فوائد قشر البرتقال الصحية

قشر البرتقال وفوائده

تعد البرتقالة واحدة من أكثر الفواكه شيوعًا واستهلاكًا في جميع أنحاء العالم. حيث يتم تناولها بطرق متعددة، سواء عبر عصيرها الطازج أو تناولها كفاكهة كاملة. ولكن رغم أن معظم الناس يركزون على لُب البرتقالة، إلا أن قشرتها تعد أيضًا مصدرًا غنيًا بالفوائد الصحية التي قد لا تكون معروفة للجميع. فالقشرة التي يتم التخلص منها عادة تحتوي على مكونات غذائية وطبية تجعلها من المكونات المفيدة في تعزيز الصحة العامة. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل فوائد قشر البرتقال من النواحي الغذائية والعلاجية والجمالية، ونستعرض كيفية الاستفادة منها.

1. القيمة الغذائية لقشر البرتقال

يحتوي قشر البرتقال على العديد من العناصر الغذائية التي تجعل منه مصدرًا مهمًا للفيتامينات والمعادن. فالقشرة تحتوي على فيتامين “C” بنسب أعلى مما هو موجود في لُب البرتقال. كما أنه يحتوي على مركبات الفلافونويد، مثل الليمونين، التي تقدم العديد من الفوائد الصحية.

أ. الفيتامينات والمعادن:

• فيتامين C: يعتبر قشر البرتقال مصدرًا غنيًا بفيتامين C، الذي يعزز جهاز المناعة ويقوي الأوعية الدموية، ويساعد على تقليل التهابات الجسم.

• الألياف: تحتوي قشور البرتقال على كمية كبيرة من الألياف التي تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتعزز عملية الهضم وتمنع الإمساك.

• البوتاسيوم: يعد قشر البرتقال أيضًا مصدرًا جيدًا للبوتاسيوم الذي يلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على توازن السوائل في الجسم.

• الكالسيوم: يحتوي قشر البرتقال على نسبة من الكالسيوم، الذي يساهم في تعزيز صحة العظام والأسنان.

• المغنيسيوم: المغنيسيوم الموجود في قشور البرتقال يساهم في تحسين وظائف الأعصاب والعضلات، ويقلل من التوتر والقلق.

ب. المركبات النباتية والفلافونويدات:

• الليمونين: يعتبر الليمونين أحد المركبات الفلافونويدية الموجودة بكثرة في قشر البرتقال. هذا المركب يساهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان، بالإضافة إلى دوره في تقليل الالتهابات وتعزيز صحة القلب.

• الفلافونويدات الأخرى: تعمل الفلافونويدات الأخرى في قشر البرتقال على مكافحة الجذور الحرة في الجسم، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتقدم في السن.

2. الفوائد الصحية لقشر البرتقال

إن فوائد قشر البرتقال لا تقتصر على قيمته الغذائية فقط، بل تشمل أيضًا العديد من الفوائد الصحية التي يمكن أن تساهم في تحسين جودة الحياة. تعتبر هذه الفوائد متنوعة، وتشمل تحسين الجهاز المناعي، والوقاية من الأمراض المزمنة، وحتى دعم صحة البشرة.

أ. تعزيز المناعة:

قشر البرتقال يحتوي على فيتامين C بكميات كبيرة، وهذا الفيتامين يعزز من قدرة جهاز المناعة في مكافحة العدوى والأمراض. كما أن الليمونين الموجود في قشر البرتقال له خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يعزز قدرة الجسم على محاربة الأمراض.

ب. مكافحة السرطان:

تحتوي قشور البرتقال على مركبات فلافونويدية تعمل كمضادات أكسدة قوية، والتي يمكن أن تساعد في منع الأضرار التي تسببها الجذور الحرة. هذه الجذور الحرة هي أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تطور الخلايا السرطانية. وبالتالي، فإن استهلاك قشور البرتقال يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، خاصة سرطان القولون.

ج. خفض مستويات الكوليسترول:

تحتوي قشور البرتقال على مركبات مثل البيوفلافونويد التي تساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم. كما أن الألياف القابلة للذوبان في قشر البرتقال تعمل على تقليل امتصاص الكوليسترول من الأمعاء، مما يحسن صحة القلب والأوعية الدموية.

