طرق قياس درجة حرارة الجسم

كيفية قياس درجة حرارة الجسم

يُعد قياس درجة حرارة الجسم أحد الإجراءات الصحية الأساسية التي تُستخدم لتقييم الحالة العامة للفرد، حيث أن تغير درجة الحرارة قد يكون دليلاً على وجود اضطرابات صحية كامنة، سواء كانت عدوى، التهابات، أو حالات مرضية مزمنة. يتطلب الفحص الدقيق للحرارة معرفة الأدوات المناسبة، المواقع التي يمكن القياس منها، وكذلك الفروقات بين طرق القياس المختلفة. يشكل قياس الحرارة جزءًا لا يتجزأ من التقييم الطبي السريري، سواء في حالات الطوارئ أو في الرعاية الصحية اليومية في المنزل أو في المؤسسات الصحية.

درجة حرارة الجسم الطبيعية وتغيراتها

درجة حرارة الجسم الطبيعية لدى الإنسان تتراوح عادةً بين 36.1 و37.2 درجة مئوية. إلا أن هذا المتوسط قد يتأثر بعدة عوامل مثل:

• الوقت من اليوم: تكون الحرارة عادة منخفضة في الصباح وترتفع في المساء.

• العمر: الأطفال الصغار يميلون لدرجات حرارة أعلى من كبار السن.

• النشاط البدني: التمارين الرياضية أو الجهد البدني يرفع درجة الحرارة.

• الحالة الهرمونية: خاصة لدى النساء خلال الدورة الشهرية أو الحمل.

• البيئة: الطقس الحار أو البارد قد يؤثر على حرارة الجسم السطحية.

أهمية قياس درجة الحرارة بدقة

تكمن أهمية قياس درجة الحرارة في القدرة على:

• رصد الحمى كمؤشر على الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.

• متابعة تطور الحالة الصحية أثناء العلاج.

• تشخيص بعض الحالات المرضية كاضطرابات الغدة الدرقية أو الحالات الالتهابية.

• متابعة استجابة الجسم بعد الجراحة أو بعد تلقي التطعيمات.

طرق قياس درجة حرارة الجسم

تتوفر عدة طرق لقياس درجة الحرارة، تختلف حسب موقع القياس ونوع الجهاز المستخدم. تشمل أبرز هذه الطرق:

1. القياس الفموي (Oral Measurement)

• يتم إدخال الترمومتر الرقمي تحت اللسان، ويُطلب من الشخص إغلاق فمه لبضع دقائق حتى تُقرأ النتيجة.

• تعتبر هذه الطريقة دقيقة إذا تم تنفيذها بشكل صحيح.

• غير مناسبة للأطفال الصغار أو الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التنفس من الأنف.

• درجة الحرارة الفموية عادة ما تكون أقل بقليل من الحرارة الشرجية.

2. القياس الشرجي (Rectal Measurement)

• يُعتبر المعيار الذهبي لقياس درجة الحرارة بدقة خاصةً في الرضع والأطفال.

• تُدخل طرف الترمومتر بلطف داخل المستقيم بعد وضع مادة مزلقة.

• تعتبر القراءة هنا الأعلى بين جميع طرق القياس.

• يجب تعقيم الترمومتر جيدًا قبل وبعد الاستخدام.

3. القياس الإبطي (Axillary Measurement)

• يتم بوضع الترمومتر تحت الإبط وإغلاق الذراع عليه جيدًا.

• هذه الطريقة أقل دقة من غيرها وقد تعطي قراءة أقل من حرارة الجسم الفعلية.

• تستخدم غالبًا كخيار بديل في حالات الطوارئ أو عند عدم توفر أدوات أخرى.

4. القياس عبر الأذن (Tympanic Measurement)

• يتم استخدام مقياس حرارة خاص يُدخل في قناة الأذن ويقيس الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من طبلة الأذن.

• دقيقة وسريعة، لكنها تعتمد على تقنيات دقيقة وموقع صحيح للجهاز.

• لا تصلح في حالات التهاب الأذن أو وجود شمع كثيف.

5. القياس عبر الجبهة (Temporal Artery Measurement)

• يُستخدم مقياس حرارة يعمل بالأشعة تحت الحمراء ويمرر على الجبهة فوق الشريان الصدغي.

• غير جراحي وسهل الاستخدام، خاصةً للأطفال.

• يُعطي نتائج قريبة من القياس الشرجي إذا استُخدم بشكل صحيح.

الفرق بين أجهزة قياس الحرارة

الاحتياطات عند قياس الحرارة

لضمان دقة قياس درجة الحرارة، يجب اتباع التعليمات التالية:

• الانتظار 15 دقيقة بعد تناول مشروبات ساخنة أو باردة عند القياس الفموي.

