاف، ما يجعلها عرضة لمشاكل في الكلى والجهاز البولي. يجب توفير وعاء ماء نظيف ومتجدد باستمرار، ويفضل استخدام نافورة ماء لجذب القطة إلى الشرب.

7. تغذية القطط المرضعة والحامل

تحتاج القطة الحامل أو المرضعة إلى ضعف احتياجات القطة البالغة من السعرات الحرارية، مع تركيز على البروتين والدهون والكالسيوم. يُنصح باستخدام طعام مخصص للقطط الصغيرة خلال فترة الحمل والإرضاع، لاحتوائه على نسب عالية من البروتين والعناصر الغذائية.

8. المؤشرات التي تدل على التغذية غير السليمة

• تساقط الشعر

• فقدان الوزن أو زيادته بشكل غير طبيعي

• اضطرابات هضمية (إسهال، إمساك، قيء)

• فتور النشاط والحيوية

• مشاكل في الأسنان أو اللثة

• تغير في رائحة البول أو البراز

عند ملاحظة هذه العلامات، يجب مراجعة النظام الغذائي فورًا واستشارة الطبيب البيطري.

9. الانتقال التدريجي بين أنواع الطعام

إذا رغبت في تغيير نوع طعام القطة، يجب أن يتم ذلك تدريجيًا خلال 7-10 أيام، لتجنب الاضطرابات الهضمية. يتم ذلك عبر مزج الطعام الجديد مع القديم بنسبة متزايدة تدريجيًا كل يوم حتى يتم التبديل الكامل.

10. مكملات غذائية ضرورية في بعض الحالات

في بعض الحالات الخاصة (مثل الحمل، المرض، أو الاعتماد على طعام منزلي)، قد يوصي الطبيب البيطري بإضافة مكملات غذائية مثل:

• مكملات التورين

• زيت السلمون (أوميغا-3)

• فيتامينات متعددة

• مكملات الكالسيوم

لكن يجب عدم تقديم المكملات دون استشارة الطبيب، لأن الجرعات الزائدة قد تسبب مشاكل صحية خطيرة.

11. الاعتبارات الموسمية في إطعام القطط

خلال فصل الشتاء، قد تحتاج القطة إلى سعرات حرارية إضافية للحفاظ على حرارة جسمها. أما في الصيف، فقد تقل شهيتها ويجب مراقبة استهلاكها للماء والحرص على تقديم طعام منعش وخفيف. تختلف هذه المتطلبات حسب البيئة التي تعيش فيها القطة (داخل المنزل أو خارجه).

12. دور التغذية في الوقاية من الأمراض

النظام الغذائي المتوازن لا يحسن فقط من صحة القطة العامة، بل يساعد في الوقاية من عدة أمراض مثل:

• السكري (عبر تقليل الكربوهيدرات)

• السمنة (بتنظيم الكميات)

• أمراض الكلى (بالحرص على الترطيب)

• التهابات اللثة (عبر الطعام الجاف)

• مشاكل الجهاز الهضمي (بتقديم ألياف كافية)

إن اتباع نظام غذائي مدروس يمثل أساس الرعاية الصحية طويلة الأمد للقطط، ويعزز من جودة حياتها وتفاعلها داخل البيئة المنزلية.

المراجع:

1. National Research Council. Nutrient Requirements of Cats. National Academies Press.

2. American Association of Feed Control Officials (AAFCO) Guidelines for Cat Nutrition.