في هذا الكتاب الرائع بعنوان “الصلات المشتركة بين أبجديات الوطن العربي القديمة”، يقوم مجموعة من الباحثين بتسليط الضوء على جوانب مهمة وعميقة ترتبط باللغة والأدب في التاريخ العربي. يتناول الكتاب بشكل أساسي مفهوم الصلة اللغوية المشتركة بين أبجديات الوطن العربي القديم، وذلك استناداً إلى المنظور البدهي الذي يؤكد على أن اختلاف أنماط الخطوط لا ينعكس بالضرورة اختلافًا في اللغة.
تبدأ الندوة العربية المقامة، والتي يعتبرها الكتاب مصدرًا أساسيًا لمحتواه، بفحص هذا المفهوم، حيث تركز على فكرة أن اللهجات العربية المتنوعة في شتى أرجاء الوطن العربي تعود إلى وحدة لغوية أساسية في المعاني والإعراب والنحو. يعتبر الكتاب هذه الوحدة اللغوية مصدرًا للفهم المشترك والتواصل الثقافي بين مختلف المناطق العربية.
تبرز البحوث المقدمة في الكتاب أهمية الصلة اللغوية في فهم الهوية اللغوية للوطن العربي القديم، حيث تسهم في توحيد اللغة والتواصل الفعّال بين الشعوب العربية المتنوعة. كما تقدم هذه الدراسات رؤى عميقة حول كيف يمكن لهذه الصلات اللغوية المشتركة أن تسهم في الحفاظ على التراث اللغوي والثقافي للعرب.
يمتد الكتاب على 359 صفحة، وقد صدر في عام 2018 عن مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع في الأردن. يتميز بغلاف ورقي يلفت النظر، ويندرج تحت فئة الصحافة والإعلام، تحت فئة فرعية تتناول الندوات والمؤتمرات. يعد هذا الكتاب إضافة قيمة للمكتبة العربية، حيث يقدم رؤى متعمقة ومفصلة حول الصلات اللغوية التي تربط بين أبجديات الوطن العربي القديم، ويسهم في إثراء الفهم العام للتاريخ اللغوي والثقافي لهذا الوطن العريق.