طرق نفسية لزيادة معدل النقرات

3 طرق مدعومة بدراسات نفسية لتحسين معدل النقرات (CTR) لبريدك الإلكتروني

في عالم التسويق الرقمي، يُعتبر البريد الإلكتروني أحد أقوى الأدوات التي يمكن للشركات استخدامها للوصول إلى جمهورها المستهدف. لكن، حتى إذا كانت حملتك البريدية تحتوي على محتوى مميز وهدف واضح، فإن فاعليتها تعتمد بشكل رئيسي على معدل النقرات (CTR)، أي النسبة التي يضغط فيها المتلقون على الروابط المضمنة في الرسالة. تحسين هذا المعدل لا يقتصر فقط على كتابة نصوص جذابة، بل يتطلب أيضاً استراتيجيات مدروسة تعتمد على علم النفس البشري.

في هذا المقال، سوف نغطي ثلاث طرق نفسية مدعومة بدراسات علمية لتحسين معدل النقرات في حملات البريد الإلكتروني، وهي: استخدام مبدأ الإلحاح، تعزيز الثقة باستخدام التوصيات الاجتماعية، وتطبيق التخصيص استناداً إلى بيانات سابقة. هذه الطرق ليست مجرد تكتيكات تجارية، بل تتواكب مع فهم عميق لطريقة تفكير الإنسان واستجابته للمؤثرات النفسية.

1. استخدام مبدأ الإلحاح والتوقيت المناسب

من أقدم وأقوى المبادئ النفسية التي يمكن استخدامها في تسويق البريد الإلكتروني هو مبدأ الإلحاح. يعتمد هذا المبدأ على فكرة أن الناس يميلون إلى اتخاذ قرارات سريعة عندما يشعرون أن الفرصة قد تضيع أو أن الوقت المتاح محدود. وفقاً لدراسات نفسية متعددة، فإن الإلحاح يمكن أن يثير في الناس مشاعر الخوف من فقدان الفرصة (FOMO)، وهو ما يدفعهم إلى التصرف بسرعة.

الدراسات العلمية:

• دراسة أجراها شيبرد وشركاؤه في عام 2010، أظهرت أن العروض التي تذكر العملاء أن الوقت المتبقي محدود كانت أكثر جذباً من العروض التي لا تحتوي على مثل هذه الرسائل.

• دراسة أخرى أجرتها جامعة ييل في عام 2016 أظهرت أن الإلحاح يمكن أن يعزز من سرعة اتخاذ القرارات، حيث اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين شعروا بأن الوقت كان محدداً كانوا أكثر عرضة للضغط على الروابط مقارنة بمن لم يواجهوا هذا الشعور.

كيف يمكن تطبيق ذلك على البريد الإلكتروني؟
عند إرسال حملات بريدية، يجب أن تتضمن رسائل البريد الإلكتروني إشارات إلى الزمن المحدود. على سبيل المثال، يمكن استخدام جمل مثل:

• “العرض ينتهي في 24 ساعة”

• “احصل على خصم 50% قبل فوات الأوان”

• “عجلة العرض تدور بسرعة، انتهز الفرصة الآن”
  تضيف هذه الرسائل شعوراً بالإلحاح وتزيد من رغبة المتلقين في اتخاذ إجراء فوري.

2. تعزيز الثقة باستخدام التوصيات الاجتماعية

الثقة عنصر أساسي في نجاح أي حملة تسويقية، ولا سيما في البريد الإلكتروني. الناس غالباً ما يتخذون قرارات بناءً على تجارب الآخرين، وهو ما يعرف بالتوصيات الاجتماعية أو “Social Proof”. تتضمن التوصيات الاجتماعية المراجعات، والتقييمات، والشهادات، وحتى عدد الأشخاص الذين اشتركوا في عرض أو منتج معين.

الدراسات العلمية:

• دراسة شهيرة من جامعة كولومبيا في عام 2004 أظهرت أن 75% من الناس يُظهرون استعداداً أكبر للاعتماد على المنتجات التي تم التوصية بها من قبل الآخرين.

• دراسة أجرتها جامعة ستانفورد في عام 2013 أكدت أن الناس يميلون إلى اتخاذ قراراتهم بناءً على تجارب الآخرين عندما يشعرون بأنهم في حالة من الشك أو عدم اليقين.

كيف يمكن تطبيق ذلك على البريد الإلكتروني؟
يمكن تعزيز الثقة في الرسائل البريدية عن طريق تضمين تقييمات العملاء، أو شهادات حية، أو حتى عرض “عدد الأشخاص الذين اشتروا هذا المنتج مؤخراً”. على سبيل المثال:

• “انضم إلى أكثر من 5,000 شخص قاموا بشراء هذا المنتج في الشهر الماضي”

• “تقييم العملاء: 4.8/5”

• “شهادة حية من مستخدم: “هذا كان الخيار الأفضل الذي اتخذته هذا العام!”
  إضافة هذه العناصر تخلق تأثيرًا نفسيًا قويًا على القارئ، حيث يشعر أنه ليس الوحيد الذي يتخذ هذا القرار.

3. التخصيص بناءً على البيانات السابقة

التخصيص في البريد الإلكتروني يعد من أقوى الأساليب التي يمكن أن ترفع من معدل النقرات. يمكن أن يكون التخصيص مستنداً إلى بيانات سابقة عن سلوك المتلقي، مثل تفضيلاته، أو مشترياته السابقة، أو حتى تفاعلاته السابقة مع رسائل البريد الإلكتروني. من الناحية النفسية، يعد التخصيص وسيلة لإظهار أن العلامة التجارية تفهم وتقدر احتياجات المتلقي بشكل فردي، ما يعزز الانجذاب تجاه العرض المقدم.

الدراسات العلمية:

• دراسة قامت بها جامعة هارفارد في عام 2015 أظهرت أن البريد الإلكتروني المخصص يمكن أن يزيد من معدلات النقرات بنسبة تصل إلى 29% مقارنة بالبريد الإلكتروني العام.

• دراسة أخرى من مؤسسة DMA أكدت أن 70% من العملاء يفضلون التفاعل مع محتوى مخصص لهم بناءً على تفاعلاتهم السابقة.

كيف يمكن تطبيق ذلك على البريد الإلكتروني؟
يمكنك تخصيص رسائل البريد الإلكتروني بناءً على سلوك المستخدم. على سبيل المثال:

• “مرحباً [الاسم]، لاحظنا أنك مهتم بمنتجات العناية بالبشرة. إليك مجموعة جديدة تمامًا تناسب احتياجاتك!”

• “بناءً على مشترياتك السابقة، نعتقد أن هذا العرض سيثير اهتمامك.”
  كما يمكن أيضًا تخصيص الرسائل بناءً على التوقيت المناسب، حيث يمكنك إرسال رسائل في أوقات معينة تتناسب مع الجدول الزمني لعملائك المستهدفين.

الخلاصة

تحقيق تحسين كبير في معدل النقرات لبريدك الإلكتروني ليس أمرًا صعبًا إذا تم اعتماد استراتيجيات مدروسة. من خلال الاستفادة من المبادئ النفسية المدعومة بالأبحاث العلمية مثل الإلحاح، والتوصيات الاجتماعية، والتخصيص بناءً على البيانات السابقة، يمكن للشركات تحسين التفاعل مع الرسائل البريدية وزيادة الفاعلية بشكل ملحوظ. هذه الأساليب تعتمد على فهم عميق لدوافع وسلوكيات المتلقين، مما يجعلها أدوات قوية في تحسين الأداء التسويقي عبر البريد الإلكتروني.