طرق تناول الكرفس المتنوعة

طرق أكل الكرفس

يُعد الكرفس من الخضروات الورقية الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة، وهو نبات عشبي يتميز بسيقانه الطويلة المقرمشة، وأوراقه العطرية، وطعمه المائل قليلاً للملوحة مع لمسة منعشة. تنتمي نبتة الكرفس إلى الفصيلة الخيمية، وتستخدم بشكل واسع في المأكولات العالمية، سواء في الأطباق الشرقية أو الغربية. يتمتع الكرفس بسمعة غذائية ممتازة، ويُعتمد عليه كعنصر أساسي في الكثير من الأنظمة الغذائية الصحية، بسبب غناه بالألياف، والفيتامينات، والمعادن، وانخفاض سعراته الحرارية. تنوع طرق تناوله جعلت منه مكوناً مرناً يُمكن إدراجه في النظام الغذائي بعدة أشكال مبتكرة وشهية. في هذا المقال، سيتم استعراض الطرق المختلفة لأكل الكرفس، مع توضيح القيمة الغذائية التي يوفرها كل نوع من التحضير، لتقديم فهم شامل حول هذا النبات المفيد.

أولاً: الكرفس الطازج كوجبة خفيفة

يُعد أكل الكرفس نيئاً من أكثر الطرق شيوعاً واستخداماً، نظراً لسهولة تحضيره وغناه بالألياف والماء. يُغسل جيداً ويُقطع إلى عيدان صغيرة تؤكل مباشرة. يمكن تناوله منفرداً أو مع إضافات مثل:

• زبدة الفول السوداني: يُدهن الكرفس بزبدة الفول السوداني الطبيعية لخلق توازن بين البروتين والنكهة المقرمشة.

• الجبن الكريمي: يمكن حشو سيقان الكرفس بالجبن القابل للدهن، مما يعطيه طعماً كريميًا غنيًا.

• الحمص المهروس: يُعتبر الحمص بديلاً نباتياً صحياً، ويُناسب الحميات النباتية.

• اللبنة أو الزبادي اليوناني: للحصول على مصدر ممتاز من البروتين مع فوائد البروبيوتيك.

هذا الشكل من الأكل يُعتبر مثالياً كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية، خاصة للأشخاص الذين يسعون لفقدان الوزن أو الحفاظ عليه، كونه منخفض السعرات ويعزز الشعور بالشبع.

ثانياً: إضافته إلى السلطات

يُعد الكرفس مكوناً أساسياً في أنواع متعددة من السلطات، حيث يضيف قواماً مقرمشاً وطعماً مميزاً. من أشهر الوصفات التي يُستخدم فيها الكرفس:

• سلطة الكولسلو (Coleslaw): يمكن استخدام الكرفس المفروم بدلًا من أو مع الملفوف لإضافة نكهة وقوام مميز.

• سلطة التونة أو الدجاج: يضاف الكرفس المفروم إلى خليط التونة أو الدجاج المسلوق مع المايونيز والليمون والبقدونس.

• السلطة الخضراء التقليدية: يمكن تقطيع سيقان الكرفس وإضافتها مع الخس، الجرجير، الخيار والطماطم للحصول على سلطة غنية بالألياف.

• سلطة الفواكه المملحة: يُمكن خلط الكرفس مع التفاح، الجوز، والعنب للحصول على مزيج مالح-حلو مفيد وغني.

هذه السلطات تكون مثالية في فصول الصيف أو كأطباق جانبية مغذية مع الوجبات.

ثالثاً: العصير الطازج من الكرفس

يُعرف عصير الكرفس بفوائده الصحية الكبيرة، وقد ذاع صيته كجزء من الأنظمة الغذائية الخاصة بالتخلص من السموم أو “الديتوكس”. يُحضّر العصير عبر خلط سيقان الكرفس في الخلاط مع كمية صغيرة من الماء، ويمكن شربه منفردًا أو مع مكونات أخرى مثل:

• عصير التفاح الأخضر: لتخفيف الطعم القوي للكرفس وإضافة نكهة حلوة.

• الزنجبيل والليمون: لمنح الجسم دفعة من مضادات الأكسدة وتنشيط الجهاز الهضمي.

• الخيار والنعناع: لمزيد من الانتعاش وتسهيل الهضم.

تناول عصير الكرفس على الريق يُعزز من أداء الجهاز الهضمي، ويحسّن من امتصاص المغذيات، ويساعد في تنظيف الكبد والقولون من السموم المتراكمة.

رابعاً: الكرفس المطبوخ في الحساء واليخنات

يُعتبر الكرفس عنصراً أساسياً في إعداد المرق والحساء، ويُضاف عادةً مع الجزر والبصل لتشكيل قاعدة النكهات المعروفة باسم “الميربوا” (Mirepoix) في المطبخ الفرنسي. يشمل استخدامه في هذا السياق:

• حساء الخضار: يُضاف الكرفس المفروم مع البطاطا، الجزر، الطماطم، والكوسا.

