طرق انتقال فيروس سي ووقايته

كيف تنتقل عدوى فيروس (سي)؟

فيروس التهاب الكبد الوبائي “C” هو فيروس يهاجم الكبد ويؤدي إلى التهاب مزمن قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التليف الكبدي وسرطان الكبد. يُعتبر هذا الفيروس من أكثر الفيروسات التي يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، ومن المهم أن نفهم كيفية حدوث هذه العدوى لضمان الوقاية منها واتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشارها. في هذا المقال، سنتناول مختلف وسائل انتقال عدوى فيروس “سي” وطرق الوقاية منه.

مقدمة عن فيروس (سي)

ينتمي فيروس التهاب الكبد الوبائي “C” إلى فصيلة الفيروسات الكبدية التي تصيب الكبد وتسبب التهابات حادة ومزمنة. يُعتقد أن هذا الفيروس تم اكتشافه في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وأصبح يشكل أحد أكبر التحديات الصحية العالمية. يصيب الفيروس الكبد ويسبب تراكم الأضرار على المدى الطويل إذا لم يُكتشف ويُعالج في وقت مبكر، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل التليف الكبدي وفشل الكبد.

يتنقل فيروس (سي) من خلال ملامسة دم شخص مصاب بالفيروس. قد تكون الأعراض المبكرة للعدوى غير واضحة أو قد تكون شبه معدومة، مما يجعل من الصعب اكتشاف الإصابة في مراحلها الأولى. لذلك، فإن فهم كيفية انتقال العدوى هو خطوة أساسية في الوقاية من انتشار المرض.

طرق انتقال فيروس (سي)

1. الاتصال المباشر بالدم الملوث

تُعد هذه الطريقة الأكثر شيوعًا لانتقال فيروس (سي). يتم نقل الفيروس عندما يتعرض شخص لدم شخص آخر مصاب بالفيروس. تشمل هذه الطريقة عدة سيناريوهات قد يحدث فيها انتقال الفيروس، مثل:

• استخدام الإبر غير المعقمة: يعد تعاطي المخدرات عن طريق الحقن باستخدام إبر ملوثة من أكثر الطرق شيوعًا لانتقال فيروس (سي). إذ قد يتم إعادة استخدام الإبر بين الأشخاص مما يزيد من خطر انتقال الفيروس.

• العمليات الجراحية غير الآمنة: في بعض الحالات، قد تحدث إصابات إذا كانت الأدوات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية أو في إجراء بعض العلاجات لا يتم تعقيمها بشكل كافٍ.

• فحص الدم الملوث: بالرغم من أن جميع وحدات الدم في الدول المتقدمة تخضع لاختبارات دقيقة للكشف عن الفيروسات مثل فيروس (سي)، قد تحدث حالات نادرة من الإصابة بسبب نقل الدم الملوث في الدول التي تفتقر إلى الإجراءات اللازمة للفحص.

2. الانتقال من الأم إلى الطفل (الانتقال العمودي)

يمكن أن ينتقل فيروس (سي) من الأم الحامل إلى الجنين أثناء الولادة. هذا النوع من الانتقال يُعتبر نادرًا مقارنة بالطرق الأخرى، ولكن في بعض الحالات قد يحدث انتقال للفيروس خلال عملية الولادة إذا كانت الأم حاملة للفيروس.

3. العلاقة الجنسية غير المحمية

على الرغم من أن فيروس (سي) لا يُعتبر فيروسًا ينتقل بسهولة عبر الاتصال الجنسي مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، إلا أن هناك بعض الحالات التي تم فيها انتقال الفيروس من خلال العلاقات الجنسية غير المحمية، خاصة في الحالات التي يتواجد فيها جروح أو تقرحات في الأعضاء التناسلية يمكن أن تؤدي إلى تعرض الشخص السليم للدم الملوث. وعادة ما تكون نسبة انتقال الفيروس في هذه الحالة منخفضة جدًا.

4. ملامسة الجروح أو الخدوش مع الدم الملوث

في حال ملامسة الجروح أو الخدوش المفتوحة مع دم شخص مصاب بفيروس (سي)، قد يحدث انتقال للفيروس. يشمل هذا الاتصال في البيئات التي يتعرض فيها الشخص لدم ملوث، مثل مراكز الرعاية الصحية أو الأماكن التي تتطلب التعامل مع الأدوات الحادة.

