في رحلة فريدة من نوعها داخل صفحات “صمت هادي”، يقدم لنا الكاتب رانيا ضاهر رحيقاً من الكلمات الرقيقة والعبر الممزوجة بألوان الخيال والحكمة. يأخذنا هذا العمل الأدبي الجميل في رحلة مميزة إلى عالم الطفولة، حيث يرافقنا هادي، الشخصية الرئيسية في القصة، في استكشاف مغامراته واكتشاف أسرار الحياة.
“صمت هادي” ليس مجرد كتاب، بل هو قطعة فنية تعبر عن روعة الخيال وعمق العواطف. يتناول الكتاب مفهوماً جديداً للحب الذاتي، حيث يتعلم هادي من الأميرة كيف يحب نفسه بكل جوانبها وتفاصيلها. يتخذ الكتاب من هادي فقاعة شفافة، تحمل في طياتها الكثير من الجمال والقوة والإحساس.
على صعيد التقنية الأدبية، يتميز الكتاب بلغة هادئة وجذابة، تسرد الأحداث بشكل يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش في عالم الخيال الذي خلقته ضاهر. يُضفي الوصف الدقيق والغني عنصراً إضافياً من الجمال على السرد، مما يجعل كل صفحة تنبض بالحياة والفهم.
يأتي هذا العمل ضمن القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد لعام 2017 في فئة أدب الطفل، مما يبرهن على جودة الكتاب وقيمته الفنية والتربوية. يعكس اختياره في هذه القائمة التفاعل الإيجابي الذي حققه بين القرّاء والنقاد، مما يجعله ليس مجرد كتاب يقرأ وينسى، بل يترك أثراً عميقاً في أذهان القرّاء الصغار والكبار.
تتضح قيمة “صمت هادي” أكثر فأكثر عند التناول لتفاصيله، فمع 24 صفحة مليئة بالحكايات والرسوم الجميلة، يصبح هذا الكتاب مرجعاً مهماً في فئة الأسرة والطفل. يُظهر الكتاب كيف يمكن للأدب أن يصنع جسوراً بين الأجيال، حيث يمتع الصغار بالقصة الشيّقة والرسوم الجذابة، في حين يقدم للكبار فرصة لاستنشاق عبير الطفولة واستعادة ذكرياتهم الجميلة.
“صمت هادي” يصنع السحر بكل كلمة وصورة، ويدعو القرّاء إلى الانغماس في عالم يمزج بين الواقع والخيال، محملاً برسالة قوية حول أهمية حب النفس والاكتشاف الشخصي. بكل تأكيد، يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة إلى مكتبة الأدب الطفولي، حيث يترك أثراً عميقاً في قلوب القرّاء ويشعل شرارة الخيال والحب في نفوسهم.