• شوربة الدجاج أو اللحم: يساهم الكرفس في تعزيز النكهة وتوازنها.

• اليخنات والبقوليات: يُطبخ مع العدس، الفاصولياء أو البازلاء ليمنحها طعماً عميقاً.

الحرارة تقلل من بعض الفيتامينات الحساسة مثل فيتامين C، لكنها تجعل الألياف أكثر ليونة، مما يُسهّل عملية الهضم للأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية.

خامساً: الكرفس المجفف أو المطحون كتوابل

يُمكن تجفيف الكرفس ثم طحنه للحصول على بودرة تُستخدم كبهار يضاف إلى الأطباق لإضفاء نكهة مميزة. يُمكن استخدام بودرة الكرفس في:

• تتبيل اللحوم والدجاج.

• تتبيل البطاطا المقلية أو المشوية.

• إضافته إلى الحساء والصلصات.

الكرفس المجفف يُعد طريقة عملية لتخزينه لفترات طويلة دون أن يفقد نكهته، كما يُعتبر حلاً مثالياً للأشخاص الذين لا يُفضلون قوامه الطازج.

سادساً: استخدام أوراق الكرفس

غالباً ما يتم تجاهل أوراق الكرفس على الرغم من قيمتها الغذائية العالية وغناها بمضادات الأكسدة. يمكن استخدام الأوراق بطرق متنوعة:

• كزينة على الأطباق: مثل الشوربة والسلطات.

• كمكون في العصائر الخضراء: لإضافة نكهة قوية ومغذيات مركزة.

• في عمل البيستو النباتي: تُخلط مع الثوم، الزيت، والمكسرات لصنع صلصة بيستو غير تقليدية.

أوراق الكرفس غنية بفيتامين K وفيتامين A، وتُعتبر خياراً ممتازاً لدعم صحة العظام والبصر.

سابعاً: إدخاله في المخبوزات والفطائر المالحة

تُستخدم سيقان الكرفس المفرومة أحياناً في الحشوات المالحة للمخبوزات مثل:

• فطائر الدجاج بالخضار: حيث يُضاف الكرفس إلى البصل والجزر والدجاج.

• فطائر اللحم: يُستخدم الكرفس لإضفاء نكهة ونضارة إلى الحشوة.

• المعجنات النباتية: يدخل في حشوات تجمع بين السبانخ، البصل والكرفس.

يُضيف الكرفس نكهة عطرية خفيفة، ويزيد من كثافة الحشوة بطريقة مغذية وممتعة.

ثامناً: استخدامه في المخللات والمقبلات

يُعتبر الكرفس مكوناً مناسباً جداً للمخللات بسبب قوامه المقرمش وقدرته على امتصاص النكهات:

• مخلل الكرفس بالخل والثوم: يُقطع الكرفس ويُنقع في مزيج من الخل، الماء، الثوم، وبهارات التخليل.

• المقبلات الإيطالية (Antipasto): يُضاف الكرفس المخلل إلى طبق يحتوي على الزيتون، الفلفل، والجبن.

هذه الطريقة تُعزز من مدة حفظ الكرفس وتضيف تنوعاً للطعام.

تاسعاً: دمجه مع الأرز والمكرونة

يُستخدم الكرفس في العديد من وصفات الأرز والمكرونة، سواء كمكون أساسي أو كنكهة داعمة:

• أرز بالخضار: يُضاف الكرفس مع البصل والجزر والفلفل لتحسين الطعم.

• مكرونة مع صلصة الطماطم: تُضاف مكعبات الكرفس إلى الصلصة للحصول على نكهة أعمق.

• مكرونة مع التونة والكرفس: وصفة سهلة وسريعة ومليئة بالبروتين.

عاشراً: إدخاله في حميات خاصة مثل الكيتو والباليو

بفضل انخفاض نسبة الكربوهيدرات فيه، يُعتبر الكرفس مثالياً لحميات مثل:

التركيب الغذائي للكرفس (لكل 100 غرام)

الخلاصة الغذائية

الكرفس ليس مجرد نبات يُضاف كزينة أو مكون ثانوي، بل هو عنصر غذائي غني ومتكامل، يمكن دمجه بطرق لا حصر لها ضمن النظام الغذائي اليومي. من خلال تناوله نيئًا، أو إدخاله في السلطات، أو استخدامه في الطهي، أو حتى شربه كعصير، يقدم الكرفس فوائد جمة تعزز مناعة الجسم، وتدعم صحة القلب، وتحسن عملية الهضم، وتُسهم في تنظيم ضغط الدم. هذا التنوع الكبير يجعله من أفضل الخضروات التي يمكن استغلالها بشكل فعّال في كل وجبة.

المراجع:

1. USDA FoodData Central – Celery: https://fdc.nal.usda.gov

2. Medical News Today – What are the health benefits of celery?