طرق تجنب الحمل في الزواج

كيف أتجنب الحمل في بداية الزواج؟

يعد الحمل في بداية الزواج أحد المواضيع التي تشغل بال العديد من الأزواج، خاصةً في حالات الزوجين الذين يفضلون التمهل قبل إنجاب الأطفال، وذلك لأسباب قد تتعلق بالتحضير النفسي، أو الاستقرار المالي، أو حتى الرغبة في التمتع بمرحلة ما قبل الأبوة والأمومة. في هذا المقال، سنتناول طرق وأساليب تجنب الحمل في بداية الزواج، بالإضافة إلى التطرق لمجموعة من النصائح والاحتياطات التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك بشكل آمن وفعّال.

1. الوسائل الطبيعية لتجنب الحمل

تعتمد بعض الأزواج على الوسائل الطبيعية كحل أول لتجنب الحمل. على الرغم من أن هذه الطرق لا تضمن حماية تامة من الحمل إلا أنها تعتبر أقل تدخلاً في العمليات الطبيعية للجسم.

• طريقة العدّ أو التقويم: تعتمد هذه الطريقة على معرفة الأيام التي يكون فيها الجسم أكثر قابلية للحمل، والتي تكون عادة في منتصف الدورة الشهرية. يعتمد هذا الأسلوب على مراقبة الدورة الشهرية بدقة واتباع تقنيات معينة لحساب فترة الإباضة، مما يساعد الزوجين على تجنب ممارسة العلاقة الجنسية في تلك الفترة. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الطريقة قد تتأثر بعوامل غير متوقعة مثل التغيرات الهرمونية أو اضطرابات الدورة الشهرية.

• الانسحاب (طريقة العزل): يقوم الرجل في هذه الطريقة بالانسحاب قبل القذف لتجنب وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم. على الرغم من أنها قد تبدو طريقة بسيطة، إلا أن فعاليتها تكون منخفضة بالمقارنة مع الوسائل الطبية الأخرى، حيث قد يحدث تسرب للحيوانات المنوية في بعض الأحيان.

2. وسائل منع الحمل الطبية

تعد الوسائل الطبية من بين الطرق الأكثر فعالية في تجنب الحمل، وتتراوح من الأدوية إلى الإجراءات الجراحية. تتعدد الخيارات المتاحة للزوجين حسب احتياجاتهم وحالتهم الصحية.

• الحبوب المانعة للحمل: تعتبر الحبوب من أكثر وسائل منع الحمل شيوعاً. وهي تحتوي على هرمونات صناعية تعمل على منع الإباضة أو تقليل قابلية الرحم لاستقبال البويضة المخصبة. يجب على المرأة تناول الحبوب بشكل يومي واتباع التعليمات الطبية بدقة. لا يمكن استخدام هذه الوسيلة في حالات معينة مثل المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالهرمونات.

• الحقن الشهرية أو الثلاثية: يتم فيها حقن المرأة بجرعة من الهرمونات التي تمنع الحمل، وتستمر فعاليتها لفترات تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر. وتعد هذه الطريقة أكثر راحة للنساء اللواتي ينسين تناول الحبوب اليومية، ولكنها قد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية مثل تقلبات المزاج أو زيادة الوزن.

• اللولب (IUD): اللولب هو جهاز صغير يوضع داخل الرحم ليمنع الحمل. هناك نوعان من اللولب: الهرموني وغير الهرموني. يعمل اللولب على منع البويضة من الوصول إلى الرحم أو على جعل الرحم غير مناسب لاستقبالها. تُعتبر هذه الطريقة فعالة جداً ولا تحتاج إلى تذكير يومي، لكن قد يشعر بعض النساء ببعض الألم عند التركيب.

• الواقيات الذكرية والأنثوية: تعد الواقيات من أكثر وسائل منع الحمل أماناً وانتشاراً، فهي لا تحمي فقط من الحمل، بل أيضاً من الأمراض المنقولة جنسياً. الواقي الذكري هو الأكثر شيوعاً، ويعمل كحاجز يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى المهبل، مما يقلل من احتمالية الحمل. يعتبر الواقي الأنثوي خياراً آخر، ويعمل بنفس الطريقة، لكنه أقل شيوعاً من الذكري.

