في الفترة بين عامي 1903 و1905، شهدت عالم صناعة السيارات ظهورًا مهمًا وتاريخيًا، وهو طراز فورد Model A. ورغم أنه لم يكن أول سيارة في تاريخ السيارات، إلا أنه يُعتبر واحدًا من أهم الآليات التي تم بناؤها في القرن العشرين. إذا لم يكن النجاح حليفاً لسيارة فورد Model A، فإننا لن نسمع أبدًا عن شركة فورد للسيارات في الوقت الحاضر.
عندما قام هنري فورد بإنتاج أول مركبة، كان لديه فقط 223 دولارًا وبعض النقود الصغيرة في البنك. كل شيء آخر تم استثماره في تطوير وإنتاج أول سيارة. وكان لديه فكرة جريئة لرسم السيارات باللون الأحمر، كلها!
قد يكون من الصعب فهم طراز Model A من وجهة نظرنا الحديثة. ومع ذلك، كانت السيارة اختراقًا حقيقيًا لصناعة السيارات في العالم. كان هناك بالفعل العديد من شركات صناعة السيارات حول العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة. ومع ذلك، نجح هنري فورد في إقناع مجموعة من المستثمرين بوضع أموالهم في تطوير علامة تجارية جديدة. فكرته كانت بناء سيارة سهلة القيادة وبمساحة كافية لأربعة بالغين. ولم يكن يعرف بالضبط أين يجب وضع الأبواب، ولذلك كانت السيارة تحتوي على باب واحد فقط في الخلف. وبالتالي، كان يجب على الركاب أن يتسلقوا من الخلف، على درجة، للجلوس على المقعد الخلفي.
من حيث المواصفات في ذلك الوقت، لم تكن سيارة فورد Model A على مستوى الحداثة. كانت تتميز بجرس الهورن وزوج من مصابيح الهالوجين الأكسجينية في الأمام لإضاءة الطريق. ولكن كان السائق مشغولًا جداً بأربع دواسات ومنزلق على عجلة القيادة لضبط توقيت الإشعال. ولذا كان هناك حاجة إلى وجود شخصين في الجزء الأمامي.
في الجزء الخلفي، كان هناك محرك ذو اثنين من الأسطوانات تحت السيارة، يولد قوة “رائعة” تبلغ 8 حصان. ووفقًا لمعايير تلك الأوقات، كان ذلك أمرًا هائلاً. كانت هذه القوة الزائدة جدًا بحيث كان حزام القيادة المصنوع من الجلد عرضة للكسر بشكل متكرر.
من حيث المواصفات الفنية، يتضح أن محرك السيارة كان بحجم 1.7 لتر، يتكون من اسطوانتين وسعة إزاحة 1668 سم3، ويعتمد على نظام الكربوراتير لتوزيع الوقود. كانت السرعة القصوى للسيارة تبلغ 30 ميلاً في الساعة (48 كيلومترًا في الساعة)، وكان نظام القيادة خلفي، مع علبة تروس يدوية من سرعتين.
يظهر طراز Model A كنقطة تحول مهمة في تطور صناعة السيارات، حيث أسهم في تأسيس شركة فورد للسيارات وبناء سمعتها. إنه يروي قصة نجاح هنري فورد والمستثمرين الذين جازفوا بأموالهم على هذا الفكر الجديد. وبفضل هذا الجهد، أصبحت فورد واحدة من أبرز الشركات المصنعة للسيارات في التاريخ.