أعراض سرطان الأمعاء وطرق التشخيص

أعراض سرطان الأمعاء: علامات مبكرة وطرق التشخيص

يعد سرطان الأمعاء من بين السرطانات الأكثر شيوعًا في العالم، ويؤثر بشكل رئيسي على الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 70 عامًا. يعتبر هذا النوع من السرطان، الذي يشمل سرطان القولون والمستقيم، من الأمراض التي تتطور بشكل تدريجي ويمكن أن تتسبب في أعراض متنوعة، بعضها قد يكون غامضًا أو مشابهًا لحالات صحية أخرى. نتيجة لذلك، فإن التشخيص المبكر والمراقبة المنتظمة من الأمور الحيوية لتحسين فرص العلاج والشفاء.

ما هو سرطان الأمعاء؟

سرطان الأمعاء هو نوع من السرطان الذي يبدأ في الأمعاء الغليظة (القولون) أو في المستقيم، وهو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة. يتطور عادة من أورام حميدة صغيرة تعرف باسم “الزوائد اللحمية” التي يمكن أن تتحول مع مرور الوقت إلى خلايا سرطانية. يمكن أن تتشكل هذه الأورام بسبب تراكم الخلايا غير الطبيعية التي تبدأ في النمو بشكل غير منضبط، مما يؤدي إلى تكوين كتلة.

أعراض سرطان الأمعاء المبكرة

تتعدد الأعراض التي قد تشير إلى وجود سرطان الأمعاء، وتختلف حسب موقع الورم وحجمه ومدى انتشاره. بعض الأعراض قد تكون بسيطة وغير محددة في البداية، مما يجعل من الصعب اكتشاف المرض في مراحله المبكرة. تشمل الأعراض المبكرة الأكثر شيوعًا ما يلي:

1. تغيرات في حركة الأمعاء

من أبرز الأعراض التي يمكن أن تشير إلى سرطان الأمعاء هي التغيرات في حركة الأمعاء. قد يعاني المريض من:

• إسهال مزمن: يتسبب السرطان في تغيير نمط الحركة الطبيعية للأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث الإسهال.

• إمساك مستمر: قد يشعر المريض بصعوبة في التبرز أو قد يعاني من الإمساك لفترات طويلة.

• تغير في مظهر البراز: قد يصبح البراز رقيقًا أو يشبه الشريط، وهي علامة قد تدل على وجود انسداد جزئي في الأمعاء.

2. ألم البطن والتقلصات

الشعور بالألم في منطقة البطن أو التقلصات المتكررة يعتبر من الأعراض المزعجة التي قد تكون نتيجة لوجود ورم في الأمعاء. يزداد الألم عادة مع مرور الوقت، ويمكن أن يكون مصحوبًا بالشعور بالامتلاء أو الانتفاخ.

3. الشعور بالانتفاخ المستمر

الشعور بالانتفاخ هو عرض شائع يمكن أن يحدث بسبب تراكم الغازات أو انسداد الأمعاء الناتج عن الورم. يمكن أن يصاحب هذا الانتفاخ أيضًا شعورًا بالتخمة أو ثقل في البطن.

4. نزيف المستقيم أو الدم في البراز

ظهور الدم في البراز هو من الأعراض المميزة التي قد تشير إلى سرطان الأمعاء. قد يكون الدم مرئيًا على سطح البراز أو قد يكون مختلطًا مع البراز نفسه. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الدم في البراز مائلًا إلى اللون الأحمر الفاتح إذا كان النزيف بالقرب من المستقيم، بينما قد يكون داكنًا إذا كان النزيف في الأجزاء العليا من الأمعاء.

5. فقدان الوزن غير المبرر

فقدان الوزن المفاجئ وغير المبرر هو من الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود ورم سرطاني في الأمعاء. هذا الفقدان لا يرتبط عادةً بتغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني.

6. الشعور بالتعب المستمر

يمكن أن يؤدي سرطان الأمعاء إلى فقدان الجسم للطاقة، مما يسبب الشعور بالتعب المستمر والضعف. قد يكون هذا التعب ناتجًا عن النزيف المزمن أو بسبب تأثير الورم على قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية.

