طرق التعامل مع المشاركين الفظين

10 طرق للتعامل مع المشاركين الفظِّين في ورشة العمل التدريبية

تعتبر ورش العمل التدريبية بيئة تعليمية تهدف إلى نقل المهارات والمعرفة للمشاركين بطريقة تفاعلية ومثمرة. إلا أن بعض المشاركين قد يتصرفون بطريقة فظة أو غير لائقة، مما يؤثر سلبًا على سير الورشة ويسبب توترًا بين الحضور. قد تنشأ هذه السلوكيات نتيجة لمجموعة من الأسباب مثل التوتر الشخصي، القلق بشأن الموضوع المطروح، أو حتى غياب الاحترام تجاه المحاضر أو المشاركين الآخرين. لتجاوز هذه التحديات والحفاظ على بيئة تعليمية مثمرة، إليك بعض الطرق الفعّالة للتعامل مع المشاركين الفظِّين في ورش العمل التدريبية.

1. وضع قواعد واضحة منذ البداية

من الضروري أن يتم تحديد قواعد السلوك في بداية الورشة. يمكن للمحاضر أو الميسر أن يوضح للمشاركين ما هو السلوك المقبول وغير المقبول. يشمل ذلك احترام آراء الآخرين، تجنب المقاطعة، وإعطاء الفرصة للجميع للتعبير عن آرائهم بشكل لائق. من خلال هذه القواعد، يشعر المشاركون بأن هناك توقعات محددة يجب أن يلتزموا بها طوال فترة التدريب، مما يقلل من السلوكيات الفظة أو المسيئة.

2. التفاعل المباشر والهادئ مع المشاركين الفظِّين

عند التعامل مع مشارك يتصرف بشكل فظ، يجب على المدرب أو الميسر أن يتفاعل بهدوء وبشكل غير تصادمي. يمكن أن يبدأ بتوجيه ملاحظة هادئة للمشارك بشكل فردي بعيدًا عن المجموعة. قد يتم توضيح تأثير سلوكه على الآخرين وكيف يمكن تحسين التفاعل بشكل إيجابي دون إهانة أو تجريح. إن الرد الهادئ يساعد في تجنب تصعيد الموقف ويوجه المتدرب نحو سلوك أكثر احترامًا.

3. استخدام الفكاهة بشكل استراتيجي

في بعض الحالات، يمكن استخدام الفكاهة لتخفيف التوتر وتحويل سلوك المشارك الفظ إلى شيء أكثر إيجابية. يجب أن تكون الفكاهة خفيفة ومناسبة للموقف، بحيث تتيح للمشارك فرصة لإعادة النظر في سلوكه دون أن يشعر بالانتقاد المباشر. هذه الطريقة تساعد في تحفيز الابتسامة وتخفيف حدة المواقف الصعبة.

4. الاستماع الفعّال والاهتمام بالمشاعر

في بعض الأحيان، يتصرف المشاركون بشكل فظ نتيجة لشعورهم بالإحباط أو الإهمال. من خلال الاستماع الفعّال والاهتمام بمشاعرهم، يمكن أن يشعر المشاركون بأنهم مسموعون ومفهومون. عندما يتم التواصل مع الشخص الفظّ بشكل إيجابي ويدرك أن هناك اهتمامًا بمشاعره، فإن ذلك يمكن أن يحسن سلوكه ويعزز من التفاعل الجماعي.

5. توجيه الانتباه إلى الفائدة الجماعية

من خلال التذكير المستمر بأن الهدف من ورشة العمل هو تحقيق فائدة جماعية وتطوير مهارات مشتركة، يمكن تشجيع المشاركين على ضبط سلوكهم. يتعين على المدرب أن يوضح كيف أن التفاعل المحترم والمثمر من قبل الجميع يساهم في تحقيق الأهداف التدريبية بشكل أفضل. هذا النوع من التوجيه يساعد في تشجيع المشاركين على تعديل سلوكياتهم لصالح المجموعة.

6. التعامل مع السلوك بشكل فردي خارج المجموعة

في بعض الأحيان، قد تكون السلوكيات الفظة ناتجة عن مشاكل شخصية أو تصورات خاطئة قد تكون لدى المشارك. في هذه الحالة، قد يكون من الأفضل التحدث مع المشارك بشكل خاص بعد الورشة. يمكن أن تكون المحادثة الخاصة فرصة لفهم الأسباب وراء سلوكه الفظ، والتوصل إلى حلول لتعديله في المستقبل. يوفر هذا النهج فرصة للمشارك لتوضيح مواقفه بحرية دون إحراج أمام الآخرين.

7. إعادة توجيه الطاقة السلبية إلى الإيجابية

قد يظهر السلوك الفظ في بعض الأحيان كنتيجة لضغوط أو قلق. أحد الأساليب الفعّالة هو إعادة توجيه طاقة المشاركين السلبية نحو التفكير الإيجابي والفعال. يمكن للميسر استخدام تقنيات مثل تغيير الموضوع إلى مسألة أخرى ذات أهمية أو إشراك المشارك في نشاط جماعي يشجع على التفاعل الإيجابي مع الجميع.

8. استخدام تمارين جماعية لتحفيز التعاون

إحدى الطرق الفعّالة لتخفيف السلوك الفظ هو إشراك المشاركين في تمارين جماعية تهدف إلى تعزيز التعاون والعمل الجماعي. هذه التمارين تتيح لكل فرد فرصة للحديث والعمل مع الآخرين بشكل مباشر، مما يساهم في خلق بيئة تدريبية أكثر احترامًا. من خلال مشاركة الجميع في مهام جماعية، يتم تحفيز المشاركين على تحسين تفاعلهم مع الآخرين بما يتوافق مع روح الفريق.

9. توفير مساحة للتعبير عن الآراء بشكل آمن

قد يشعر بعض المشاركين بأنهم غير قادرين على التعبير عن آرائهم بسبب الخوف من الهجوم أو الانتقاد. من خلال توفير بيئة آمنة تتيح للمشاركين التعبير عن أنفسهم بحرية، يمكن تخفيف هذا الشعور. عند تشجيع المشاركين على التعبير عن آرائهم بشكل صريح ومحترم، فإن ذلك يعزز من احترام بعضهم البعض ويقلل من فرص حدوث سلوكيات فظة.

10. القدرة على اتخاذ إجراءات حاسمة عند الضرورة

رغم كل الجهود المبذولة للحفاظ على جو من الاحترام، قد يكون هناك بعض الحالات التي تتطلب تدخلًا حاسمًا. إذا استمر المشارك في سلوك غير لائق أو فظ، فإنه قد يكون من الضروري اتخاذ إجراءات فورية. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات تقديم تحذير رسمي، أو في الحالات الأكثر تطرفًا، طلب مغادرة المشارك للورشة. يجب أن يتم ذلك بطريقة محترمة وبدون تصعيد للموقف، مع التأكيد على أن الاحترام المتبادل هو جزء أساسي من بيئة التعلم.

في الختام

إن التعامل مع المشاركين الفظِّين في ورشة العمل التدريبية يتطلب مهارات تواصل عالية وذكاء اجتماعي. من خلال وضع قواعد واضحة، الاستماع الفعّال، وتوجيه المشاركين نحو سلوك إيجابي، يمكن للميسر أن يضمن سير الورشة بشكل مريح وفعّال. مع أن هذا النوع من التحديات قد يكون محبطًا في بعض الأحيان، إلا أن التعامل الصحيح مع السلوكيات الفظة يمكن أن يعزز من نجاح الورشة ويمكّن المشاركين من تحقيق أقصى استفادة من التجربة التعليمية.