أحداث يوم القيامة بالترتيب
يعد يوم القيامة أحد أعظم الأحداث في تاريخ الإنسان، وهو اليوم الذي ينتهي فيه الوجود الأرضي وتبدأ مرحلة جديدة من الحياة الأبديّة. جاء الحديث عن يوم القيامة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشكل مفصّل، حيث تم التطرق إلى أحداثه، بدايته ونهايته، وعلامات وقوعه، وكل ما يرتبط بهذا اليوم العظيم. في هذا المقال، سنتناول أحداث يوم القيامة بالتفصيل وبالترتيب الزمني حسب ما ورد في النصوص الشرعية.
1. علامات يوم القيامة الكبرى
قبل أن يبدأ يوم القيامة، هناك العديد من العلامات التي تشير إلى قرب وقوعه، وتنقسم هذه العلامات إلى علامات صغرى وعلامات كبرى.
-
العلامات الصغرى: وقد بدأ العديد منها منذ بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثل ظهور الفتن، كثرة الزنا، انتشار الرشاوى، وظهور الباطل وانحسار الحق.
-
العلامات الكبرى: هي علامات واضحة، يتحقق منها بداية النهاية، وتشمل:
-
خروج المهدي المنتظر: وهو شخص يُنتظر ظهوره قبل يوم القيامة ليملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما مُلئت ظلمًا وجورًا.
-
ظهور الدجال: الذي يَفتن الناس ويغويهم بدعوى الألوهية، وهو من أعظم الفتن التي تحدث في آخر الزمان.
-
نزول عيسى بن مريم عليه السلام: فيقتل الدجال ويثبت الحق، ويعم السلام في الأرض.
-
خروج يأجوج ومأجوج: وهم قبيلتان من البشر، يخرجون بعد نزول عيسى عليه السلام، ويثيرون الفساد في الأرض، حتى يهلكهم الله.
-
طلوع الشمس من مغربها: فيحدث هذا الحدث بعد خروج الدجال وقبل وقوع الساعة، وهو دليل على اقتراب القيامة.
-
الدخان: وهي سحابة تغشى الأرض وتسبب ضيقًا في الأنفاس، وهي من العلامات الكبرى.
-
الدابة: وهي دابة كبيرة، تظهر في آخر الزمان، تتحدث مع الناس وتعرفهم بنهاية العالم.
-
2. نفخ الصور
أول حدث في يوم القيامة هو نفخ الصور، الذي ينفخه إسرافيل عليه السلام، وهو عبارة عن قرن كبير يُنفخ فيه عدة مرات. النفخة الأولى هي نفخة الصعق، التي تصعق جميع الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والحيوانات، فتتحطم جميع الأشياء وتدمر. وتستمر فترة من الوقت تكون فيها الأرض والسماء في حالة فوضى ودمار شامل.
3. النفخة الثانية: بعث الأموات
بعد النفخة الأولى، تأتي النفخة الثانية التي تُعرف بــ نفخة البعث، حيث يحيي الله تعالى جميع من مات في الأرض منذ بدء الخليقة. تنهض الأموات من قبورهم، ويكونون في حالة من الذهول والدهشة، كما جاء في القرآن الكريم: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ” (النمل: 87).
4. القيامة: إحياء الأرض وظهور المخلوقات
بعد بعث الأموات، يحدث إحياء للأرض أيضًا، وتتحول إلى ساحة محكمة ضخمة حيث يُجمع فيها الخلق للحساب. تظهر الأرض الجديدة التي لم تعرفها البشرية من قبل، ويُجمع فيها البشر كافة من أولهم إلى آخرهم، وتظهر العجائب والآيات الربانية، وتبدأ المحاكمة الكبرى.
5. الملائكة والموازين
في هذا اليوم، تنزل الملائكة في صفوف منتظمة، حيث يتقدمون لمهامهم التي أمرهم الله بها. تأتي الموازين التي توزن بها أعمال العباد. يُعتبر هذا الحساب دقيقًا جدًا، إذ يُحسب كل عمل على حدة، ويُذكر كل تفصيل صغير من أعمال الإنسان، سواء كان صالحًا أو سيئًا. كل شخص يُحاسب على ما قدم من عمل، وتوضع الصحف في أيدينا، فيعرف المرء أين سيذهب من جنة أو نار.
6. الحساب: الفصل بين العباد
بعد الموازين، يبدأ الحساب حيث يُعرض على كل إنسان أعماله في الدنيا، ويُسأل عن كل شيء فعلته يداه. يحاسب الناس على أعمالهم، ويُسجل لهم كل ما عملوا في حياتهم، حتى أنهم يُسألون عن أدق التفاصيل، كالعمر كيف أمضوه، والمال من أين جمعوه وأين أنفقوه.
7. الشفاعة
بينما يمر الناس في هذا الحساب، تأتي الشفاعة من الأنبياء والرسل والصالحين. النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من يشفع لأمته، ويتوسط لهم في الخلاص من شدة الموقف. ثم تأتي شفاعة المؤمنين الذين حققوا الرضا من الله عز وجل، ومن ثم تُفتح أبواب الجنة للمؤمنين.
8. تجسيم الأعمال: الجنة والنار
تُفتح أبواب الجنة لمن آمن وعمل صالحًا، وتُغلق أبواب النار عنهم. أما أهل النار، فإنهم يُسحبون إلى الجحيم جزاءً بما عملوا من كبائر وذنوب في الدنيا. تتعدد درجات الجنة والنار، وكلما كانت الأعمال أكثر صلاحًا، كان الجزاء أعظم. في الجنة توجد أنواع من النعيم والراحة، أما في النار فتوجد عذابات لا تطاق.
9. العبور على الصراط
من أبرز الأحداث التي يمر بها الإنسان في يوم القيامة هو العبور على الصراط. الصراط هو جسر عظيم، يُعبر عليه الناس إلى الجنة، وكل شخص يمر عليه وفقًا لأعماله، فمنهم من يمر سريعًا ومنهم من يمر ببطء أو يتعثر. الصراط هو آخر خطوة قبل دخول الجنة، وهو من أعتى التحديات التي يجب على الجميع اجتيازها بنجاح.
10. الخلود في الجنة أو النار
الحدث النهائي في يوم القيامة هو تحديد مصير الإنسان، سواء في الجنة أو في النار. الجنة هي دار الخلود والسعادة الأبدية، حيث النعيم لا ينتهي، بينما النار هي دار العقاب والشقاء الأبدي. الناس في الجنة يعيشون في نعيم لا مثيل له، بينما في النار يعانون عذابًا مستمرًا لا يرحمهم.
الخاتمة
يوم القيامة هو اليوم الذي يُحاسب فيه الإنسان على أعماله، ويُفصل فيه بين العباد بناءً على أعمالهم الصالحة أو السيئة. من خلال الأحداث المذكورة، يتضح مدى جدية هذا اليوم وعظمته، حيث لا يمكن لأي شخص أن يفر من الحساب أو النجاة إلا برحمة الله سبحانه وتعالى.