• الزرع تحت الجلد: هو جهاز يحتوي على هرمونات يزرع تحت جلد الذراع ويوفر حماية لمدة قد تصل إلى 3 سنوات. يتمتع هذا الخيار بفعالية عالية وقدرة على الحد من الحمل دون الحاجة لتدخل يومي أو شهري.

3. الطرق الجراحية لمنع الحمل

تعد الخيارات الجراحية أحد أكثر الأساليب الفعّالة، ولكنها عادة ما تكون دائمة أو شبه دائمة.

• الربط الجراحي (التعقيم): في بعض الحالات، قد يقرر الزوجان اللجوء إلى إجراء جراحي دائم مثل الربط للأنابيب أو قطع القناة الدافقة. في حالة المرأة، يتم ربط قنوات فالوب لمنع وصول البويضة إلى الرحم. أما في الرجل، فيتم قطع القنوات التي تنقل الحيوانات المنوية. تعد هذه الخيارات دائمة ولا يمكن عكسها بسهولة، لذلك يجب التفكير جيداً قبل اتخاذ هذا القرار.

• التعقيم الراجع (الرجوع عن التعقيم): على الرغم من أن عمليات التعقيم قد تكون دائمة، إلا أن هناك بعض الحالات التي يمكن فيها عكس هذه العمليات، لكن هذا ليس مضموناً دائماً وقد لا تنجح العملية بنسبة 100%.

4. الاعتبارات الصحية والبدنية

عند التفكير في تجنب الحمل في بداية الزواج، من المهم أن تأخذ المرأة والزوج بعين الاعتبار حالتهما الصحية بشكل عام، حيث قد تؤثر بعض الحالات الطبية على الخيارات المتاحة. على سبيل المثال، قد تكون بعض النساء غير قادرات على استخدام الحبوب الهرمونية بسبب تاريخ طبي مع مشاكل في الدورة الشهرية أو تاريخ عائلي من السرطان. وفي هذه الحالات، قد يفضل الطبيب استخدام وسائل أخرى مثل اللولب أو الواقي الذكري.

كما يُنصح بإجراء فحوصات طبية شاملة قبل بدء استخدام أي وسيلة من وسائل منع الحمل، وذلك للتأكد من أن الطريقة المختارة تناسب حالتهما الصحية ولا تؤدي إلى أي مضاعفات.

5. التواصل بين الزوجين

يعد التواصل الجيد بين الزوجين حول رغباتهما في تجنب الحمل أمرًا حاسمًا. يجب أن يتم مناقشة الوسائل المتاحة بشكل صريح وصادق للتوصل إلى قرار مشترك. لا ينبغي أن يكون القرار مفروضًا من طرف واحد، بل يجب أن يكون هناك تفاهم كامل بين الطرفين لضمان النجاح والراحة.

6. التحضير النفسي والجسدي للإنجاب مستقبلاً

في بعض الأحيان، قد يفضل الزوجان تأجيل الحمل لأسباب خاصة، لكن لا بد من مراعاة أن تأجيل الحمل قد يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة. من المهم أن تكون المرأة مستعدة نفسيًا وجسديًا للحمل في المستقبل، وفي حال كانت الوسائل المتبعة تؤدي إلى التأثير على الدورة الشهرية أو الصحة العامة، يجب التشاور مع الطبيب المعالج.

7. التخطيط المالي والعائلي

من الضروري التخطيط المالي عند اتخاذ قرار تأجيل الحمل، حيث إن الحمل يتطلب تكاليف إضافية تتعلق بالرعاية الصحية، والأدوية، وتكاليف المولود. يمكن أن يساعد تحديد الميزانية الشهرية والتخطيط الطويل الأجل في اتخاذ قرار مناسب بشأن توقيت الحمل.

الخلاصة

إن تجنب الحمل في بداية الزواج يعد مسألة حساسة يجب التعامل معها بعناية ووعي. تتوفر اليوم العديد من الوسائل التي يمكن أن تساعد الأزواج في التحكم في توقيت الحمل، سواء عبر الوسائل الطبيعية أو الطبية. من المهم أن يختار الزوجان الطريقة الأنسب لهما بناءً على حالتهما الصحية والتفضيلات الشخصية، وأن يتواصلوا معًا بشكل مستمر للحفاظ على استقرار العلاقة وتوفير بيئة صحية لبدء حياة عائلية مستدامة.