7. تغيرات في شهية الطعام

يمكن أن يسبب السرطان فقدانًا في الشهية أو رغبة في تناول كميات أقل من الطعام. كما يمكن أن يشعر المرضى بالامتلاء سريعًا بعد تناول وجبة صغيرة.

أعراض سرطان الأمعاء في المراحل المتقدمة

مع تقدم المرض، تصبح الأعراض أكثر وضوحًا وقد تتفاقم بشكل كبير. في هذه المرحلة، قد يعاني المريض من:

• انسداد الأمعاء: نتيجة لزيادة حجم الورم أو انتشاره، قد يحدث انسداد جزئي أو كامل في الأمعاء. يصاحب الانسداد عادةً ألمًا حادًا في البطن، وانتفاخًا شديدًا، وصعوبة في التبرز أو تمرير الغازات.

• ارتفاع درجة الحرارة: يمكن أن يسبب الورم التهابًا في الأمعاء، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالقشعريرة.

• انتشار السرطان: إذا انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الكبد أو الرئتين، قد تظهر أعراض جديدة مثل صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر أو اليرقان (اصفرار الجلد والعينين) في حالة انتشار المرض إلى الكبد.

التشخيص المبكر للمرض

من المهم أن يعرف الأفراد الأعراض التي قد تشير إلى سرطان الأمعاء وضرورة استشارة الطبيب في حالة ظهور أي من هذه الأعراض. يعتبر التشخيص المبكر من أهم عوامل نجاح العلاج، إذ أن اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير.

الفحوصات الروتينية

يجب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أو الذين لديهم تاريخ عائلي من سرطان الأمعاء أن يخضعوا لفحوصات دورية للكشف عن هذا المرض. تشمل هذه الفحوصات:

• منظار القولون: يعد من أفضل الفحوصات للكشف عن سرطان الأمعاء. يتم فيه إدخال أنبوب مرن يحتوي على كاميرا عبر فتحة الشرج لفحص الأمعاء الغليظة والبحث عن أي تغيرات أو أورام.

• اختبار الدم الخفي في البراز: يساعد هذا الاختبار في الكشف عن وجود دم خفي في البراز، وهو من المؤشرات المبكرة على وجود أورام سرطانية.

• الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية: قد يُستخدم هذا الفحص في بعض الحالات لمراقبة الأمعاء واكتشاف أي تغييرات قد تشير إلى وجود سرطان.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

إضافة إلى الأعراض، هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الأمعاء، تشمل:

• التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة مصابون بسرطان الأمعاء يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

• التغذية غير الصحية: النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والمقليّات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

• قلة النشاط البدني: الأفراد الذين لا يمارسون النشاط البدني بشكل منتظم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

• التدخين والكحول: يعتبر التدخين وشرب الكحول من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الأمعاء.

• الأمراض الالتهابية المزمنة: مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، حيث تزيد هذه الأمراض من احتمالية حدوث السرطان في الأمعاء.

طرق العلاج

تعتمد خيارات علاج سرطان الأمعاء على مرحلة المرض وحجم الورم. تشمل العلاجات الأساسية:

• الجراحة: تهدف إلى إزالة الورم أو الجزء المصاب من الأمعاء.

• العلاج الكيميائي: يُستخدم بعد الجراحة لتقليص حجم الأورام المتبقية أو لتدمير الخلايا السرطانية المتناثرة.

• العلاج الإشعاعي: يستخدم في بعض الحالات لتقليص الورم قبل الجراحة أو لعلاج الأورام المتبقية بعد الجراحة.

• العلاج المناعي والعلاج المستهدف: يستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان المتقدمة أو المقاومة للعلاج التقليدي.

الخلاصة

سرطان الأمعاء هو مرض خطير يمكن أن يسبب العديد من الأعراض المزعجة. بالرغم من أن الأعراض قد تكون غامضة في البداية، إلا أن الكشف المبكر يزيد من فرص الشفاء. من المهم أن يتعرف الأفراد على الأعراض المحتملة لهذا المرض وأن يخضعوا للفحوصات الدورية التي قد تساعد في الكشف عن السرطان في مراحله المبكرة. من خلال العلاج المناسب والالتزام بتغيير نمط الحياة، يمكن التغلب على المرض والعيش حياة صحية طويلة.