• عدم قياس الحرارة بعد ممارسة رياضة عنيفة مباشرة.

• التأكد من نظافة الترمومتر قبل وبعد الاستخدام.

• تجنب استخدام نفس الترمومتر للقياس الشرجي والفموي لنفس الشخص.

• التأكد من أن الترمومتر في موضعه الصحيح عند القياس.

التغيرات في درجة حرارة الجسم ومؤشراتها السريرية

1. الحمى (Fever)

تعرف على أنها ارتفاع حرارة الجسم فوق 38 درجة مئوية. وقد تكون ناتجة عن:

• الالتهابات الفيروسية مثل الإنفلونزا أو كوفيد-19.

• الالتهابات البكتيرية كالتهاب الحلق أو المجاري البولية.

• التهابات الطفيليات كالملاريا.

• أمراض مناعية أو روماتيزمية مزمنة.

2. نقص الحرارة (Hypothermia)

تُعرف بانخفاض حرارة الجسم لأقل من 35 درجة مئوية، وغالبًا ما تحدث نتيجة:

• التعرض الطويل للبرودة.

• الغمر في ماء بارد.

• ضعف تنظيم الحرارة عند كبار السن أو الرضع.

• بعض الأدوية أو الحالات الأيضية.

3. فرط الحرارة (Hyperthermia)

يشير إلى ارتفاع حرارة الجسم دون وجود حمى، وغالبًا ما يكون بسبب:

• ضربات الشمس.

• الجفاف الشديد.

• الإجهاد الحراري.

• بعض الأدوية كالأمفيتامينات ومضادات الذهان.

أجهزة قياس الحرارة المنزلية مقابل الطبية

تختلف الأجهزة المنزلية عن تلك التي تُستخدم في العيادات والمستشفيات من حيث:

• الدقة العالية في الأجهزة الطبية نظرًا لحساسيتها وتقنياتها المتقدمة.

• تعدد الأنماط الرقمية في الأجهزة المنزلية، مع وجود وظائف مثل الذاكرة والتنبيه.

• انخفاض هامش الخطأ في الترمومترات المخصصة للاستخدام السريري.

تطور تقنيات قياس الحرارة

في السنوات الأخيرة، شهد مجال قياس الحرارة تطورًا ملحوظًا شمل:

• أجهزة ذكية تتصل بالهاتف المحمول وتسجل بيانات الحرارة تلقائيًا.

• مقاييس حرارة غير تلامسية تعتمد على الأشعة تحت الحمراء وتُستخدم بكثافة خلال الأوبئة.

• أجهزة مدمجة في الساعات الذكية تراقب حرارة الجلد بشكل مستمر كمؤشر مبكر للمرض.

قياس درجة حرارة الرضع والأطفال

يحتاج قياس حرارة الأطفال إلى عناية خاصة من حيث:

• اختيار الجهاز الأنسب لعمر الطفل (يفضل الشرجي أو الأذني للرضع).

• التأكد من تهدئة الطفل أثناء القياس.

• الانتباه إلى التغيرات السريعة في حرارة الجسم لدى الأطفال.

• استشارة الطبيب إذا تجاوزت الحرارة 38.5 مئوية واستمرت لأكثر من 24 ساعة.

العوامل المؤثرة في دقة قياس الحرارة

هناك عدة عوامل قد تؤثر في نتائج القياس ومنها:

• وضعية القياس غير الصحيحة: كعدم إغلاق الفم تمامًا أو عدم إدخال الترمومتر في المكان الصحيح.

• عيوب في الجهاز: انتهاء عمر البطارية أو خلل في المجس.

• البيئة المحيطة: الهواء البارد أو الساخن يؤثر على القياسات السطحية.

• القياس المتكرر بفواصل قصيرة: لا يسمح للجسم بالعودة لدرجة حرارته الطبيعية.

الجدول التفصيلي لمواقع القياس ودقة النتائج

الخلاصة العملية

يمثل قياس درجة حرارة الجسم مؤشرًا بالغ الأهمية للكشف المبكر عن الكثير من الحالات المرضية. تتفاوت دقة القراءات تبعًا لطريقة القياس، ولذا فإن اختيار الوسيلة المناسبة، واستخدامها بشكل صحيح، هما عنصران أساسيان في ضمان الحصول على نتائج موثوقة. ومن المهم أن يُنظر إلى قياس الحرارة كأداة مكملة لتقييم الحالة العامة للمريض وليست وسيلة وحيدة للتشخيص.

المصادر:

1. Mayo Clinic. “Thermometers: Understand the options.” www.mayoclinic.org

2. World Health Organization (WHO). “Body temperature norms and measurement.” www.who.int