د. تحسين الهضم:

الألياف الموجودة في قشر البرتقال تساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي من خلال تنظيم حركة الأمعاء وتقليل خطر الإمساك. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي قشور البرتقال على مركبات تساعد في زيادة إفراز العصارات الهضمية وتحسين عملية الهضم بشكل عام.

هـ. تحسين صحة البشرة:

يُستخدم قشر البرتقال في صناعة مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة بفضل احتوائه على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للبكتيريا. يمكن لمستخلصات قشر البرتقال أن تساعد في تقليل ظهور حب الشباب والبثور، كما أنها تساهم في تحسين نضارة البشرة وحمايتها من الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية.

و. دعم صحة الكبد:

تشير الدراسات إلى أن قشر البرتقال يحتوي على مركبات تعمل على تعزيز صحة الكبد وتحسين وظائفه. قد يساهم استهلاك قشور البرتقال في تطهير الكبد من السموم وتحسين عملية إفراز العصارات الصفراوية، مما يعزز قدرة الجسم على التخلص من المواد الضارة.

3. كيفية استخدام قشر البرتقال

هناك عدة طرق يمكن من خلالها الاستفادة من قشور البرتقال في الحياة اليومية، سواء كان ذلك من خلال إضافتها إلى الطعام أو استخدامها في العلاج الطبيعي.

أ. تحضير شاي قشر البرتقال:

يمكن تحضير شاي مفيد عن طريق غلي قشور البرتقال في الماء. يساعد هذا الشاي على تحسين عملية الهضم، والتخلص من الغازات، وتخفيف الشعور بالانتفاخ. كما أن شاي قشر البرتقال يعمل كمهدئ طبيعي ويساعد في تقليل التوتر والقلق.

ب. استخدام قشر البرتقال كتوابل:

يمكن تجفيف قشور البرتقال وطحنها لتحويلها إلى مسحوق يمكن إضافته كتوابل للطعام. هذا المسحوق يمكن أن يضفي نكهة لذيذة على العديد من الأطباق، مثل الحلويات، والسلطات، والأطباق الرئيسية.

ج. مستحضرات التجميل:

يمكن استخدام قشور البرتقال في صنع مستحضرات التجميل مثل الأقنعة الوجهية، أو العلاجات الطبيعية للبشرة. كما يمكن استخراج الزيوت العطرية من قشور البرتقال لاستخدامها في العلاجات العطرية والتدليك، حيث تساعد في تحسين مرونة البشرة وتقليل علامات الشيخوخة.

د. الحفاظ على البيئة:

من المثير للاهتمام أن قشور البرتقال يمكن استخدامها في العديد من التطبيقات البيئية. فبعد تجفيفها، يمكن استخدامها كوقود طبيعي، أو حتى كسماد عضوي يساعد في تحسين جودة التربة.

4. التأثيرات الجانبية والاحتياطات

رغم الفوائد العديدة لقشر البرتقال، يجب أن يكون هناك بعض الحذر في استخدامه، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الحمضيات. قد يؤدي تناول قشر البرتقال بشكل مفرط إلى تهيج في المعدة أو الشعور بالانتفاخ، كما أن قشور البرتقال قد تحتوي على بقايا من المبيدات الحشرية، لذا من الأفضل غسلها جيدًا قبل استخدامها.

5. الخلاصة

قشر البرتقال، الذي يُعد عادة مكونًا مهملًا بعد تناول فاكهة البرتقال، يمثل مصدرًا غنيًا بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة. من خلال الاستفادة من هذه القشور يمكن تحسين الصحة العامة عبر تعزيز جهاز المناعة، مكافحة السرطان، تقليل الكوليسترول، تحسين الهضم، وحماية البشرة. كما يمكن استخدام قشور البرتقال بطرق متعددة لتحضير مشروبات طبيعية، إضافة نكهة للأطعمة، أو في صناعة مستحضرات التجميل. إذا تم استخدامها بشكل معتدل وبطريقة صحيحة، يمكن لقشر البرتقال أن يكون إضافة قيمة في روتين الحياة اليومية.