في عالم الاستثمار والأسواق المالية، تظهر تحديات كبيرة أمام المستثمرين الذين يتبنون قيم الشريعة الإسلامية في إدارة ثرواتهم. يبدو أنه من الصعب عليهم العثور على فرص استثمارية تتماشى مع مبادئ الشريعة، ولهذا السبب ينصب اهتمام البعض منهم على صناديق الاستثمار في الأسهم. يسعى هؤلاء المستثمرون إلى البحث عن مشاريع تحقق لهم أرباحاً بدون تعارض مع الضوابط الشرعية.
تتجلى الصعوبات في تحديد مدى مشروعية معاملات البورصة، حيث يفتقر هذا السوق إلى ضوابط وشروط تحدد بوضوح قواعد التعامل بما يتماشى مع القيم الإسلامية. يظهر هنا النقص في التزام الشركات التونسية المدرجة في البورصة بضوابط الشريعة الإسلامية في تصرفاتها المالية، مما يفرض حدودًا وضوابطًا إضافية على قدرة المستثمرين في اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
يعالج الكتاب الذي يحمل عنوان “صناديق الاستثمار في الأسهم”، والذي كتبه الباحث والمؤلف رضوان سليطي، هذه التحديات بتفصيل شامل. يستعرض الكتاب بنية تصاعدية وشاملة تأثير العوامل الشرعية على استثمارات المستثمرين في الأسهم. حيث يسلط الضوء على تأثير غياب القواعد الشرعية في البورصة التونسية وكيف يمكن للمستثمرين التقاط الفرص بدون التعرض لمخاطر مالية تتعارض مع مبادئهم.
تقدم الصفحات الـ144 في هذا الكتاب تحليلاً عميقًا لتحديد مدى شرعية معاملات الشركات التونسية المدرجة في البورصة، وبالتالي يقوم بوضع ضوابط للمستثمرين الراغبين في توجيه استثماراتهم نحو الشركات التي تتوافق مع قيمهم الشرعية. كما يتناول الكتاب بشكل دقيق آليات احتساب المال الحرام وكيفية تطهيره، مما يضفي على القارئ فهمًا عميقًا للطريقة التي يمكن بها للمستثمرين تحقيق الأرباح بطريقة متوافقة مع مبادئ الشريعة.
وفي ختام الرحلة المثيرة في عالم الاستثمار، يختم الكتاب برؤى قيمة وتوجيهات تساعد المستثمرين في اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة ومستدامة في ظل الظروف الراهنة. إنها رحلة معلوماتية غنية ومفيدة، تضيف قيمة للمستثمرين الراغبين في دخول عالم الاستثمار المتوافق مع الشريعة الإسلامية.