في كتاب “صناعة العقل في عصر الشاشة” الذي كتبه الكاتب محمد فلحي، يتناول النص الفريد عدة جوانب مهمة تتعلق بالصور في حياة البشر وكيف ترتبط بالرؤية، وهي الموهبة الذهنية التي منحها الخالق للكائنات الحية، وعلى رأسها الإنسان، الكائن العاقل المفكر والمبدع.
في ظل عصر الشاشة والتكنولوجيا المتقدمة، يتناول الكاتب كيف يتفاعل الإنسان مع الصور وكيف يؤثر ذلك على عقله وتفكيره. يسلط الضوء على أهمية البصر كنافذة للعقل، حيث يقوم بفحص كيفية ارتباط الحكمة بالبصيرة منذ العصور القديمة. ويستعرض الكتاب كيف استخدم القدماء الصور للدعاية والترويج للملوك والشخصيات المبدعة، مما يظهر أهمية الصورة كوسيلة فعالة في نقل الرسائل والتأثير على العقل والتفكير الجماعي.
تتنوع المحتويات في الكتاب بين تحليل العلاقة بين الصور والرؤية، وكيف تمثل الصورة جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية. يستعرض الكاتب الأثر البصري والذهني للصور في المجتمع الحديث، ملقيًا الضوء على التأثير الكبير الذي تمتلكه الصور في عالمنا المعاصر.
تعكس صفحات الكتاب تأملات متعمقة حول كيفية تطور استخدام الصور في الإعلام ودورها في تشكيل الرأي العام. يقدم الكاتب رؤية فريدة حول تأثير الصور في توجيه الانتباه وتشكيل الأفكار، مع إلقاء الضوء على تحولات وتغيرات مفهوم الإعلام في عالم يتسارع به التقدم التكنولوجي.
يتألق الكتاب بمجموعة من الأفكار العميقة والتحليلات المتقنة، مما يجعله قطعة أدبية فريدة في مجال الصحافة والإعلام. يأخذنا محمد فلحي في رحلة معرفية مثيرة تتناول جوانب متعددة حول عالم الصور وكيف يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تشكيل وتوجيه العقل في عصر الشاشة.
يقوم الكتاب بتقديم نقاشات مستنيرة حول موضوعات تتعلق بالتأثير البصري للصور ودورها الحيوي في فهم العالم وتشكيل الرؤية الاجتماعية. وبفضل أسلوب الكتابة السلس والمتقن، يصبح القارئ على موعد مع تجربة فريدة ومثيرة في استكشاف عقل الإنسان في زمن التكنولوجيا والصور.
صدر الكتاب عام 2017 عن مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع في الأردن، وقد لاقى استحسان القراء والنقاد على حد سواء. يأتي الكتاب بغلاف ورقي يعكس تميز العمل، مما يجعله إضافة قيمة لمكتبة كل محب للصحافة والإعلام.