5. الوشم أو الحلاقة باستخدام أدوات غير معقمة

قد يؤدي إجراء وشم أو الحلاقة باستخدام أدوات غير معقمة إلى انتقال فيروس (سي) إذا كانت الأدوات تحتوي على دم ملوث من شخص مصاب. ويشمل ذلك أدوات الحلاقة الشخصية أو المعدات المستخدمة في صالونات الوشم. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي الشقوق الصغيرة أو الجروح الناتجة عن هذه الأدوات إلى انتقال الفيروس.

6. عمليات التبرع بالدم غير المشروعة

في بعض البلدان النامية، قد يتم نقل الدم بطريقة غير قانونية أو يتم التبرع به دون فحص مناسب، مما يزيد من خطر انتقال فيروس (سي). وعلى الرغم من أن هذه الحالات نادرة في البلدان التي تطبق فحوصات صارمة، إلا أن هذا يعد سببًا محتملاً للإصابة بالفيروس.

عوامل تؤثر على انتقال فيروس (سي)

هناك عدة عوامل تؤثر في احتمالية انتقال فيروس (سي) من شخص لآخر. من بين هذه العوامل:

• وجود التهاب نشط في الكبد: الأشخاص الذين يعانون من التهاب حاد بسبب فيروس (سي) هم أكثر عرضة لنقل الفيروس إلى الآخرين، خاصة إذا كانت مستويات الفيروس في الدم مرتفعة.

• العدد الكبير من الشركاء الجنسيين: في الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيين متعددين أو يتعرضون لإصابات جنسية، تكون احتمالية انتقال الفيروس أعلى.

• وجود حالات طبية مصاحبة: الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى قد يكونون أكثر عرضة للإصابة أو نقل الفيروس.

الوقاية من انتقال فيروس (سي)

1. تجنب استخدام الإبر المشتركة

من أبرز طرق الوقاية من فيروس (سي) هي تجنب تعاطي المخدرات عن طريق الحقن. ينبغي توعية الأشخاص بأهمية استخدام إبر خاصة وعدم مشاركة الأدوات المستخدمة في الحقن. كما يجب أن يتم تعقيم جميع الأدوات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية أو الفحوصات الطبية بشكل جيد.

2. الفحص المنتظم لدماء المتبرعين

يجب التأكد من فحص الدم المتبرع به في جميع المراكز الطبية والمستشفيات قبل استخدامه في نقل الدم. ينبغي أن تكون عمليات فحص الدم دقيقة للتأكد من عدم وجود الفيروس.

3. الوقاية في العلاقات الجنسية

من المهم أن يتخذ الأفراد الذين قد يكون لديهم عوامل خطر من انتقال فيروس (سي) تدابير وقائية عند ممارسة العلاقات الجنسية. قد تشمل هذه التدابير استخدام الواقيات الذكرية أو تجنب الممارسات الجنسية التي قد تعرضهم للدم، مثل الممارسات التي تتضمن جروحًا أو تقرحات في الأعضاء التناسلية.

4. تجنب الأدوات الشخصية المشتركة

من المهم تجنب استخدام الأدوات الشخصية مثل الشفرات والمقصات وأدوات الحلاقة والأدوات الطبية الشخصية بين الأفراد. ينبغي استخدام الأدوات الخاصة بكل شخص وتجنب مشاركة الأدوات الملوثة بالدم.

5. العلاج والوقاية للأمهات الحوامل

يجب أن تتلقى النساء الحوامل المصابات بفيروس (سي) الرعاية المناسبة، حيث أن بعض العلاجات قد تساعد في تقليل خطر انتقال الفيروس إلى الجنين أثناء الولادة.

6. التوعية والمراقبة الصحية

من خلال زيادة الوعي حول طرق انتقال فيروس (سي) وكيفية الوقاية منه، يمكن تقليل خطر انتشار الفيروس في المجتمع. ويجب على الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر أن يخضعوا للفحص بشكل دوري للكشف عن وجود الفيروس، خاصة في حال وجود أعراض غير واضحة.

خاتمة

من المهم أن يكون الأفراد على دراية بكيفية انتقال فيروس (سي) لضمان الوقاية منه. باستخدام الإجراءات الوقائية المناسبة مثل تجنب ملامسة الدم الملوث، والتأكد من تعقيم الأدوات الطبية، واتباع الممارسات الجنسية الآمنة، يمكن الحد من انتشار هذا الفيروس الخطير. كما يجب أن تتواصل المجتمعات الصحية مع الجمهور لزيادة الوعي وتشجيع الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن العدوى، مما يسهم في الوقاية والتقليل من المضاعفات الناجمة عن فيروس (سي).